الأربعاء 08/مايو/2024

نتائج انتخابات بيرزيت.. فتح تجلد ذاتها

نتائج انتخابات بيرزيت.. فتح تجلد ذاتها

لم تتوقف النتائج التي أفرزتها انتخابات مجلس طلبة بيرزيت عند حدّ الإعلان عنها، لاسيما عدم تحقيق حركة فتح الفوز الذي كانت تتطلع له، بل تعدّى الأمر ذلك إلى تعالي الأصوات المطالب بعضها بضرورة تقييم الذات، وأخرى تجلد الممارسات التي أوصلت الذراع الطلابي الفتحاوي إلى هذه النتائج.

فعقب الإعلان عن نتائج الانتخابات التي حصلت فيها كتلة الوفاء الإسلامية على 25 مقعداً، وكتلة الشهيد ياسر عرفات على 21 مقعداً، سادت أجواء من السخط وعدم الرضى داخل البيت الفتحاوي الداخلي من جهة، ووسط الشارع الفلسطيني بمدينة رام الله من جهة أخرى عقب ممارسات قام بها أعضاء من الأجهزة الأمنية وحركة فتح، والتي تمثلت في الاعتداء على بعض المحتفلين من أنصار ومؤيدي كتلة الوفاء الإسلامية.

سجى شقيقة الشهيد مهند الحلبي، كتبت في تدوينة لها عبر موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، أن عناصر من الأمن الوقائي هاجموها خلال احتفالات الكتلة الإسلامية عقب إعلان النتائج؛ حيث صادروا الرايات الخضراء، ومزقوا صور شقيقها الشهيد مهند الحلبي منفذ عملية الطعن الشهيرة في القدس.

وتساءلت سجى لماذا يمزقون صور شقيقها الشهيد، ولمَ قاموا أيضا بإطلاق النار والتلفظ بكلمات بذيئة؟!

هذه كانت إحدى محاولات التعبير عن الغضب الداخلي لحركة فتح وأنصارها، فيما سجلت حالات من الانتقاد والجلد الذاتي للحركة؛ فقد شهدت الساحة الفتحاوية سجالات تراوح بين نقد الذات والمطالبة بتصحيح مسار الحركة قبل أن تتكبد مزيدًا من الانتكاسات.

الانشغال بالقشورويشير الناشط في حركة فتح وأستاذ الإعلام في الجامعة العربية الأمريكية الدكتور محمود خلوف إلى أنه لم يتفاجأ من النتيجة؛ لأن “أكبر أزمة تعانيها الشبيبة في مختلف المواقع الخلاف على شكليات ونسيان الرسالة، ونسيان المصلحة العليا، وتجاهل مصلحة حركة فتح”.

وأضاف: “إن الشبيبة انشغلت بالقشور، وانشغلت بالمحاصصة، و”الكوتات”، واسم منسق الشبيبة، واسم رئيس المجلس، أكثر من انشغالها بالارتقاء بواقع الحركة التي تراجعت شعبيتها في الجامعة على مدار سنوات عديدة”.

وأشار إلى “أن الطلبة ملّوا كثيرا عدم تغيير الوجوه، وعدم تجديد الدماء، واحتكار المواقع المتقدمة في قيادة الشبيبة أو في المجلس على مناطق دون أخرى، وملّوا من الطريقة التي تجرى خلالها الانتخابات الداخلية لاختيار المنسق أو رئيس المجلس.. لقد آن الأوان للاعتبار من تجارب الماضي، وأخذ العبر من انتخابات الجامعات الأخرى”.

بدوره عبر القيادي في حركة فتح وعضو مجلسها الثوري سفيان أبو زايدة عن انتقاده من خلال تدوينة له عبر موقع “فيسبوك” بالقول: “مبروك نجاح العملية الديمقراطية في جامعة بير زيت.. مبروك للكتلة الإسلامية على الفوز.. حظا أوفر لأخواتنا وإخوتنا وأحبتنا في حركة الشبيبة”.

وتابع “الهزيمة ليست لكم، هزيمةٌ أنتم لا تتحملون مسؤوليتها.. الهزيمة لمن يصر على أن يُجلس فتح على خازوق من أخمص القدم حتى جلدة الرأس”، على حدّ تعبيره.

وتساءل أبو زايدة في ختام منشوره: “كم هزيمة متبقية لكي تنتفض فتح على ذاتها؟!”.

السلطة وفتح
أما الناشط الفتحاوي محمد الشيخ فعلق بالقول: “للأسف الشديد تضع السلطة في الأجهزة الأمنية أناسًا جاهلين غير مؤهلين لقيادة الأمن الفلسطيني بل زعرانًا وبلطجية ومنتفعين ولا يهمهم لا مصلحة وطن، ولا مصلحة مواطن، بل جيبتهم فقط، وهذا خطأ كبير تقترفه فتح لكونها هي السلطة والسلطة هي فتح، وهو ما يؤدي لهذه النتائج..”.

ويشير ناشط فتحاوي آخر في تعقيبه على النتيجة على موقعه على الفيس بوك بالقول: “لقد زجّت حركة فتح نفسها في أماكن هي بغنًى عن الدخول فيها أولها معركتها ضد المعلمين؛ فهم وأبناؤهم وبناتهم شريحة كبيرة ستضع بثقلها في المستقبل القريب بدل أن تضع ثقلها بالاتجاه الصحيح.. هي أخطاء قد يعدها البعض بسيطة ولكنها ستكون القشة التي قصمت ظهر البعير”.
 
بينما يرى الناشط الفتحاوي ياسر ياسين “أن قيادة فتح تحطم معنويات أبناء الشبيبة، وإذا بقي الوضع كذلك لن يبقى أحد في صف الشبيبة بسبب سياسات المصالح والعنصرية المنتشرة بين القيادات”.

بينما كتب آخر “الخلل في القيادة”.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات