الأربعاء 08/مايو/2024

تحضيرات العيد بنابلس .. مظاهر احتفالية يعكرها الاحتلال والفلتان

تحضيرات العيد بنابلس .. مظاهر احتفالية يعكرها الاحتلال والفلتان

قبيل حلول عيد الفطر السعيد، تحولت مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، إلى لوحة فنية، رسمتها زحوف المتسوّقين، وعربات الباعة المتجوّلين، وجمّلتها مشاهد البضائع المعروضة في المحال التجارية وبسطات التجار، التي توزعت على امتداد ميدان الشهداء في وسط المدينة.

ويحاول المواطنون في نابلس أن يتناسوا جراحاتهم وهمومهم التي خلفها الاحتلال وممارساته الإجرامية تارة، ومظاهر الفلتان الأمني الذي تسبب في مشهد الدماء والقتل قبل أيام تارة أخرى؛ إلا أن تلك التفاصيل المؤلمة تبقى تعكر صفو حياتهم وتقطع الطريق على اكتمال فرحتهم بالعيد السعيد.

تسوق وإسعاد الأطفال
المواطن أسامه حرباوي يقف أمام إحدى البسطات التي تختص ببيع الملابس، مصطحبا معه ثلاثة من أبنائه، محاولا أن يلبي رغباتهم بأن يكتسوا ملابس العيد ويقلّب ما يقع تحت يديه باحثا عن ما يتناسب مع قدراته المالية كونه موظفا حكوميا لا يتعدى راتبه الشهري 2900 شيكل (753 دولارًا).

ويقول حرباوي لـ“المركز الفلسطيني للإعلام“: “رغم الظروف الصعبة التي نعيش سنحاول قدر الإمكان أن نحتفل بالعيد، وأن نرسم الابتسامة على وجوه أبنائنا متحدّين الظروف الاقتصادية الصعبة وممارسات الاحتلال ومتناسين مشاهد المشاكل التي عصفت بالمدينة مؤخرًا”.

أما المواطنة شيرين العملة فهي الأخرى ترى بمظاهر العيد مناسبة لإسعاد الأطفال وتلبية حاجتهم، وقالت لمراسلنا: “من الجميل أن نرى الأسواق بهذا الحال، ويكفينا أن نشاهد تلك الابتسامات على شفاه أبنائنا فهذه الصور ستبقى محفورة في ذاكرتهم وسوف يأتي يوم ليتحدثوا عنها”.

خصوصية جبل النار
وتصف العملة أجواء العيد في جبل النار: “نابلس لها خصوصية تختلف عن باقي المدن فنجد محال الحلويات تكتظ بالزبائن وتمتلئ الأسواق بأنواع السكاكر والمكسرات ونجد الجميع يتهافت على شراء معمول العيد أو مكوناته”.

أما الشاب عوني أبو شمط فيرى في حديثه لمراسلنا أن مشاهد هذا العام من أجواء العيد تختلف عن سابقاته “فمن ناحية هناك محاولات لتنظيم الأسواق وترتيبها، ومن ناحية ثانية هناك أجواء من الحزن والخوف على ما آل إليه الواقع المجتمعي في المدينة في ظل الأحداث الأخيرة”.

ويردف: “مع ذلك تحاول نابلس أن تعض على الجراح وأن تحتفل بالعيد ونرى الأطفال والشباب ينتشرون حتى ساعات متأخرة من الليل لشراء احتياجاتهم من العيد ويتجول في الأسواق متحدين كل الظروف ومتناسين كل الهموم”.

ويصف البائع يزن أبو كشك والذي يمتلك بسطة لبيع المكسرات حركة التسوق بالنشطة قائلا: “إلى الآن هناك رضا عن حجم التسوق بعد أن سمح بنشر البسطات بأريحية على منطقة دوار الشهداء ومنع السيارات من الوصول إلى المكان وأحداث فوضى”.

وأشار أبو كشك إلى أن إعادة ترتيب الأمور بخصوص انتشار البسطات على الدوار كان له إيجابيات وسلبيات، فمن جهة هو أتاح الفرصة لكثير من تجار الدخل المحدود بأن يأخذوا فرصتهم بكسب عيشهم دون منغصات، ولكن في ذات الوقت غياب المعايير والرقابة على تلك البسطات أحدث نوعا من البلبلة والإشكاليات واثر على حجم المبيعات لدى البعض.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات