الثلاثاء 30/أبريل/2024

الزاوية الأزبكية النقشبندية.. من مكان للتعبّد إلى متحف تراثي

الزاوية الأزبكية النقشبندية.. من مكان للتعبّد إلى متحف تراثي

أجواءٌ روحانية، ومقتنيات أثريّة، تستشعر وأنت تتنقّل من زاوية لأخرى بعراقة المكان، وتاريخه العثماني القديم.. هنا كانوا يأكلون، وهناك كانوا يسبّحون، وفي زاوية أخرى كان يجلس الشيخ عبد العزيز البخاري ويستقبل ضيوف الرحمن في “الزاوية الأزبكية النقشبندية” التي غدت مكانًا لإيواء الوافدين إلى القدس.

هي إحدى الزوايا الصوفية في مدينة القدس المحتلة، وتسمى أيضًا بـ”البخارية” (نسبة لعائلة البخاري التي تقطنها حاليًّا)، يصلها الزائر عبر ملتقى “طريق المجاهدين” بالطريق المؤدي لـ”باب الغوانمة” (أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك).

أسّسها بهاء الدين نقشبند، في القرن الثامن الهجري، والذي -بحسب ما تناقلته الروايات- قد زار القدس واشترى قطعة من الأرض وبنى عليها جامعًا ومدفنًا وغرفاً لزائري المدينة ممّن يرغبون بـ”تقديس حجّتهم في المسجد الأقصى”.

وخدم الشيخ عبد العزيز البخاري “الزاوية الأزبكية النقشبندية” وتولى مسؤوليتها على مدار 27 عامًا (1983 – 2010)، وفقًا لما روته زوجته هالة البخاري في حديث لـ”قدس برس”.

“عانت الزاوية من ركود في بداية الثمانينيات، وأحياها الشيخ عبد العزيز من جديد، بعد أن عمل “كسنتوراي” يبيع المقتنيات القديمة والأثرية والتراثية للسائحين والوافدين إلى القدس، إلى جانب إقامة الذكر مع الزوار رغم قلتهم، أما اليوم فلم يعد هناك ذكر ولا إحياء للطريقة النقشبندية؛ حيث أصبحت الزاوية أشبه بمزار، فهي أقرب إلى المتحف الذي يحوي مقتنيات قديمة جدًّا من أواني الضيافة والطبخ، وآلات العزف القديمة، والملابس التي كانوا يرتدونها، ورسومات وقطعًا نقدية (معدنية وورقية) قديمة”، حسب ما تقوله البخاري.

وتحتوي “الزاوية النقشبندية” على مخطوطات قديمة جدًّا باللغة التركية والعربية والفارسية، وُضعت داخل خزانة، قالت هالة البخاري إن من ضمنها “مخطوطتين نادرتين لا مثيل لهما”.

ولم تقتصر الزاوية على مكان لإحياء حلقات الذكر، بل تعدّت ذلك لتقوم بأعمال “التكية”؛ فقد حظيت إبان العهد العثماني بحصة من المواد التموينية المخصّصة لإطعام الوافدين والفقراء، كما أنها كانت ملاذَ أهالي المدينة لنقاش أوضاع القدس وحال زائريها.

وتُشير أم عز (هالة البُخاري) إلى أن زوجها المتوفي (الشيخ عبد العزيز البُخاري) كان يسمع للزوار، ويحاول حلّ مشاكلهم “أو يُسرّي عنهم”.

وتُضيف “كانت لدى الشيخ عبد العزيز قدرة على جذب المسلمين وغير المسلمين لحديثه، و كان لديه أسلوبه المميّز في نشر الدين وطريقة الذكر، حتى أحبّه كل من عرفه من جميع الديانات”.

وتلفت إلى حبّ زوجها في تجميع المقتنيات الأثرية القديمة؛ “ففي الزاوية يوجد ساعات قديمة، وكاميرا نادرة، وكتابات خُطّت بماء الذهب، وأخرى كُتبت على جلود الحيوانات، بالإضافة إلى اللباس الأزبكي التقليدي للنساء والرجال”.

وكانت الجلسات التي يُقيمها الشيخ عبد العزيز البخاري “روحانية” (هدوءٌ تام، وشمعة أو سراج، لا كهرباء مضاءة)، ثم يُمسكون “المسبحة الألفيّة” ويقرأ الشيخ آيات من القرآن الكريم، ثم يبدأ بالذكر.

اليوم تعيش أم عز البُخاري وأبناؤها في الزاوية النقشبندية، ويستقبلون يوميًّا عشرات الزوّار من جميع أنحاء العالم بهدف التعرّف على هذا المكان القديم، إلى جانب الاستماع إلى الطريقة النقشبندية ومشاهدة المخطوطات والمقتنيات القديمة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...