الإثنين 13/مايو/2024

منظومة الاحتلال الأمنية.. هل بدأت في التلاشي؟

منظومة الاحتلال الأمنية.. هل بدأت في التلاشي؟

تحاول المنظومة الأمنية للكيان في الفترة الأخيرة تحسين قدراتها الأدائية واللوجستية المختلفة، وتغيير المفاهيم السائدة المنتشرة في القطاعات المختلفة بين الجنود، ومعالجة الظواهر التي تعكس تراكم حالة الإرباك والقلق، وتحصين المنظومة المعلوماتية لديه بعد أن أصبحت عُرضة لأي هجوم إلكتروني.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما ينشره الإعلام الصهيوني المختلف عن الجيش والقضايا المتعلقة في حروب “السايبر”.

هبوط الكفاءةوذكرت صحيفة يديعوت أن هناك شكوى ضد عدد من الضباط والجنود المسؤولين عن التسبب في إهمال 100 دبابة أدت لحالة مخزية للعربات المدرعة للجيش “الإسرائيلي”.

ووصفت الصحيفة ذلك بأنه إهمال ممنهج، لذلك فإن المؤسسة أقالت مئات الجنود بسبب اتهامهم بالإهمال العام، بعد تقرير لمسؤول شكاوى الجنود الذي حذر من كفاءة الدبابات وناقلات الجند المدرعة والأسلحة المضادة المصابة وذات الكفاءة الخطيرة.

وأضافت الصحيفة، بعد مرور عقد افتراضي على صلاحية معدات الجيش “الإسرائيلي” بعد حرب لبنان الثانية، وبعد يوم من مظالم الجنود، كشف جنرال احتياط إتسحاق بريك  “عن وجود ثغرة أمنية حرجة في عربات المدرعات، وشكوى ضد التسلح،  وتحدث هؤلاء الجنود دون الكشف عن أسمائهم خوفا من العقاب، ففي عملية الجرف الصامد شهدت تقريبا بداية هبوط كفاءة دبابة “المركفاة 3″ أكثر من الطراز القديم؛ فقد علقت في قطاع غزة بسبب مشاكل مع محركاتها، وسوف تزداد سوءا في الحرب القادمة، وحذر بريك من الدبابات القديمة التي لا زالت تستخدم لحتى الآن”.

وأوضح الجنرال أن؛ “هناك نقص في كفاءة الأسلحة المضادة بالإضافة إلى النقص في القوى العاملة، وضعف دافعية جنود الجيش الإسرائيلي للتجنيد أو الذهاب للحرب، حتى أن هناك جنودا قالوا لا نريد أن نخدم في الجيش، واختاروا السجن بدلا من التعامل مع الدبابات، وهناك مشكلة أخرى أن هناك شبان يأتون من بيئات منخفضة اجتماعيا واقتصاديا وتبحث فقط عن كيفية لتجنب العمل”.
 
وحذر بريك من استخدام الجوالات الذكية من قبل الضباط الكبار؛ ويقول: “شاهدت ضباطا كبارا يعطون الأوامر أثناء التدريب لجنودهم عبر الجولات الذكية”.

وحذر الجنرال بريك من عدم جاهزية سلاح الدبابات للحروب القادمة وقال: “الحالة الآن أشبه  بما قبل حرب ١٩٧٣، كما أنه حذر من نقص الميزانيات لسلاح المشاة والتي تقلص التدريبات والتجهيزات وإبقاء الضباط المتميزين في الخدمة المدنية، وللأسف تستثمر المزيد من الأموال للسايبر ومديرية المخابرات، وإهمال في القوات البرية “.

وقال المتحدث باسم الجيش “الإسرائيلي” ردا على التقرير؛ أن رئيس هيئة الأركان غادي آيزنكوت عين نائبا لرئيس هيئة الأركان اللواء يائير جولان، وأن الجيش الإسرائيلي تعلم الدرس  بدقة ومهنية، وطالب بالإصلاحات اللازمة، ومفوض خدمة الجيش النظامي قام بمعالجة الآثار المترتبة عن التغييرات التنظيمية التي حدثت خلال عام 2015، وشروط الخدمة وحقوق الجندي كجزء من خطة “جدعون”؛ حيث  أعلن رئيس هيئة الأركان لصياغة برنامج متعدد السنوات التي من شأنها إحداث تغييرات ثورية في الجيش الإسرائيلي والتكيف مع تحديات المستقبل”.
 
الحرب المعلوماتيةوعلى ذات الصعيد نشرت مجلة الدفاع الإسرائيلي تقريرا عن  أمن السايبر تحت عنوان “نزع سلاح البرامج الضارة”.

وجاء في التقرير أن شركة “ReSec” وضعت وسيلة لنزع سلاح البرامج الضارة وإعادة بناء المحتوى، والتي تمكن الوقاية من التهديدات السيبرانية عبر تفكيك وإعادة بناء الملفات، إحدى الطرق للتعامل مع التهديدات السيبرانية في المؤسسات الكبيرة وتسمى “نزع سلاح البرامج الضارة” وهذا يعني أن كل ملف يدخل الأنظمة يتم تدميرها وإعادة بنائها على أساس مجموعة من القواعد التي تضمن أنها لا تحتوي على شيفرة خبيثة، وقد وضعت شركة “ReSec” للأمن السيبراني الإسرائيلي، حلا لنزع الملفات.

“دوتان بارنوي” المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة “ReSec” قال: “في 2007هيئة الأمن القومي للمعلومات” الآن “مكتب السايبر الوطني لإسرائيل” خلقت معيارا لنزع سلاح البرامج الضارة لجميع الهيئات والمؤسسات لتكون تحت إشرافهم؛ البنية التحتية الحيوية، الصناعات الدفاعية، والحكومة، وما إلى غير ذلك، والهدف تحديد كيفية التحقق من صحة ملف قبل دخول أي هيئة ومؤسسة، ونتيجة لهذا التنظيم فإن الشركات المتطورة تقوم بتنظيف المحطات التي أدرجت محركات الأقراص USB أو الأقراص المدمجة”.

وأضاف: “بالإضافة إلى هذه المحطات، تطورت الإجراءات لاستكمال هذه العملية، بما في ذلك إدارة الملفات في إطار هذه السياسة، بحيث يُمكن لمسؤول النظام أن يقرر فيما إذا كانت جميع الملفات “إكس” لا تسمح بدخول الهيئة أو المؤسسة”.

ويتابع مدير الشركة: “في وقت لاحق أضيفت حلول بهدف التحقق من سلوك الملفات غير المعروفة، وإعلام النظام بأنها خبيثة، كما أصبح مجرمو الإنترنت أكثر تطورا، وتعلموا كيفية خلق البرمجيات الخبيثة التي يصعب كشفها، وبالتالي تعريض الهيئة أو المؤسسة للإصابة المستمرة”.

ويؤكد بار نوي: “في ReSec توصلنا لأفضل حل لهذه المشكلة، وقررنا أن نتعامل مع جميع الملفات لضمان أن تكون نظيفة، وسنعيد بناء نسخة مجانا من دون أي محتوى ضار، أي نزع المحتوى وإعادة الإعمار، وهذا يعني أيضا أننا يمكن أن نوفر “360 درجة” من الحماية بغض النظر عن مصدر”البريد الإلكتروني، File Transfer Protocol FTP أو بروتوكول نقل الملفات، وبرنامج التخزين السحابي cloud والخزائن الرقمية و نقطة النهاية وغير ذلك” و دمج الحل الكامل مع التقنيات الأخرى مثل AV مضادات الفيروس، أو برنامج sandbox أي البيئة التي يعمل بها البرنامج داخل حدود معينة لا يستطيع تنفيذ أي أوامر أو أكواد برمجية خارج هذا الإطار مما يعطينا أمانا أكثر، أو برامج مكافحة الخداع”.

ويختم مدير شر كة ReSec “لقد وجدنا هذه التكنولوجيا لتكون فعالة للغاية في التعامل مع برامج “Ransomware” وهو نوع من البرمجيات الخبيثة التي يمكن تثبيتها سرا على جهاز الكمبيوتر دون علم أو نية للمستخدم، يقيد الوصول إلى نظام الكمبيوتر المصاب في بعض الطرق، وتطالب المستخدم بدفع فدية لمشغلي البرمجيات الخبيثة لإزالتها.

كيان محاصرمحلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” عقب على التقرير، مؤكدا أن الحالة التي يشهدها الكيان في الوقت الحالي تمثل أعلى منسوب من القلق النفسي الدائم داخليا وخارجيا؛ فالمحاولات الفاشلة على الصعيد الداخلي من كبح جماح الانتفاضة وعملياتها جعلته أضحوكة، كذلك أثرت ثلاثة حروب متتالية على بقعة صغيرة  ك”غزة” أمام مقاومة شرسة على منظومته بشكل كامل، الأمر الذي جعل من الصعوبة بمكان أن يخفي فشله لذلك جاء تقرير “مراقب دولة الكيان” يثبت هذا الفشل، ويؤكد على الحالة المضطربة التي يعيشها قادة الكيان.

وأضاف المحلل؛ “أما على الصعيد الخارجي فحركة المقاطعة ضد هذا المحتل بدأت تأخذ زخما أكبر ما كان يتوقعه الصهاينة، حتى وصلت المقاطعة لعقر الحليف أمريكا، الأمر الذي اضطر الصهاينة من تجميع المنظمات الصهيونية في أمريكا وعقد مؤتمر صهيوني لمقاومة حركة BDS”.

وختم المحلل، قائلا: “إن الإعلام الصهيوني يحاول جاهدا عبر مواد يسربها لهم قادة الأمن سواء عن الجيش أو عن الهكرز الدولي الذي يشن بشكل دائم حربا على المنظومة المعلوماتية الصهيونية، لتخفيف حدة الغضب من الشارع الإسرائيلي، ومحاولة للتخفيف من حالة الأفول التي منيت بها منظومته الأمنية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات