عاجل

الإثنين 06/مايو/2024

حماس ومسيرة الشهداء والشهادة

رأفت مرة

في تاريخها المقاوم، تميزت حركة حماس بمسيرة الشهداء التي ارتقت إلى العلا، في سبيل الله، من أجل تحرير فلسطين والدفاع عن الأرض والشعب وحماية الإنسان الفلسطيني.

وكانت حماس من أهم القوى الفلسطينية التي قدمت خيرة قادتها ورموزها شهداء، سواء من خلال المعارك الميدانية المباشرة مع الاحتلال الصهيوني، أو من خلال عمليات الاغتيال، والتي طالت خلال أسابيع قليلة كلاً من المؤسس الشيخ الإمام أحمد ياسين، والدكتور عبد العزيز الرنتيسي.

كما جرت محاولات اغتيال مثل تلك التي طالت رئيس المكتب السياسي للحركة المجاهد خالد مشعل، والدكتور محمود الزهار.

ومن يراجع تاريخ حركة حماس يتوقف عند محطات جهادية كبيرة، قدّمت خلالها حماس أبرز قادتها ورموزها، أمثال الدكتور إبراهيم المقادمة والمهندس إسماعيل أبو شنب، والوزير سعيد صيام، والقائد أحمد الجعبري، والدكتور نزار ريان، والشيخ جمال منصور، والشيخ جمال سليم، والشيخ صلاح شحادة، والمهندس يحيى عياش، والمجاهد محمود أبو هنود، والأخوين عوض الله ومحي الدين الشريف.

وخلال المحطات الجهادية قدّمت حماس مئات المجاهدين الأبطال في عمليات المواجهة مع الاحتلال، وتنفيذ العمليات الاستشهادية، والبطولات الحقيقية في جنين وخانيوس ونابلس والخليل وغزة، وكل أماكن المواجهة مع الاحتلال.

ومن خلال هذه المسيرة، تكون حركة حماس منسجمة بالكامل مع رؤيتها الاستراتيجية القائمة على مشروع مقاومة الاحتلال والتصدي له، وهي دفعت كلفة عالية كثمن لهذه الاستراتيجية.

وهذا الثمن كان له نتائج إيجابية كبيرة جداً، فهو أبقى مسيرة المقاومة مستمرة، وأحيا روح الجهاد، وحافظ على ثوابت الشعب الفلسطيني، ودافع عن مصالحه العليا، وأكسب حماس شعبية سياسية كبيرة.

وأدى هذا المشروع لإلحاق خسائر كبيرة بالاحتلال، وأبقى دائرة الصراع قائمة، وكبّده خسائر شعبية وسياسية كبيرة، وهزّ مجتمعه، وهدّد بقاءه، ووضع حداً للكثير من مشاريع الهيمنة والتوسّع، وكان آخرها على سبيل المثال إطلاق انتفاضة القدس التي ردّت على استهداف القدس والأقصى.

وساهمت مسيرة الشهادة هذه، في توسيع ونشر ثقافة المقاومة، في الأمّة والعالم، وتأكيد تمسّك الشعب الفلسطيني بهويته ومصالحه، وتحجيم اندفاعة مشروع التسوية.

كما ساهمت هذه المسيرة في إدخال مشروع المقاومة بشكل أكبر في مؤسسات القرار الفلسطينية، وفي تعزيز موقع مجتمع اللاجئين الفلسطينيين خارج فلسطين، هو مجتمع متمسك بحق العودة.

حركة حماس، تحيي هذه الأيام أسبوع الشهداء، وهي ماضية في خطّها المقاوم، وأكثر صلابة وطمأنينة في انتصار هذا المشروع.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات