الثلاثاء 30/أبريل/2024

استهداف الكتلة الإسلامية.. حملات متجددة محكومة بالفشل

استهداف الكتلة الإسلامية.. حملات متجددة محكومة بالفشل

من جديد، يواصل الاحتلال استهدافه الذي لم يتوقف لطلبة الجامعات بالضفة الغربية والقدس المحتلة، وفي مقدمتهم طلبة الكتلة الإسلامية الذين لهم نصيب الأسد في عمليات الاعتقال والملاحقة، مما يعطي مؤشرات ودلالات حول أبعاد ذلك الاستهداف وتوقيته.

فمنذ ساعات فجر أمس الأربعاء (6-4) شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات طالت أربعة من نشطاء الكتلة الإسلامية في جامعة النجاح بمدينة نابلس، فيما اعتقلت قوات الاحتلال الليلة الماضية ممثل الكتلة الإسلامية في جامعة القدس أبو ديس.

وجاءت هذه الاعتقالات لترفع عدد أبناء الكتلة الإسلامية في النجاح الأسرى لدى الاحتلال إلى 23 طالبا، بينهم ممثل الكتلة عاصم اشتية وعدد من قيادات الكتلة وأعضاء مجلس الطلبة والمؤتمر العام.

ضريبة النجاحليست هذه هي المرة الأولى التي يعتقل فيها أبناء الكتلة الإسلامية، فعملية الاستهداف مستمرة ومتواصلة، ترتفع وتيرتها حينا وتنخفض حينا آخر، لكنها لا تتوقف، لا سيما وأن الاحتلال يعتبر الكتلة “تنظيما محظورا” يعاقب من يثبت الانتماء له بالسجن لشهور طويلة.

يقول القيادي بالكتلة الإسلامية في جامعة النجاح مالك اشتية لـ“المركز الفلسطيني للإعلام” أن هذه الحملة ليست جديدة، فمجرد انتماء الطالب للكتلة الإسلامية، هذا يعني انه معرض للاعتقال في أية لحظة.

ويرى اشتية أن هناك عدة أسباب تدفع الاحتلال لزيادة وتيرة استهدافه للكتلة الإسلامية ومقراتها، في مختلف جامعات الضفة.

ويشير إلى أن شهر نيسان عادة ما يشهد انتخابات طلابية في الكثير من الجامعات، وهذه الحملة قد يكون سببها اقتراب الانتخابات خاصة في جامعة بير زيت، رغم أنه ليس هناك شيء واضح حتى الآن بالنسبة لإمكانية إجرائها في جامعة النجاح.
 
وشهدت الشهور الأخيرة زيادة ملحوظة في أنشطة الكتلة الإسلامية بمختلف المجالات وفي كافة الجامعات والكليات، الأمر الذي دفع ثمنه أبناء الكتلة بتكثيف الملاحقات الأمنية لهم واعتقالهم، سواء من جانب الاحتلال أو أجهزة السلطة.

ويقول اشتية: “عندما يستهدف الاحتلال الكتلة فهذا لأنها نشطة وليست خاملة، ولولا وجود نشاط واضح وبارز ينكس أثره بشكل كبير على الطالب، وبالتالي على المجتمع وعلى القضية، لما أقدم الاحتلال والأجهزة على اعتقالهم”.

ويشير إلى أن هذه الأنشطة لها دور كبير في الحملة التي تتعرض لها الكتلة، لأن زيادة النشاط يؤدي لزيادة الفعالية داخل الجامعة، مما يؤثر على الطالب فكريا وسياسيا وثقافيا وتوعويا، وبالتالي رفع منسوب الثقافة الوطنية عند الطالب، وهو ما لا يرضي الاحتلال، ويعمل كل شيء لوقفه.

وتأكيدا على دور أنشطة الكتلة في استهدافها، يشير اشتية إلى أن استمرار نشاط الكتلة رغم كل الملاحقات والمضايقات، يغيظ الاحتلال، وأول ما يُسأل عنه أي معتقل من أبناء الكتلة خلال التحقيق، هو عن سبب هذا النشاط الكبير للكتلة.

وتابع: “الكتلة الإسلامية شجرة مثمرة دائما، حتى لو اعتقلوا غالبية كوادرها”،

ويضيف: “الاعتقالات لن تفنينا، فالكتلة لا تتوقف على شخص واحد أو اكثر، فهي مبدأ وفكرة ورسالة، والله تعالى ييسر دائما لهذه الفكرة الجنود ليقوموا بدورهم”.

ويشير بهذا الصدد إلى أن الكتلة تعرضت في العام 2014 لأكبر حملة اعتقالات، طالت أكثر من 55 كادرا وناشطا، ورغم ذلك أقامت الكتلة نشاطا مركزيا هو حفل تخريج الطلبة.

يختم اشتية تصريحاته قائلا: “نحن أصحاب رسالة، وسنؤديها حتى لو لم يبق منا إلا فرد واحد”.

تحييد القيادات الفاعلةويتفق القيادي في حركة حماس نادر صوافطة، مع هذا الرأي، حيث يشير إلى أنه في الفترة الأخيرة كان هناك نشاط متزايد للكتلة الإسلامية في جامعة النجاح وباقي الجامعات، وهذا يثير الاحتلال وأجهزة السلطة على حد سواء، لانهم غير معنيين بمثل هذه الأنشطة، لما لها من تأثير وتداعيات لا تنحصر داخل أسوار الجامعة.
 
ويؤكد صوافطة في تصريحات لمراسلنا أن الهدف من هذه الاعتقالات والاستهداف هو تحييد القائمين على هذه الأنشطة، وكذلك تحييد القيادات المؤثرة التي تستطيع تحريك الشارع، خاصة وان هذا الاستهداف يأتي ضمن حملة شملت أيضا قيادات في حركة حماس.

ويشير صوافطة إلى أن هذا الاستهداف يتزامن مع استهداف الأجهزة الأمنية لأبناء الكتلة، وأن العديد ممن اعتقلهم الاحتلال كانوا معتقلين لدى الأجهزة، وتم اعتقالهم بعد أيام قليلة من الإفراج عنهم، مثلما حدث لطلبة من جامعتي بير زيت والخليل.

ويقول إن الاحتلال والسلطة يسعيان لتحييد الأصوات القادرة على تحريك القطاع الطلابي، نظرا لأهمية هذا القطاع وحيويته.

ويضيف أن الاحتلال والسلطة يدركان أن وجود قيادات فاعلة في الشارع وفي الجامعات كفيل بتحريك الشارع وإبقائه على حالة استعداد لأية مواجهة أو أحداث قادمة.
 
هوس أمنيالكاتب والصحفي خالد معالي يرى بأن الهجمة على طلبة الجامعات والناشطين في الكتلة الإسلامية، تشير إلى أن الاحتلال لم يعد يحتمل العمل النقابي الطلابي.

ويشير إلى أن التحقيق مع طلبة الجامعات الذين يتم اعتقالهم ينصبّ في أغلبه على الأنشطة الطلابية داخل الجامعات، وهذا ما يفسر الأعداد الكبيرة من المعتقلين من  مختلف جامعات الضفة الغربية.

ويقول معالي إن نشاط طلبة الجامعات هو نقابي وعادي مثلما هو الحال في كل جامعات العالم، للحفاظ على مصالح الطلبة ورعاية شؤونهم، وهذا لا يشكل خطرا على أحد، لكن الاحتلال يعيش حالة هوَس من كل نشاط طلابي داخل أروقة الجامعات، لأنه يعتقد أنه هو المستهدف من تلك النشاطات.

ويلاحظ معالي أن اشتداد حملة الاعتقالات يتزامن مع ازدياد وتيرة الاعتقالات والاقتحامات وعمليات هدم المنازل في الضفة، ظنا من الاحتلال أن ذلك قد يمنع مواصلة العمليات أو العودة لها بقوة أو تطويرها مجددا.
 
وكما هو الحال في الحملات السابقة، لا يتوقع لهذه الحملة أن تحقق الأهداف التي يرجوها الاحتلال منها، والمتمثلة في تثبيط نشاط الكتلة وردع أبنائها عن مواصلة نشاطهم.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

إصابة مجندة إسرائيلية بعملية دهس في جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلامأصيبت مجندة إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، في عملية دهس قرب بلدة برطعة قضاء جنين شمال الضفة الغربية. وأطلقت قوات الاحتلال...