الأربعاء 01/مايو/2024

الاحتلال يشهر بالمقدسية خويص لنشاطها في الدفاع عن الأقصى

الاحتلال يشهر بالمقدسية خويص لنشاطها في الدفاع عن الأقصى

لم يترك الاحتلال الصهيوني وسيلة أو أسلوبا إلا واستخدمه من أجل تفريغ المسجد الأقصى وترهيب من يداوم على شدّ الرحال إليه والتواجد فيه باستمرار، أو إن تنبّه لإصرار أحدهم على نصرته والدفاع عنه، رجلا كان أم امرأة، فتى أو فتاة، كهلاً أو عجوزا.

وعلى ما يبدو فإنه فشل في كسر إرادة ديمومة التواصل مع المسجد الأقصى والإصرار بتنشيط حراك الدفاع عنه، فأخذ يستخدم أساليب أكثر خسة، وهي محاولات التشهير والافتراء الفظ، واستباق نشر بيانات ومعلومات دون التحقق أو التأكد منها.

ضحية التشهير الاحتلالي لهذه المرة كانت المقدسية خديجة خويص المعتقلة منذ أكثر من عشرة أيام، وما زالت تخضع للتحقيق في أقبية أذرع الاحتلال.

ونشرت شرطة الاحتلال بيانا يحتوي على معلومات وادعاءات، مع أن الملف ما زال قيد التحقيق؛ وهو الأمر الذي استهجنه جميع من تكلمنا معهم من المحامين والأخصائيين القانونيين، واعتبره بعضهم غير قانوني ولا أخلاقي، وأن نشره مقصود، وله أهدافه الخبيثة، بحسب كيو برس.

إعلام الاحتلال سارع إلى كتابة ونشر الأخبار والتقارير الإخبارية التي ارتكزت على بيانات الشرطة “الغريبة”، ولحقته أحيانا بعض وسائل الإعلام العربية، مما أدى إلى وقوعهم في فخ الاحتلال، وهو ما حذر منه محامون مختصون.

تسريب غير قانوني

المحامي والحقوقي الناشط في شؤون القدس والأقصى خالد زبارقة أكد أن ملف خديجة خويص ما يزال قيد التحقيق، وأنه من غير القانوني تسريب معلومات بشأنه وبشكل رسمي -ناطقة باسم الشرطة- محتويات التحقيق قبل أن تكون هناك أي تهم مثبتة عليها.

وأوضح زبارقة أن ذلك يدل على أنّ الشرطة بدلاً من أن تمارس عملها في فرض النظام والأمن العام، فإنها تقوم بالتحريض بشكل مباشر ورسمي على لسان الناطقة باسمها، ضد شخص لا يملك أي أدوات قوة لمواجهة غطرسة الشرطة.

وتابع: “هذا الأمر إن دلّ على شيء فإنما يدلّ على إفلاس الشرطة الأخلاقي، وما كنا نراه في السابق بشكل خفي -أن الشرطة ليست شرطة بالمعايير المتعارف عليها، وإنما هي أحد أدوات الاحتلال لقمع المقدسيين والتحريض عليهم- قد أصبح اليوم أمرا رسميا”.

من جهته عقب المحامي رمزي اكتيلات من مركز قدسنا لحقوق الإنسان -والذي يترافع عن المعتقلة خديجة خويص- على بيان الناطقة باسم الشرطة قائلا: “فوجئنا  ظهر الأحد بعد جلسة تداول في المحكمة التي رفضت استئناف قدمناه ضد استمرار اعتقال خديجة خويص، قيام الشرطة بنشر هذا البيان التفصيلي، في حين لا تزال التحقيقات جارية، والشرطة تتحفظ على مواد التحقيق، ومن غير الممكن التأكد من صحة ما نشر”.

وأضاف كتيلات إن “الأشنع” في الأمر هو الأكاذيب الفادحة التي تحدث عنها البيان بما يخص “التحايل” على مؤسسة التأمين الوطني. “موقفنا هو أن ما قامت به الشرطة هو تصرف هزلي لا يدل إلا على أن الشرطة باتت ذراع سياسي يهتم بالرأي العام في الشارع اليهودي أكثر من اهتمامه بمهمته المفترضة كجسم تحقيق، وهي الوصول إلى الحقيقة”.

وكانت شرطة الاحتلال قد اعتقلت خويص الأربعاء 15-6-2016 بعد استدعائها للتحقيق في مركز المسكوبية -الذي تقضي فيه حتى الآن فترة سجنها- ومددت المحكمة اعتقالها عدة مرات. في حين ستعقد غدا الثلاثاء 28-6-2016  جلسة بخصوصها في محكمة الصلح غربي القدس المحتلة.

وخديجة من سكان بلدة الطور في القدس  المحتلة، ولها خمسة من الأطفال أكبرهم يبلغ 16 عاما، وقبل نحو أسبوع اعتقلتها قوات الاحتلال، ثم رحّلت زوجها إلى الضفة الغربية كونه يحمل هويتها بحسب الاحتلال.

كما أن هذا الاعتقال ليس الأول لخويص، حيث تعرضت سابقا للاعتقال والإبعاد عن الأقصى والقدس القديمة عدة مرات، وعملت في التدريس في المسجد الأقصى، وأتمت تحصيلها الأكاديمي حتى الدراسات العليا، ونشطت في نصرة القدس والأقصى رغم ما تعرضت لها من مضايقات وملاحقة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات