الجمعة 10/مايو/2024

حياة كريمة.. مشروع وطني لدعم صيادي غزة

حياة كريمة.. مشروع وطني لدعم صيادي غزة

مهنة الصيد في غزة تختلف عنها في دول العالم خاصة أنها لا تعد مهنة فحسب؛ بل هي حكاية صمود في وجه الاحتلال، ومواجهة الحصار، والمهنة التي تجعل الصياد الغزي في كثير من الأوقات يدفع حياته ثمناً لها؛ لما يتعرض له من المخاطر.

هذه التحديات استشعرتها مؤسسة مجموعة الاتصالات الفلسطينية للتنمية من خلال إطلاقها المشروع الوطني “الحق في حياة كريمة” للصيادين الأشد فقراً، عبر تقديم المساعدات التي تمكنهم من مواصلة عملهم، وتعزيز صمودهم.

حياة كريمة

ويأتي مشروع “الحق في حياة كريمة” كبلسم لجراح الصيادين خاصة في الظروف الصعبة التي يعيشونها والمخاطر التي يتعرضون لها في كل رحلة صيد من خلال الاحتلال الإسرائيلي في اعتقالهم وإطلاق النار عليهم ومصادرة معداتهم، والاستيلاء على شباكهم وصيدهم ومعداتهم.

من جهته؛ يقول مدير عام شركة جوال في قطاع غزة عمر شمالي: “إن برنامج الحق في حياة كريمة يهدف إلى التمكين الاقتصادي للعائلات التي تعاني من الفقر، وليس لديها دخل دائم”.

وتابع خلال حفل انطلاق المشروع بمدينة غزة بحضور مراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام”: “ويستهدف الأسر القادرة على إدارة وتنفيذ مشاريع اقتصادية صغيرة منتجة، وتم تخصيص هذا العام لفئة الصيادين؛ لتنفيذ هذا البرنامج؛ نظراَ لأهمية هذه المهنة، وللمساهمة في قطاع الثروة السمكية”.

وأشار إلى أنه سيتم تزويدهم بمستلزمات الصيد؛ لتمكينهم من العودة لممارسة مهنتهم، خاصة في هذه الظروف الصعبة بعد العدوان على غزة، واستهدافهم واستهداف مراكبهم.

وذكر أنه من خلال المشروع يتم السعي من أجل النظر للمستقبل للتغيير نحو الأفضل من خلال العمل في مجالات تحقق ذلك، وأثنى على صمودهم في حفاظهم على الثروة السمكية.

مهنة الصمود

من ناحيته؛ يؤكد الصياد نعمان يوسف، على حاجة قطاع الصيد في غزة للدعم خاصة حينما يتم الاطلاع عن قرب على حجم المعاناة التي تحيط بالصياد الغزي جراء الحصار والاحتلال.

ولفت في حديثه للمركز إلى أن هذه المشاريع الوطنية لها أهمية كبيرة في تعزيز صمودهم؛ خاصة أنها تهتم بالصياد الأشد فقراً، وتعمل من خلال المشروع على عودته للعمل بعد استهداف قاربه من الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار إلى أن المساعدات المقدمة تعمل على تخفيف الكثير من الصعوبات، وتسهم في تعزيز صمودهم؛ لمواصلة المهنة التي تؤكد على الحق في بحر غزة.

وبين الصياد داود بكر لـ”مراسلتنا” أن لهذه المشاريع الوطنية أهمية كبيرة؛ فهي تعزز صمود المهنة خاصة أن الصياد فيها يعاني الكثير.

وقال: “الصياد يجمع كل ما لديه من مال بما فيه ذهب زوجته من أجل أن يصلح مركبته، ويشتري الأدوات المهمة للصيد، وغالبا يكون عليه ديون كثيرة، يسعى لتسديدها من خلال صيد السمك وبيعه”.

وأضاف: “لكن هذه الديون تتراكم حينما يطلق الاحتلال النار على المركب، ويستولي عليها، ويسرق الصيد الذي عليها، الأمر الذي يشكل خطرا كبير على الصياد ويجعله في وضع مادي صعب جداً”.

وذكر أنه من خلال هذا المشروع الوطني سيتمكن العديد من الصيادين من العودة للعمل من خلال تزويدهم بالأدوات المهمة للصيد.

إنجاز وطني

واعتبر نقيب الصيادين المهندس نزار عياش، أن هذا المشروع يعد عرس وطني لدعم شرائح معدمة جراء استهدافهم بالحصار والاحتلال.

ويقول لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام“: “هذه خطوة مهمة بأن تقوم بها مؤسسات محلية؛ الأمر الذي يؤكد اهتمامهم بالصياد الغزي”.

وأشار إلى أنه سيستفيد (40) صيادا من المشروع؛ لكن هذه الاستفادة لن تقتصر عليهم فقط؛ لأنها تشمل الصياد، والمجموعة التي تعمل معه.

وأكد أن الصياد الغزي يحتاج الكثير؛ نظراً لحالة الصمود الذي يقدمها أمام التحديات الكبيرة، وتعرضه للخطر من اعتقال واستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات