الأربعاء 22/مايو/2024

تقرير مراقب الدولة.. الخيارات الصعبة أمام الاحتلال

تقرير مراقب الدولة.. الخيارات الصعبة أمام الاحتلال

منذ نهاية معركة”العصف المأكول” والاحتلال مستمر بكشف أوراق هزيمته، والذي كان آخرها تقرير “مراقب الدولة”، الذي كشف عن حجم ضعف التقديرات الاستخبارية والعسكرية قبل المعركة وسوء إدارتها، مما أدى إلى الهزيمة النكراء التي مُنيً فيها جيش الاحتلال مقابل المقاومة في غزة.

التقرير الخطير الذي جاء بعنوان “حرب الغفران 2”  تناولته صحيفة يديعوت، وتابعه قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام”، وصف بأنه قنبلة سياسية.

تهديد الأنفاق

ورصدت “يديعوت” في تقاريرها أمس عن التوترالشديد بين مراقب الدولة “يوسف شابيرا” وبين نتنياهو ويعلون، على خلفية مسودة التقريرشديد اللهجة الخاص بإدارة الهيئة العسكرية للحرب الأخيرة على غزة، وقد عنونت الصحيفة تقريرها “بحرب الغفران 2″، وتناول إدارة الحكومة للحرب وآليات اتخاذ القرارات، وضعف الجاهزية والإستعداد للحرب ومعالجة مشكلة الأنفاق.

وأضافت الصحيفة؛ إن المراقب كتب في مسودة التقرير السرية أن “نتنياهو و يعلون لم يُطلعوا “الكبينت” على تحذيرات “الشاباك” عن مواجهة عسكرية ممكنة مع حماس في شهر يوليو، وهذا الأمر لم يطَلع عليه الوزراء إلا أثناء الحرب، وأن نتنياهو و يعلون لم يناقشا تهديد الأنفاق مع أعضاء الكبينت حتى اندلاع الحرب نفسها، إلا نقاشا أُجري في مارس 2014.

كما تحدث التقرير عن أخطاء “الكبينت” خلال الحرب؛ الأمر الذي أدى لاستمرارالحرب 51 يوما، كذلك تحدث عن غياب الجاهزية والخطط العملية الكافية للتعامل مع تهديد الأنفاق الهجومية في حال اندلاع الحرب، وأن نتنياهو ويعلون وجانتس، أداروا معظم مراحل الحرب لوحدهم في ظل إهمال باقي أعضاء “الكبنيت” وباقي الوزراء.

وتطرق التقرير إلى المواجهة الخطيرة بين أعضاء الكبنيت فيما يخص تسريبات جلساتها خلال الحرب، وأن عدداً من أعضاء “الكبنيت” لا يملكون المؤهلات والمعرفة للتعامل مع قضايا أمنية.

قنبلة سياسية

وأكدت الصحيفة أن مطَلِعين على مسودة تقرير مراقب الدولة، وصفوها ب”قنبلة سياسية تكتيكية”، وأنها أخطر من تقرير فينوجراد الذي حلل إخفاقات حرب لبنان الثانية، وأن الحرب على غزة كانت فشلاً كبيراً جدا، ولم يتم استخلاص العبر من حرب لبنان الثانية.

وأشارت إلى أن “هذه المسودة لا يجب أن تبقى مخفية عن عين الجمهور، لأن الحديث يدور هنا عن مسألة حياة أو موت بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وهذا لا يعني أن من حق الشعب أن يعرف – هذا يعني أن من حق الشعب أن يعيش،  كما أن شارون مُنع من أن يُعين كوزير للحرب بعد حرب لبنان، وبيبي وبوجي “يعلون” كذلك لا يستطيعون أن يديروا معركة بعد (الجرف الصامد)”.

فيما أشارت الصحيفة، أن جانتس قد تلقى انتقادات شديدة هو أيضاً من مراقب الدولة؛ لأن التواصل كان مقطوعا بين التقديرات التي عرضها وبين ما هو جار على الأرض؛ فبعد اكتشاف نفق في كرم أبو سالم قدر القائد العام للجيش “جانتس” أنه لا يوجد نية لدى حماس ولا قدرة لها على تنفيذ هجمات أخرى عبر الأنفاق، وبعد شهر من ذلك تم تنفيذ 4 هجمات من خلالها.

تبادل الاتهام

وذكرت الصحيفة، أن مقربين من نتنياهو قالوا إن المسؤول عن تسريب المسودة هو مراقب الدولة، واتهموه بأنه تصرف غير مسؤول من شخص غير مسؤول، فيما قالت زعيمة حزب “ميرتس” عضو الكنيست “زهافا جالون” أن نتنياهو نصَب نفسه كشخص فوق القانون وهو من أحبط لجنة للتحقيق في حرب غزة.

فيما ذكرت القناة العاشرة عن مصدر عسكري كبير: “من المحتمل أن يكون “افيغدور ليبيرمان” رئيس حزب “إسرائيل بيتنا” والذي كان يشغل منصب وزير الخارجية وقت الحرب على القطاع هو من سرب تقرير الحرب على غزة”.

وقال”اور هيلار” الصحفي والمحلل العسكري في القناة (10)، أن المسؤول العسكري يعتقد أن ليبرمان سرب هذا التقرير من أجل ضرب نتنياهو ويعلون.

مقاومة تفرض شروطها

محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” يرى أن التقرير جاء في معرض التجاذبات السياسية بين الأحزاب الصهيونية، وفي هذه المرحلة بالتحديد حيث يعيش الكيان بهوس الأنفاق ليسوق إنجازا على الأرض في ظل مسلسل الفشل المتلاحق، سواء كان في غزة أو في الضفة.

وبحسب المحلل؛ فإن التقرير يعكس سوء تقديرات المنظومة الأمنية والعسكرية لقوة وجاهزية المقاومة، والتي فاجأت الاحتلال بالسيطرة على مجريات الحرب، والحصول على أوراق ضغط أجبرت الاحتلال على الرضوخ لشروطها، وما تزال تكشف الأيام الأكاذيب التي ساقها الاحتلال خلال الحرب، وإخفاءه حجم خسائره عن الشعب، مقابل المصداقية العالية التي تمتعت بها المقاومة، حيث بات من الملاحظ متابعة المجتمع الصهيوني للإعلام المقاوم للحصول على الحقيقة.

وأكد المحلل؛ أن التقرير يطرح ثلاثة خيارات أمام قادة الكيان:

الأول: استبعاد حرب الكيان على غزة، وأن ما يجري في هذه الأيام حول قضية الأنفاق يأتي في معرض الحرب النفسية وعض الأصابع ليس إلا، وهو تأكيد من الاحتلال لعدم العودة للحرب مرة أخرى، وخاصة في الوقت الراهن.

الخيار الثاني: يندرج تحت إطار التوصل لهدنة طويلة، ويترتب على ذلك حل جميع الملفات ذات الصلة “الحصار وملف الجنود المختطفين والميناء العائم”.

والخيار الأخيرهو الرضوخ لحرب؛ لكن هذا الخيار المستبعد ستكون نتائجه صعبة، كما قال المحلل العسكري في القناة العاشرة ألون بن ديفيد “في حماس وفي إسرائيل على حد سواء يفهمون بالضبط ماذا سيكون معنى إصدار عملية كهذه: جولة قتال أخرى، تؤلم إسرائيل أكثر مما آلمتنا الجرف الصامد”.

ويشيرالمحلل؛ إلى أن نتائج التقرير كانت صادمة للمنظومة السياسية، وعلى الرغم من أنها لن تطيح برئاسة نتنياهو، لكن قد تؤثرعلى سُلم صعود نتنياهو مرة أخرى لرئاسة الوزراء.

وختم المحلل؛ بأن أهمية التقرير تكمن في التأكيد على أن خيار المقاومة هو من يفرض المعادلة على الأرض، وليست خيارات أخرى، فمقاومة بقطاع صغير ومحاصر فعلت ما فعلت بالاحتلال، فكيف لو أطلقت يدها في الضفة؟.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات