السبت 27/أبريل/2024

الملتقيات.. أسلوب دعوي يستقطب الشباب بغزة

الملتقيات.. أسلوب دعوي يستقطب الشباب بغزة

لم تتوقف دموع الشاب العشريني “ياسر” عن الهطول؛ تأثرا بكلمات أحد الدعاة، خلال أحد المتلقيات الدعوية التي بدأت تنتشر بقوة في غزة.

الشاب الذي اكتفى بذكر اسمه الأول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” خلال أحد الملتقيات، أكّد أنّ كل ما سمعه وشهده كان يغيب عن باله، وأنّه كان يحتاج إلى مثل هذا الحديث ليفتح صفحة جديدة مع الله.

يضيف والدمعات لا تزال تترقرق في عينيه: “إحنا كنا ضايعين تائهين بعيدين عن الله، واليوم جئنا لنعلنها لله توبةً نصوحةً دون عودة إلى المعاصي”، سائلاً الله أن “يقبض روحه وهو بهذه الهمة وبهذه الدمعات التي سالت من أجل الله”، كما يقول.

تبنٍّ رسميّ
وعلى طريقة الشيخ منصور السالمي ونايف الصحفي الداعيين السعوديين، انتشرت فكرة المتلقيات الدعوية بغزة بشكل فردي من بعض الجماعات الدعوية، إلى أن تبنت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية بالقطاع هذه الفكرة رسمياً، “حتى أصبحت أكثر شهرة واهتماماً من الناس والشباب الفلسطيني المتلهفين للاحتضان التربوي والدعوي”، كما يفيد حبيب الوحيدي مدير إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف لمراسلنا.

ويقول الوحيدي: إنّ “فكرة الملتقيات الدعوية قديمة جديدة؛ حيث كانت تأخذ شكل المواعظ الدعوية التي كانت تقتصر على المساجد ومرتاديها فقط”، ويوضح أنّ ما يميز هذه الملتقيات أنّها تعالج قضايا معينة، ولكلّ ملتقى عنوان بشكل مميز ومتطور ويلقى قبول الناس.

وهو ما أكّده محمد عبدو، أحد الدعاة المشاركين في هذه الملتقيات، ليضيف: “هذه الملتقيات لها صدى كبير في القطاع، ونحن نتنقل بين الناس في شوارعهم وأماكن جلوسهم، ونصل إلى الجميع، حتى الذين لا يذهبون إلى بيت الله ولا يحضرون حتى خطب الجمعة”.

إقبال كبير
ويكشف الوحيدي أثناء حديثه لمراسلنا، عن عدد كبير غير متوقع من الشباب التائبين خلال هذه المتلقيات، ليؤكد أنّ وزارته عقدت بشكلٍ رسمي خلال شهرٍ واحد أكثر من 40 ملتقى، تنوعت بين ساحات عامة وشوارع كبيرة ومدارس وجامعات.

ويضيف أنّه كان يخرج خلال هذه الملتقيات شباب يعلنون توبتهم على الملأ، أو بعد انتهاء الملتقى، بما يزيد عن (15-20) شابًّا في كل ملتقى، موضحاً أنّ “هذه الأرقام كبيرة وضخمة، وتحتاج إلى احتضان ورعاية إيمانية وتربوية، وهذا ما ستهتم به وزارة الأوقاف”، حسب قوله.

ويعزو مدير إعداد الدعاة بوزارة الأوقاف، هذا الإقبال من الشباب سيما في الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، “أنّ هذه المتلقيات نحّت الحزبية والراية جانباً، واتخذت منحى إيمانيًّا بحتًا بعيداً عن الشعارات والأحزاب”.

ويضيف الوحيدي: “الوضع الفلسطيني حساس ومعقد، وكثير من الناس يتحسسون من دخول المساجد؛ نظراً لحالة التشرذم التي خلّفها الانقسام الفلسطيني”.

ويشير المسؤول في الأوقاف، أنّ وزارته اعتمدت شعاراً كبيراً موحداً لهذه الملتقيات وهو “الإسلام يجمعنا، وبه نحيا”، لافتاً إلى أنّهم سيعقدون خلال الفترة القادمة مئات الملتقيات في كافة أنحاء قطاع غزة.

ويؤكد أنّهم يعملون في هذه الفترة على “إعداد عدد كبير من الدعاة ليشكلوا مجموعات دعوية تنتشر في أرجاء قطاع غزة كلٌّ حسب منطقته للقيام بهذه الملتقيات في كل شارعٍ ومدرسةٍ وزقاق”، كما يقول.

وما يأمله الداعية عبدو، بأن تتبنى وزارة الأوقاف هذه الملتقيات وترعى الشباب الذين يشكلون مخرجات حقيقية وطيبة لها، مؤكّدا تعطش الشباب الفلسطيني لهذه اللقاءات الإيمانية.

وهو ما يؤكده الوحيدي: “ظهر لنا جلياً من خلال هذه الملتقيات أنّ الشباب الفلسطيني فيهم الخير الكثير، وهم بحاجة لمن يبحث عن هذه البذرة فيهم حتى ينميها بشكلٍ صحيح”.

من ناحيته؛ عبّر الشاب عماد أبو نعمة، أحد الشباب المشاركين في هذه الملتقيات عن إعجابه بها، معرباً عن أمله بألا تكون مجرد هبة دعوية؛ بل أن تتواصل وتستمر لإحياء الأمة بأسرها.

ويدعو أبو نعمة عبر “المركز الفلسطيني للإعلام” إلى ضرورة التجديد والإبداع في هذه الملتقيات بعيداً عن الروتين والابتذال، موضحاً أنّ العمل الدعوي لن يعدم الوسيلة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...