الأربعاء 08/مايو/2024

أبو أحمد الأمريكي.. مقدسيٌّ هاجر بقضيته ومات رمزًا لها

أبو أحمد الأمريكي.. مقدسيٌّ هاجر بقضيته ومات رمزًا لها

أُسدل الستار الأحد (24-4-2016) عن حياة الأسير المحرر الشيخ محمد صلاح، وذلك في الولايات المتحدة الأمريكية بعد صراع طويل مع مرض السرطان وحياة ميزها حب فلسطين والقدس.

ويعرف الشيخ صلاح في أوساط الأسرى والمحررين بـ “أبو أحمد الأمريكي” كونه من حملة “الجنسية الأمريكية”، وكان نجمًا لامعًا بين الأسرى في تسعينيات القرن الماضي ومحبوبًا من كافة الأسرى لعفويته وشعبيته وحب الجميع له وإيجابيته في التعامل.

وينحدر الشيخ أبو أحمد من مدينة القدس التي ولد فيها عام 1953 قبل أن يهاجر لاحقًا للولايات المتحدة وينال الجنسية الأمريكية عام 1970.

ويقول القيادي في حركة حماس، وصفي قبها، والذي عايش الشيخ محمد في سجون الاحتلال، إن الشيخ صلاح “ليس من السهل أن تجد رجلاً بتواضع وتقوى وحنان وثقافة الراحل؛ حيث كان ناصحًا أمينًا وكان يحمل هم القضية في كل ثنايا حياته”.

وأشار إلى أنه استفاد من نصائحه على صعيده الشخصي؛ “فقد كان شخصًا مجربًا وذا تجربة رائعة، ولم يعرف أنه أغضب أحدًا من رفاقه”.

صورة ملفتة في أمريكاويشير نشطاء الجالية الإسلامية في الولايات المتحدة إلى أن الشيخ محمد قدم صورة ملفتة للنظر عن الشخصية الإسلامية في المجتمع الأمريكي؛ “فقد كان بحق رجلاً من الماضي التليد، وكان سر عظمته في بساطته وصدقه”.

وأشاروا في نعيهم له على مواقع التواصل الاجتماعي أنه “كان زعيمًا بالفطرة.. واضحًا في تعبيراته وإيماءاته.. لا يلتفت إلى سفاسف الأمور، ولا يهتم بالصغائر، فكان همه الأول والأخير أن يقدم خدمات وإنجازات لفلسطين، ولهذه الجالية الكريمة وكان عنوانًا لارتباط الجاليات الفلسطينية بقضيتها”.

وكان الشيخ محمد أمضى في سجون الاحتلال ما يقارب العشرة أعوام؛ حيث اعتقل عام 1993 حين أوقفته سلطات الاحتلال على حاجز عسكري وهو في طريق عودته من قطاع غزة، وادعت العثور بحوزته على مبلغ كبير من المال، واتهمته بأنه كان ينقله لنشطاء حماس في قطاع غزة، عقب عملية الإبعاد الشهيرة إلى مرج الزهور، فيما أشار هو إلى أنه يقوم بعمل إنساني من خلال مساعدة عائلات المبعدين والأسرى وتحسين واقع أسرهم.

قيود ومرضوبعد خروجه من السجن رحل للولايات المتحدة الأمريكية؛ حيث تعرض أبو أحمد لقيود استثنائية قلّ أن يتعرض لها مواطن أمريكي، وذلك بفعل وضعه على قائمة الإرهاب، فقيدت حركته ومنع من العمل، ووضع تحت الرقابة المشددة، إلى أن تمكن وبقرار قضائي عام 2012 من إزالة تلك القيود والسماح له بممارسة حياته الطبيعية وإزالة اسمه من قوائم الإرهاب الأمريكي، وقد اعتذرت منه الحكومة الأمريكية بعد عشرين عامًا من الظلم و المعاناة.

وأصيب الراحل بمرض السرطان ومر بمرحلة علاج طويلة ومعاناة شديدة مع المرض، إلا أن مرضه هذا الذي كان ممزوجًا بالقيود الأمنية، لم يتمكن من انتزاع ابتسامته المعهودة إلى أن لقي ربه، تاركًا خلفه زوجته وخمسة من الأبناء وحفيدًا واحدًا وسيرة طيبة يذكرها كل من عرفه.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات