الأربعاء 22/مايو/2024

شيخ الأقصى.. في بؤرة استهداف اليمين الصهيوني

شيخ الأقصى.. في بؤرة استهداف اليمين الصهيوني

تستعد شرطة الاحتلال الصهيوني في الثامن من أيار (مايو) القادم لإلباس الشيخ رائد صلاح بزّة السجون الزرقاء وستسمح لكافة وسائل الإعلام نقل صورته مقيد المعصمين بالأغلال لإرهاب كل من يدافعون عن المسجد الأقصى من بعده.

وكانت سلطات الاحتلال حكمت على الشيخ رائد صلاح رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل مؤخرًا بالسجن 9 أشهر، يبدأ تنفيذها الفعلي في الموعد المذكور بذريعة التحريض على العنف والعنصرية في خطبة وادي الجوز سنة 2007.

وتناوبت كافة المستويات اليهودية المتطرفة في الشهور الماضية في التحريض على الشيخ صلاح حتى وصلت رأس الهرم في السياسة الصهيونية ” بنيامين نتنياهو”، والذي اتهمه قبل أسبوعين بمحاولة تفجير الأوضاع في الأقصى مع حلول عيد الفصح.

خطبة وادي الجوز

منذ شباط (فبراير) 2007 والاحتلال يحاول النبش بين السطور لإلقاء تهمة على الشيخ رائد صلاح يغيبه خلالها عن المشهد في القدس والأقصى بإيداعه السجن.
 
المحامي خالد زبارقة، المختص في شئون القدس، يؤكد لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، تعليقًا على التهمة الموجهة للشيخ: “كان يومها اعتداء على جسر باب المغاربة المؤدي من ساحة البراق لباب المغاربة واستهداف للجسر والتلة ومنع الاحتلال صلاح من دخول الأقصى، فتجمهر مع الناس في وادي الجوز وألقى خطبة انتشرت عبر وسائل الإعلام”.

ويشير زبارقة إلى أن خطبة صلاح تطرقت يومها لجرائم الاحتلال، متحدثًا عن المطلوب لنصرة القدس والأقصى من الأمة العربية والإسلامية؛ حيث تقدم الاحتلال بعدها بلائحة اتهام وقضية ضده تفاعلت 9 سنوات من 2007 حتى صدر حكم مؤخرًا ضده بالسجن 9 أشهر.

أما د. جمال عمرو، الخبير في شئون القدس والاستيطان، فيقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” إنه حضر الخطبة شخصيًّا لأنها أقيمت في ساحة مقابل منزل والده، وأنها لم تتعرض لأي مخالفة قانونية، مؤكدًا أن “هدفهم فقط هو إيجاد ذريعة لإسكات وقتل الصوت، وإعلان كافة نشاطه وحركته خارجة عن القانون وحتى يكون عبرة لكل من يسلك طريقه”.

وعلى نسق سياسية الباب الدوار، يتوقع الخبير عمرو أن يفتح الاحتلال للشيخ صلاح ملفات أخرى بعد انتهاء ملف خطبة وادي الجوز؛ منها ملف مصادر تمويل وارتباطه بحركات محظورة، وملف إعاقة عمل الشرطة ليبقوه تحت طلب وتهديد الشرطة دومًا.

ويعيش المسجد الأقصى حاليًّا “في عين العاصفة”، حسب وصف فخري أبو دياب الأكاديمي الناشط في مؤسسات الدفاع عن أراضي القدس، “لأن الاحتلال يستهدف رموز العمل النضالي خاصة في القدس”.

نتنياهو واليمين

ليس عبثًا أن يتهم “نتنياهو” رئيس وزراء الاحتلال، الشيخ صلاح بالتحريض على العنف مع حلول عيد الفصح، فهو يريد تصدّر المشهد وكسب تأييد اليمين المتطرف.

ويرى المحامي زبارقة أن تحريض ” نتنياهو” كرأس السياسية الصهيونية، على الشيخ صلاح يهيئ الظروف لاستهدافه جسديًّا عبر المتطرفين اليهود.
 
ويتابع: “التفسير الثاني أن تصريح نتنياهو يحمل تدخلاً من السلطة التنفيذية في عمل السلطة القضائية، وهو يتنافى مع النظام الديمقراطي، لكن نتنياهو تجاوز ذلك لكتم صوت صلاح”.
 
خروج الشيخ رائد صلاح من المشهد، خاصةً بعد تفاهمات وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية “جون كيري” سنة 2015، يهيئ الظروف -حسب تحليل المحامي زبارقة- لاستهداف الأقصى، مستفيدين من تراجع المواقف العربية والإقليمية.
 
ويتعدى الظرف الذي يحياه الأقصى سوء الأحوال السياسية والميدانية إلى ما يرى فيه زبارقة تواطؤ أنظمة عربية رسمية مع الاحتلال، ما يضع الاحتلال أمام فرصة تاريخية لتهويد الأقصى.

أما د. جمال عمرو، فيقول إن “ميل المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين يشجع نتنياهو للتحريض على الشيخ صلاح؛ حتى يكسب أصواتهم الانتخابية ويجسد الانسجام بين الرأس والقاعدة، ثم يبقى الليكود على سدّة الحكم”.

ويضيف: “نتنياهو يحارب أي توجه إسلامي في المنطقة، خاصة القدس، والمنطقة تحترم القوي. يحاول خلط الأوراق بالقول إن لديه اتصالات مع دول سنية ويَشعر المواطن العربي أمامهمل بالإحباط” .
 
ومن أهم محاولات تهويد الأقصى التي رصدها الخبير عمرو مؤخرًا إصدار خارطة جديدة للسائحين لا تذكر الأقصى مطلقًا ووضع لافتات فوق مكانه تحمل اسم “جبل الهيكل”.
 
غياب الشيخ 

غياب رائد صلاح عن شوارع القدس ومرافق الأقصى من شأنه أن يسهل حركة الاحتلال واليمين المتطرف في تهويد واستهداف القدس، فهو بشخصه ومؤسسته ومعاونيه يقف سدًّا منيعًا أمامهم.

ويؤكد فخري أبو دياب أن صلاح يعد همزة الوصل بين فلسطين والعالم من حولها، فهو يوفر دعمًا معنويًّا ونفسيًّا وماديًّا للمرابطين، لذا كان العام الماضي قرار حظر حركته، والآن قرار سجنه.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “أهم ما أزعج الاحتلال مؤخرًا ترميمه للمصلى المرواني وتواصل مشروع البيارق، والأفواج التي كانت تتوافد على الأقصى، والذين تأثروا بقرار حظر الحركة الإسلامية، والآن ستتأثر أعدادهم أكثر بسجن شيخ الأقصى”.
 
ويشير إلى أن غياب صلاح عن المشهد سيؤثر على مشاريع ترميم المنازل في حي البستان وسلوان وإغاثة العائلات المرابطة الفقيرة التي تسكن في القدس ومحيط الأقصى، إضافة لثقة مؤسسات إسلامية وعربية تفضل التنسيق معه شخصيًّا”.

وتجتمع 25 مؤسسة يمينية يهودية على استهداف شيخ الأقصى تحت غطاء وحماية المستوى السياسي والأمني الصهيوني الذي يعيش حالة انسجام غير مسبوق.
 
ولا زالت التحضيرات في داخل فلسطين المحتلة جارية من كافة الأحزاب والناشطين لمرافقة الشيخ رائد صلاح يوم الثامن من مايو في مسيرة تنطلق من مدينة أم الفحم، في تمام الساعة الثامنة صباحًا وصولاً إلى بوابة سجن الرملة الذي سينقل لها شيخ الأقصى.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات