الثلاثاء 30/أبريل/2024

مؤتمر فلسطينيي أوروبا والتيه العربي

حازم عياد

بات من أهم الفعاليات الفلسطينية في القارة الأوروبية، بل العالم العربي بتأكيده حق العودة بقدرته على حشد الدعم والتأييد للقضية الفلسطينية، وتوجيهه أنظار الفلسطينيين في العالم إلى قضيتهم المركزية وتعبئتهم بشكل فعال، بعيدا عن التشتت والتشرذم السائد في العلام العربي والإسلامي، خصوصا بعد تراجع دور منظمة التحرير الفلسطينية، وحالة الهرم والشيخوخة التي تعاني منها؛ فالمؤتمر وأشباهه يمكن أن يتحول الى مرجعية فلسطينية قادرة على التكاثر في العالم العربي والإسلامي، لتتحول إلى مرجعية يتم فيها مواجهة حالة التيه والتشرذم التي يعاني منها العالم العربي، مجنبًا الفلسطينيين المعارك الجانبية و”العنطزات” العربية؛ محددا بذلك قواعد الاشتباك والأولويات بالنسبة للفلسطينيين.

المؤتمر بات محط اهتمام المسؤولين الأوروبيين والعرب؛ إذ سيشارك فيه وزراء من الحكومة المغربية ليتحول إلى مركز اهتمام عربي وأوروبي وعالمي؛ فرغم الجهود التي بذلها الكيان الإسرائيلي ممثلا بجماعات الضغط أو بسفرائه، إلا أنه لم يستطع أن يثني الحكومة السويدية أو الشعب السويدي عن اتخاذ موقف سلبي تجاه انعقاده في ستوكهولم.

مركز العودة باعتباره واحدا من أهم المشرفين على الفعالية تمكن من توسيع نشاطه وشرعنته؛ بحصوله على عضوية أو صفة مراقب في العديد من المؤسسات الدولية، النشاط الفلسطيني في أوروبا والقارة الأمريكية حيوي، وفي صعود دائم، ويمكن تعميمه في العالم العربي التائه، فرغم العوائق الكبيرة التي تواجهه، إلا أنه ما زال يسير في خطى ثابتة، متجاوزا الانشغالات العربية أو سياسات التطبيع الرسمية المتبعة من قبل الدول العربية للأسف، ليتحول إلى مركز ثقل ضاغط على السياسة الرسمية العربية التائهة والمتخبطة في مستنقع الصراعات الإقليمية والمحلية.

فالمؤتمر ترافق هذا العام مع تصعيد إسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة، بل بفتح ملفات خطرة كملف الجولان المحتل، موسعا بذلك دائرة اشتباك الكيان مع القوى الأوروبية، سواء في فرنسا أم المانيا أم عموم الاتحاد الأوروبي، مسألة لا بد من استثمارها وتوظيفها للدفاع عن حقوق الفلسطيني، وعلى رأسها حق العودة، فالسياسة الإسرائيلية غير قابله للتجميل؛ باعتبارها مصدرا لتهديد السلم الدولي.

الاستراتيجية الصهيونية لتفكيك النشاط الفلسطيني والكتلة الصلبة تتمثل بمحاولة مشاغلتها بصراعات جانبية في البيئة العربية الملتهبة، خصوصا دول الجوار العربي؛ لذلك فإن التركيز ينصب على فتح قنوات جديدة مع القيادات الرسمية العربية أو طرح مشاريع لا مستقبل لها لمعالجة أزمته في الضفة الغربية أو القطاع في محاولة لنقل المعركة المحتدمة في الأراضي الفلسطينية والقارة الأوروبية إلى العالم العربي، محاولة لمشاغلة الفلسطينيين في صراعات جانبية بائسة مع بيئتهم العربية، واستنزافهم كالعادة في معارك مع الأنظمة الرسمية العربية المأزومة؛ فالكيان لن يقدم حلولا حقيقية للدول العربية، بل مزيداً من وصفات التأزيم على الأرجح.

رغم التفوق العسكري والاستعراضات السياسية والدبلوماسية للكيان حول علاقته بالدول العربية، إلا أنه ليس في أفضل أحواله، ومحاولته الخروج من العزلة من خلال الترويج لمشاريع تصفوية، أو تعاون مصلحي مع بعض الدول العربية لن يزيد واقع الدول العربية إلا تأزيمًا، لا يرغب الفلسطينيون أن يكونوا طرفا فيه، ومسؤوليته تقع على كاهل المنخرطين فيه فقط، فالجهود الصهيونية لن توقف تدحرج كرة الثلج، فالمواجهات اليومية في الضفة الغربية، والتوتر على حدود غزة، والمعارك القانونية الممكن إشعالها مع الكيان لن تقدم أي فسحة أمل حقيقية لإخراج الكيان من مأزقه؛ فالساحة الفلسطينية باتت أكثر فاعلية، وخبرة في إدارتها لمعركتها مع الكيان وأكثر قناعة بضرورة تجنب البيئة الهشة والمتقلبة في العالم العربي.

فقدان التركيز والتشتت ما يعول عليه الكيان الإسرائيلي بعد أن فشل في وقف النشاط الفلسطيني المتمدد في مناطق نفوذه التقليدية في القارة الأوروبية، بل الولايات المتحدة نفسها؛ لذلك فإن الرد الطبيعي هو عدم الانخراط في المعارك الهامشية التي يحاول أن يشعلها بين الفلسطينيين وبيئتهم العربية المضطربة التائهة والمأزومة؛ فالحل ليس بالاشتباك مع العالم العربي وإنما بالعمل على جذب الدول العربية إلى مربع يخدم الاستراتيجية الفلسطينية أو على الأقل، إحراجها 

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

هنية يستقبل وفودًا جزائرية وتركية

إسطنبول - المركز الفلسطيني للإعلام استقبل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، عدة وفود وشخصيات وبحث معهم تطورات الحرب الصهيونية على غزة،...