الخميس 30/مايو/2024

طالبات الكتلة الإسلامية بالضفة.. وقود الانتفاضة في مرمى الاستهداف

طالبات الكتلة الإسلامية بالضفة.. وقود الانتفاضة في مرمى الاستهداف

بوقوفها على حقيقة أن العمل الطلابي كان -ولا يزال- في القلب من انتفاضة القدس التي اندلعت منذ سبعة أشهر، والتي لا يكف الاحتلال عن محاولات وأدها والقضاء عليها، سعت السلطات الصهيونية إلى الحد من توسعة النشاط الطلابي كعامل أساسي في استمرار الانتفاضة والحفاظ على جذوتها.

ظهر ذلك منذ بداية الانتفاضة بشنّ حملات الاعتقال في صفوف الطلاب، إلا أن الحملة الأخيرة تعتبر الأعنف والأوسع خاصة بحق الطالبات؛ حيث استهدفت الحملة قيادات العمل الطلابي في جامعات الضفة الغربية، بما فيهم طالبات الكتلة الإسلامية، بينما كانت أجهزة السلطة حاضرة في هذا الدور الإجرامي، عبر تنسيقها الأمني مع سلطات الاحتلال في عمليات الاستئصال القمعي بحق الطالبات.

إقصاء الطالبات

ثماني طالبات جامعيات تم اعتقالهن منذ اندلاع الانتفاضة في تشرين أول (أكتوبر) الماضي، بينما لم يُفرج إلا عن واحدة، وهي أسماء القدح (21 عامًا) من نابلس وهي طالبة في قسم اللغة الإنجليزية في جامعة بيرزيت، وذلك بعد مرور ثلاثة أشهر على اعتقالها إداريًّا؛ حيث كانت القدح رئيس اللجنة الثقافية في المؤتمر الطلابي في مجلس اتحاد طلبة الجامعة، وبرز دورها في قيادة الإطار الطلابي للكتلة الإسلامية بعد اعتقال أعضاء المجلس من أبناء الكتلة الإسلامية بعد انتخابات الجامعة لعام 2015.

نوع جديد مارسه الاحتلال بحق الطالبات، تمثل في قرار يقضي بحرمانهن من التعليم، وهو ما تم في حق الطالبة والأسيرة المحررة أسماء قدح من دخول مدينة رام الله وإكمال دراستها في جامعة بيرزيت.

ولأن الحد من نشاطات الكتلة الإسلامية كان هدفًا للاحتلال والأجهزة الأمنية التابعة للسلطة أصبحت حالات الاعتقال اعتيادية، وأصبح استهداف الحرائر حلقة من حلقات الإذلال وعرقلة العملية التعليمية في فلسطين التي ينتهجها الاحتلال.

الاستهداف المتبادل

التنسيق الأمني بين أجهزة الأمن التابعة للسلطة، وبين الاحتلال، لم يستثن الطالبات؛ حيث يقوم أحد الطرفين بما يعجز عنه الآخر، بهدف مشترك، وهو القضاء على الانتفاضة وأبنائها وبناتها.

الطالبة سلسبيل شلالدة (21 عامًا) من بلدة سعير هي إحدى طالبات كلية الهندسة في جامعة بوليتكنيك فلسطين وهي عضو مجلس الطلبة في الجامعة، تم اعتقالها في (8-4-2016) بعد يوم واحد من اقتحام جهاز الأمن الوقائي منزلها في حي كوازيبة شمال بلدة سعير، وقامت عناصر الجهاز بتفتيش المنزل، وصادرت أوراق وملفات تتعلق بالعائلة، وحاولت مصادرة جهاز حاسوب خاص بها، إلا أنها رفضت وقاومت بشدة، وفي نفس الليلة جاء الاحتلال وقام باعتقالها وحولها للتحقيق في سجن عسقلان.

قبل ذلك بأيام، اقتحمت مخابرات السلطة منازل تسع طالبات من محافظة الخليل، واعتقلت واحدة لمدة سبع ساعات، وصادرت ملفات وحواسيب وهواتف لها علاقة بدراسة هؤلاء الطالبات، وأغلبهن من طالبات جامعة الخليل.

وفي (19-4-2016) اعتقلت سلطات الاحتلال الطالبة هالة بيطار من القدس، والطالبة إسلام أبو شرار من دورا ونور الإسلام، قسم العلاج الطبيعي، وكلتاهما من جامعة القدس في أبو ديس، علمًا أن الأخيرة خريجة لهذا الفصل الدراسي والاعتقال حال دون تخرجها.

يأتي هذا التنسيق بين أجهزة السلطة والاحتلال، بهدف الحد من نشاطات طالبات الكتلة الإسلامية، ومنع أي نشاط لهن داخل أو خارج أسوار الجامعة، وهو استحقاق سنوي تقوم به الأجهزة الأمنية كصكوك غفران يقدَّم قربانًا للاحتلال.

حملات الاعتقال التي شنها الاحتلال لم تكن عشوائية، بل كانت تستهدف من كانت لهن أنشطة طلابية معارضة للسلطة؛ حيث إن معظم هؤلاء الطالبات يمثلن الانتماء السياسي للكتلة الإسلامية الذراع الطلابي لحركة حماس.

بدون جسم نقابي

ونظرًا لغياب جسم نقابي طلابي يمثل -حسب ما ضمنه القانون- شبكة أمان لحماية الطلاب من الاستهداف والاعتقال، وعمل دراسات حقوقية وإنسانية لدراسة أوضاع الطلاب والطالبات الواقعين تحت طائلة الاستهداف الممنهج، خاصة المشاركين في عملية الانتخابات؛ فقد أصبحت حياة الطلاب التعليمية في مهب الريح؛ حيث يتم اعتقال هؤلاء الطلاب والطالبات واحتجازهم لمدة كافية لتضييع مشاريعهم التعليمية كما حدث مع الطالبة آلاء عساف من جامعة بيرزيت، والتي اعتقلت فجر الاثنين (9-5-2016)، وهي تستعد لمشروع التخرج، وكانت عساف عضوًا سابقًا بين عامي 2014 و2015 لمجلس اتحاد الطلبة.

استهداف التعليم

عضو المجلس التشريعي الفلسطيني عن منطقة الخليل، سميرة حلايقة، أكدت أن الأهداف المشتركة للاحتلال والسلطة في استهداف الطلبة كانت منذ عام 2007 وزادت حدتها مع إحراز التقدم الملموس للكتلة الإسلامية في انتخابات جامعات الضفة منذ عام 2013 وحتى الآن؛ حيث كان هذا التقدم مقلقًا أمام العشرات من التحديات التي فرضت على طلاب وطالبات الكتلة الإسلامية، وليس سرًّا أن سبب هذا التقدم هو أن طالبات الكتلة الإسلامية قمن بدور مميز عقب استهداف عشرات الطلاب من قيادات الكتلة الإسلامية في سجون الاحتلال والسلطة.

وأضافت الحلايقة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إن هذا الاستهداف المتبادل جعل الطالبات من حرائر فلسطين لقمة سائغة وإدخالهن إلى أقبية التحقيق، وهو مؤشر خطير على استهداف الاحتلال لأي نشاط طلابي داخل الجامعات بشكل أساسي.

وطالبت الحلايقة بشبكة أمان لطلاب وطالبات الجامعات تضمن لهم استمرار المسيرة التعليمية، وتحقيق آمالهم بالنجاح والتفوق وإنهاء الفصول الدراسية دون تأخير.

ونوهت بأن اعتقال تسع طالبات من جامعات الضفة، واستهداف أخريات من قبل السلطة، مؤشر خطير على تدني مستوى الحريات والتعبير والعملية التعليمية بشكل عام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات