الأحد 05/مايو/2024

التنسيق الأمني.. التاريخ الأسود

التنسيق الأمني.. التاريخ الأسود

نكأ اعتقال أمن السلطة الشبان الثلاثة المفقودين منذ عشرة أيام، قرب رام الله وسط الضفة الغربية، جرحًا لم يندمل لدى الفلسطينيين من التاريخ الأسود لسجل التنسيق الأمني مع الاحتلال الصهيوني.

واعتقلت مخابرات السلطة، في جبال بلدة عارورة قرب رام الله، مساء السبت (9-4) الشبان: باسل محمود الأعرج، ومحمد عبد الله حرب، وهيثم السياج، الذين تواروا عن الأنظار منذ مطلع الشهر الجاري، في إطار عملية مشتركة مع الشاباك الصهيوني، لتحبط عملية فدائية كانوا يعدون لها، بحسب ما كشفته وسائل إعلام عبرية.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” كشف عن حجم التنسيق الأمني من خلال متابعة أبرز المعطيات التي تناولتها وسائل الإعلام العبرية حول العملية.

حامية الأمن الصهيوني
فقد أعلن جهاز الشاباك والناطق العسكري لجيش الاحتلال، أن تنسيقا أمنيا عالي المستوى جرى خلال الأسبوع الماضي للعثور على الشبان الثلاثة الذين اختفت آثارهم من مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، بعد شكوك وردت حول نيتهم تنفيذ عملية ضد إحدى المستوطنات.

وقال الصحفي “آفي  يسسخاروف” المحلل العسكري في موقع والا العبري “إن المصادر الأمنية الفلسطينية و”الإسرائيلية” أخبرته أن الأمن الفلسطيني اعتقل الشبان الثلاثة المفقودين منذ أيام وهم في طريقهم لتنفيذ هجوم كبير ضد هدف إسرائيلي، وبحوزتهم قنابل يدوية وسلاح رشاش من نوع كارلو”.

وفي وقتٍ سابقٍ، ذكرت صحيفة “هآرتس” العبرية، نقلاً عن  قائد “المنطقة الوسطى” في جيش الاحتلال روني نوما قوله إن أجهزة السلطة كثفت من عملياتها ضد ما وصفه بـ”الإرهاب” وإحباط العمليات العسكرية ضد الأهداف “الإسرائيلية”.

وأضافت الصحيفة أن “نوما” اصطحب المجلس الوزاري الصهيوني المصغر في جولة قرب رام الله، وقال لهم خلال الجولة، إن أجهزة الأمن الفلسطينية تقوم حاليا بـ40% من النشاط الأمني ضد “العمليات” في الضفة الغربية، قياسا بـ 15% قبل عدة أشهر، وأن هناك تعاونا وثيقا بين الطرفين مؤخرا.

واستعرض المسؤول العسكري الصهيوني، سلسلة عمليات تفجير وإطلاق نار كان يخطط لها مقاومون، وأحبطها أمن السلطة، وأطلع “الكابينت” الأمني على الاتصالات مع رؤساء أجهزة السلطة الأمنية الأخيرة.

كما كشفت الإذاعة العبرية الصهيونية سابقا أن تعاونا وثيقا يجري بين جهاز “الشاباك” وبين الأمن الوقائي، وأن التعاون مستمر رغم انتفاضة القدس، إذ إن ممثلي الطرفين عقدوا ثمانين لقاء سريا على الأقل خلال العام الأخير.

وكشفت مصادر أمنية أن أجهزة الأمن الفلسطينية “أحبطت ما لا يقل عن 58 عملية فلسطينية ضد أهداف “إسرائيلية”، وضبطت كميات كبيرة من الأسلحة والمتفجرات، وأن بعض الاعتقالات التي نفذتها تلك الأجهزة تمت بناء على معلومات استخبارية “إسرائيلية”.

وتعيد هذه التطورات للواجهة تصريحات مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج لمجلة “ديفنس نيوز” الأمنية الأمريكية في (20-1-2016) التي أعلن فيها عن تمكن أجهزة أمن السلطة من إحباط تنفيذ 200 عملية ضد أهداف “إسرائيلية” خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الانتفاضة الراهنة.

وشدد على أنه “سيحافظ على التنسيق الأمني مع إسرائيل حتى استئناف المفاوضات السلمية”، وأضاف “الحفاظ على التنسيق الأمني مهم حتى استئناف المحادثات السلمية، والعنف والإرهاب لن يقربا الفلسطينيين من تحقيق حلمهم” على حد زعمه.

تاريخ من التورط
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” علق قائلا: “لقد بات من المعلوم في الشارع الفلسطيني تورط السلطة الفلسطينية في التنسيق الأمني منذ تأسيسها لغاية اليوم، وأنها شكلت في محطات عديدة حماية للاحتلال”.

وأضاف “على الرغم من أساليب ووسائل الاحتلال الإجرامية ومساعدة أجهزة السلطة له بشكل كبير، إلا أن شبان المقاومة نفذوا عمليات جريئة ونوعية”، مشددًا على أن قضية الشبان الثلاثة خير شاهد على إصرار المقاومة نحو ردع هذا المحتل، بالرغم من كل التحديات.

ورأى أنه بات من الضروري أن يحسم الشعب الفلسطيني أمره بشأن استمرار السلطة وأجهزتها، في التنسيق الأمني بما يخالف الإجماع الوطني وبما يناقض حتى قرارات المجلس المركزي للمنظمة، ووضع حد ليدها الغليظة أمام المقاومة.

السجل الأسود للتنسيق
ويرصد “المركز الفلسطيني للإعلام” أبرز المحطات التي لعبت فيها أجهزة أمن السلطة دورًا مركزيًّا في اعتقال المُقاومين والتحقيق معهم وتسليمهم للاحتلال، أو منع عمليات المقاومة وكشف الخلايا، وقتلهم أحيانا أخرى:

– في العام 1997 تسليم خلية صوريف، فبعد مضي أكثر من أربعة أشهر من الاختطاف في سجن الأمن الوقائي في الخليل، تم تسليم الخلية المكونة من “عبد الرحمن غنيمات وجمال الهور، وأيمن قفيشة ورائد أبو حمدية” لجيش الاحتلال.

– في العام 1998: اغتيال محي الدين الشريف، وقد اعتقله جهاز الأمن الوقائي الذي كان يرأسه حينها جبريل الرجوب، حيث تم تعذيبه بشكل شديد حتى بُترت ساقه ومن ثم قتله ووضع جثمانه في سيارة وتفجيرها لإخفاء معالم الجريمة.

– خلية الشقيقين عادل وعماد عوض الله: وذلك في العام 1998، حيث اختطف جهاز الأمن الوقائي عماد عوض الله ومكث ما يقارب الأربعة أشهر مشبوحاً، وتعرض لتعذيب شديد جداً، وتمت مساومته لأجل الاعتراف باغتيال محي الدين الشريف مقابل الإفراج عنه، وقد رفض ذلك، وبعد 128 يوماً ادعى جهاز الأمن الوقائي أن عماد استطاع الهرب من سجن أريحا ذي الإجراءات الأمنية المشددة، حيث تمت ملاحقته للوصول إلى شقيقه عادل، وبفضل التنسيق الأمني تم الوصول لمخبئِهما من قوات الاحتلال وتصفيتهما.

– في 2002: تسليم قرابة 30 مقاومًا من معتقلي سجن بيتونيا منهم الأسرى في سجون الاحتلال سليم حجة وبلال البرغوثي وإبراهيم الشوعاني وأحمد البايض.

– 2009: كشف واغتيال خلية السمان في قلقيلية الشهديْن محمد السمان ومحمد ياسين، وفي نفس العام تم كشف واغتيال خلية قلقيلية؛ المكونة من الشهيديْن: إياد ابتلي ومحمد عطية، واعتقال علاء ذياب، الذي لا يزال في سجون السلطة.

– 2010: كشف خلية الشهيديْن: نشأت الكرمي ومأمون النتشة، كما تم في نفس العام كشف واعتقال إسلام حامد وعاطف الصالحي بتهمة إطلاق نار على المستوطنين، وتم الحكم على إسلام حامد بالسجن لمدة خمسة أعوام في سجون السلطة، وبعد انتهاء المدة تم المماطلة بالإفراج عنه بحجة حمايته، وبعد إضراب طويل تم الإفراج عن حامد لتقوم قوات الاحتلال باعتقاله.

– 2014: كشف خلية خطف الجنود الشهيديْن: عامر أبو عيشة ومروان القواسمي، والأسير حسام القواسمي.

-2015: كشف واعتقال خلية سلواد؛ باعتقال السلطة معاذ حامد وأحمد شبراوي، وفي نفس العام تم كشف خلية “ايتمار” التي اعتقلتها قوات الاحتلال، وهي العملية التي تعدّ باكورة انطلاقة انتفاضة القدس.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...