السبت 27/أبريل/2024

عائلة أبو شملة وحكاية زوار الليل!

عائلة أبو شملة وحكاية زوار الليل!

تحولت ساعات الليل إلى كابوس مرعب للمواطن يحيى خالد أبو شملة وعائلته، والتي تقع على مقربة من المدخل الغربي المغلق من قبل الاحتلال في بلدة يعبد جنوب مدينة جنين.. كابوس سببه الاقتحامات شبه اليومية لقوات الاحتلال لمنزله ومنازل أشقائه، والتي يقوم الجيش خلالها بدهم منازلهم وإخراجهم منها إلى العراء وما يصاحبها من عمليات إطلاق النار بسبب وبلا سبب.

ويروي المواطن يحيى أبو شملة (40 عامًا) لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“، ليلة الرعب التي عاشها وعائلته ليلة الأربعاء (23-3) بالقول: “عند الثامنة مساءً قال لي طفلي الصغير، إن الجنود اقتحموا ساحة المنزل، فقلت له أغلق الباب، وما هي إلا لحظات، إلا وعشرات الجنود يقتحمون المنزل تحت وابل من إطلاق النار في محيط المنزل بشكل عشوائي.. قاموا بتجميعنا في غرفة واحدة، وإخراجنا من المنزل، دون أن نفهم ما يريدون، وقاموا بعدها بنقلنا إلى منزل أحد أشقائي، وتفقدوا كاميرات المراقبة الموجودة في محيط المنزل، وبعد ثلاث ساعات غادروا، وما إن هممنا بالنوم، حتى جاءت فرقة أخرى أخرجتنا ثانية من المنزل وأخذوني لأريهم تسجيلات الكاميرات، وبعدها انسحبوا من المكان عند منتصف الليل”.

عذاب يومي

ويؤكد أبو شملة أن منزله يعتبر ساحة يومية لاقتحامات الجيش، وخاصة في ساعات الليل؛ حيث يقومون خلالها بإطلاق النار العشوائي، أو التجول في محيط المنزل بالعشرات من جنودهم وبصحبة كلابهم البوليسية أحيانًا، أو حتى تحويله إلى نقاط مراقبة عسكرية للجنود، مضيفًا: “إننا نتعرض لهذا التنكيل في أغلب أيام السنة، ولا ندري ما الداعي؛ فالاحتلال يدعي تعرض مركباته على الشارع الالتفافي المار بالقرب من البلدة للرشق بالحجارة، ونحن منازلنا مطوقة بسور عالٍ يفصلها على الشارع المذكور، وتبعد عشرات الأمتار عنه.. لكن الاحتلال يسعى للتنكيل بنا لفشله في إثبات ادعائه أو إلقاء القبض على الفاعلين”.

رعب للأطفال

ويشير أبو شملة: “أن أطفاله وأطفال أشقائه باتوا يخافون الخروج إلى ساحة المنزل وحيدون خشية من اقتحامات الاحتلال المفاجئة لها”، ويعيش في المنازل الأربعة لعائلة أبو شملة 25 فرداً هم أشقاؤه الثلاثة ووالدتهم وأبناؤهم، من بينهم 15 طفلاً ويقول الطفل خالد أبو شملة (9 أعوام):”إننا لا نستطيع النوم خلال الليل، وإذا نمنا يأتي الجيش ويوقظنا من نومناً، ويدمروا محتويات المنزل”، ويشير يحيى أبو شملة: “إذا خرج أبنائي من المنزل أرافقهم خشية تعرضهم لأي أذى، فلربما يتعرض لهم الجنود ويقتلوهم – لا قدر الله- ويلقون بجانبهم سكيناً لتبرير جريمتهم، أليس هذا ما يحصل يومياً بكل المناطق؟.

تقصير السلطة

تمتلك عائلة أبو شملة تجارة واسعة للخشب والقرميد والحديد، وهي موجودة في الساحات بمحيط المنزل، وينوه أبو شملة بغضب أن دائرة الضريبة التابعة للسلطة تأتي لجني الضرائب منهم على تجارتهم بشكل دوري، مضيفًا: “وطالما أدفع الضرائب للسلطة، فأين هي لتوفر الحماية لي من اعتداءات الاحتلال؟، وأين دور التنسيق الأمني في هذا الشأن؟، لقد تواصلت معهم مرارًا وتواصلت مع المحافظة، ولكن دون أية نتيجة”.

ويتابع: “إن قوات الاحتلال بمناوراتها تقوم بإلقاء القنابل الضوئية في سماء المنطقة، فهل تتكفل السلطة بدفع أثمان الأخشاب إن أحرقها الاحتلال؟، لقد بت أنا وأولادي وحياتنا في مرمى نيران الاحتلال، فهل تنتظر السلطة فقط موت أحد أبنائي للتدخل؟!”.

وعن أسباب قيام الاحتلال بهذه الاعتداءات اليومية يقول أبو شملة: “أنا لا أعرف ما هي الأسباب، وما الذي يريدونه بالضبط.. أنا هنا مرابط في أرضي، وإن كان الاحتلال يسعى لترحيلي وعائلتي من هذا المكان، فهو واهم، ولكن أحمل السلطة جزءًا مما قد يترتب علينا من اعتداءات الاحتلال، لأنها لم تحرك ساكنًا في حمايتنا”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين

جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...