تحضيرات العيد بنابلس .. مظاهر احتفالية يعكرها الاحتلال والفلتان
قبيل حلول عيد الفطر السعيد، تحولت مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، إلى لوحة فنية، رسمتها زحوف المتسوّقين، وعربات الباعة المتجوّلين، وجمّلتها مشاهد البضائع المعروضة في المحال التجارية وبسطات التجار، التي توزعت على امتداد ميدان الشهداء في وسط المدينة.
ويحاول المواطنون في نابلس أن يتناسوا جراحاتهم وهمومهم التي خلفها الاحتلال وممارساته الإجرامية تارة، ومظاهر الفلتان الأمني الذي تسبب في مشهد الدماء والقتل قبل أيام تارة أخرى؛ إلا أن تلك التفاصيل المؤلمة تبقى تعكر صفو حياتهم وتقطع الطريق على اكتمال فرحتهم بالعيد السعيد.
تسوق وإسعاد الأطفال
المواطن أسامه حرباوي يقف أمام إحدى البسطات التي تختص ببيع الملابس، مصطحبا معه ثلاثة من أبنائه، محاولا أن يلبي رغباتهم بأن يكتسوا ملابس العيد ويقلّب ما يقع تحت يديه باحثا عن ما يتناسب مع قدراته المالية كونه موظفا حكوميا لا يتعدى راتبه الشهري 2900 شيكل (753 دولارًا).
ويقول حرباوي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام“: “رغم الظروف الصعبة التي نعيش سنحاول قدر الإمكان أن نحتفل بالعيد، وأن نرسم الابتسامة على وجوه أبنائنا متحدّين الظروف الاقتصادية الصعبة وممارسات الاحتلال ومتناسين مشاهد المشاكل التي عصفت بالمدينة مؤخرًا”.
أما المواطنة شيرين العملة فهي الأخرى ترى بمظاهر العيد مناسبة لإسعاد الأطفال وتلبية حاجتهم، وقالت لمراسلنا: “من الجميل أن نرى الأسواق بهذا الحال، ويكفينا أن نشاهد تلك الابتسامات على شفاه أبنائنا فهذه الصور ستبقى محفورة في ذاكرتهم وسوف يأتي يوم ليتحدثوا عنها”.
خصوصية جبل النار
وتصف العملة أجواء العيد في جبل النار: “نابلس لها خصوصية تختلف عن باقي المدن فنجد محال الحلويات تكتظ بالزبائن وتمتلئ الأسواق بأنواع السكاكر والمكسرات ونجد الجميع يتهافت على شراء معمول العيد أو مكوناته”.
أما الشاب عوني أبو شمط فيرى في حديثه لمراسلنا أن مشاهد هذا العام من أجواء العيد تختلف عن سابقاته “فمن ناحية هناك محاولات لتنظيم الأسواق وترتيبها، ومن ناحية ثانية هناك أجواء من الحزن والخوف على ما آل إليه الواقع المجتمعي في المدينة في ظل الأحداث الأخيرة”.
ويردف: “مع ذلك تحاول نابلس أن تعض على الجراح وأن تحتفل بالعيد ونرى الأطفال والشباب ينتشرون حتى ساعات متأخرة من الليل لشراء احتياجاتهم من العيد ويتجول في الأسواق متحدين كل الظروف ومتناسين كل الهموم”.
ويصف البائع يزن أبو كشك والذي يمتلك بسطة لبيع المكسرات حركة التسوق بالنشطة قائلا: “إلى الآن هناك رضا عن حجم التسوق بعد أن سمح بنشر البسطات بأريحية على منطقة دوار الشهداء ومنع السيارات من الوصول إلى المكان وأحداث فوضى”.
وأشار أبو كشك إلى أن إعادة ترتيب الأمور بخصوص انتشار البسطات على الدوار كان له إيجابيات وسلبيات، فمن جهة هو أتاح الفرصة لكثير من تجار الدخل المحدود بأن يأخذوا فرصتهم بكسب عيشهم دون منغصات، ولكن في ذات الوقت غياب المعايير والرقابة على تلك البسطات أحدث نوعا من البلبلة والإشكاليات واثر على حجم المبيعات لدى البعض.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تحذير حقوقي من كارثة إنسانية خطيرة في رفح مع إغلاق المعابر
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن نذر كارثة إنسانية خطيرة متعددة الأبعاد بدأت تتفاقم سريعًا في رفح جنوب قطاع...
تركيا تطالب إسرائيل بالانسحاب من معبر رفح فورا
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الخارجية التركية، إن "أي عملية ستجري في رفح ستؤثر على العالم بأسره"، ودعت إسرائيل إلى الانسحاب فورا من...
شيخ الأقصى يدعو الأمّة لمواجهة المؤامرة الصهيونية وشد الرّحال للقدس
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ رائد صلاح في مقابلة إعلامية أنّ سعي الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ليس جديدًا بل هو...
هيئة حقوقية: ارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 8610 منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت هيئة الأسرى وشؤون المحررين ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، إلى 8 آلاف و610...
أونروا تطالب بإعادة فتح المعابر الرئيسية في غزة دون تأخير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، إن "المعابر الرئيسية في قطاع غزة...
وفد قيادي من حماس يصل إلى القاهرة لمتابعة جهود وقف العدوان
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الثلاثاء، أن وفدًا رفيعًا برئاسة رئيس حركة حماس في غزة د. خليل الحية، وصل إلى...
حمدان: الكرة في ملعب نتنياهو وعصابته وعمليته العسكرية برفح لن تكون نزهة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، أنه وعلى...