الأربعاء 08/مايو/2024

جموح الانتفاضة.. الرهان الصهيوني الفاشل

جموح الانتفاضة.. الرهان الصهيوني الفاشل

لا تزال انتفاضة القدستُقدم نموذجًا فريدًا على تنوع وسائلها، وتُحبِط تقديرات الكيان الصهيوني، وتُحيّرمعطيات المحللين الصهاينة، وتتخطى كل الوسائل المحبِطة والحلول الإجرامية للقضاء علىشبانها.

قسم الترجمة والرصدفي “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما كتبه ألون بن ديفيد في مقال له تحتعنوان “ستة أشهر على هجمة الأفراد الإرهابية والبقية تأتي”، الذي نشره معهدالأمن القومي الصهيوني، وما جاء على صحيفة معاريف.

التقدير الصعب

يقول المحلل بن ديفيدفي مستهل مقاله: “الشعب وصناع القرار ووسائل الإعلام أيضًا – تجد صعوبة في تقديرالوضع الذي تعلق فيه منذ بداية هجمة الأفراد الإرهابية في سبتمبر 2015؛  فمنذ أكتوبر وبعد أكثر من 250 عملية ومحاولات القيامبعمليات وأكثر من 90% منها قام بها أفراد، رغم تسجيل انخفاض دائم في عدد العمليات،ولكن لا علامات تدل على قرب اختفاء الظاهرة”.

ويضيف المحلل:”عندما نتورط في ظاهرة جديدة وغير مفسرة نميل إلى العودة لما نعرفه، لذلك فقدسميت هذه الهجمة الإرهابية “انتفاضة”، وهناك من وصفها بـ”انتفاضة الأفراد”أو “انتفاضة السكاكين”؛ إذ إن غالبية العمليات الدموية فعلًا كانت عملياتطعن”.

ويشيرألون إلى أن”منفذي العمليات لم يرسلهم تنظيم.. التحقيق مع المهاجمين الذين ظلوا على قيد الحياة(حوالي 90) أظهر أنهم جميعًا تلقوا إلهامًا من مشاهدة الإنترنت بطريقة ما والتلفازوالصحف التي توضح لهم العذاب الذي تسببه إسرائيل للفلسطينيين، وحثتهم على القيام بعملما، وللكثيرين منهم صلة قرابة أو معرفة مع واحد من الـ 180 فلسطينيا الذين قتلوا خلالالأشهر الستة الأخيرة”.

وبحسب المحلل بن ديفيد:”الهجمة الإرهابية الحالية يُتَخذ قرار تنفيذها بالتحرك بوقت قصير قبل العملية،وجُل تفكير المنفذين هو الفوز برضا الله، ويدورالحديث بينهم على حقوق الإنسان الأساسيةوالتطلع إلى إنهاء الاحتلال، ولكنهم ليسوا معنيين بصيغة الحل، بل وأقل من ذلك بالتسهيلاتالتي تقدمها “إسرائيل” للفلسطينيين، قبل خروجهم لتنفيذ العملية يوصي بعضهمبألا يتبنى أي تنظيم المسؤولية عن فعلته”.

خوارزمية فاشلة

ويؤكد المحلل أن المخابراتالصهيونية المتطورة عاجزة أمام هجمات الأفراد.. “الجهاز الفاعل الذي تم إنشاؤهلكي يتعقب تنظيم الإرهاب ظل بلا فائدة؛ إذ إن الحديث هنا يدور عن إرهاب غير منظم، وعنقرار مستقل ليس فيه شركاء، والخوارزميات التي طورت لتتعقب الفلسطينيين الذين يظهرونرغبتهم بالتضحية بأنفسهم على شبكات التواصل الاجتماعي ليست مجدية في مواجهة عشرات الآلافالذين يعبرون عن ذلك الآن وعلى مدار الساعة، والردع الإسرائيلي أيضًا لا يؤثر على منظومةاعتبارات منفذ العملية”.

وتابع: “إسرائيلتمنع إعمار بيوت المخربين التي تدمرها، بيد أنه وبجانب أطلال الخراب أنشئت بيوت جديدةولم تبقَ العائلات في الشوارع، وبالتالي فهدم البيوت – الذي ربما يغذي شعورالانتقاملدى الجمهور الإسرائيلي – لا يُسهم في الردع، يحتمل أن طرد عائلات المهاجمين إلى قطاع غزة كان ليخلق ردعًا من نوع ما، غيرأن هذه الفكرة لُجمت في الوقت الحالي من المستشار القضائي للحكومة.. الهجمة الإرهابيةهي نتاج الجو العام، فمصطلحات “موجة الإرهاب” أو “جولة العنف”التي يستخدمها الجيش ووسائل الإعلام غير ذات صلة لوصف الأجواء العنيفة هنا؛ فهي لنتختفي قريبًا”.

سراب الحلول

وطرح المحلل الصهيونيعددًا من المقترحات حول ما ينبعي على الاحتلال فعله، من خلال عدة إجراءات، مطالبًابـ”تعزيز الفصل بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين؛ الأمر الذي سيقللالاحتكاك وفرص تنفيذ الهجمات، سيما في القدس وفي تخوم الخط الأخضر”.

وطالب أيلون بـ”المبادرةبخطوات مع السلطة الفلسطينية ما من شأنه أن يغير الأجواء، يشير الجيش “الإسرائيلي”إلى شمال السامرة وأريحا على أنها أماكن تستطيع “إسرائيل” أن تسمح فيها بالسيطرةالفلسطينية الكاملة”.

كما دعا إلى”تحسين الردع في مواجهة الأفراد من خلال طرد عائلات المخربين التي تُبدي دعمهاللعمليات إلى غزة، وهي عقوبة قاسية تنطوي على مسائل قانونية وأخلاقية من الوزن الثقيل،ولكن يجب أن نعرف أنه إذا علم المخرب أنه بفعلته سيُحكَم على عائلته بالبؤس والشقاءستزيد فرصة امتناعه عن القيام بفعلته”، حسب ادعائه.

ويختم المحلل العسكريألون بن ديفيد: “إن حكومة إسرائيل في الوقت الحالي تختار خط التصريحات الهجوميةالسهلة، والعمل في حده الأدنى، بعدم وجود مبادرة إسرائيلية تغير الأجواء وتؤدي إلىالفصل بين التجمعات السكانية في مناطق الاحتكاك الأساسية؛ سيظل الظهر “الإسرائيلي”مكشوفًا لطعنات الأفراد”.

تخبّط وعنجهية

وفي ذات السياق ذكرتصحيقة معاريف تحت عنوان “كيف سنتغلب على موجة الإرهاب”، قائلة: “التعاملمع وسائل التحريض يجب أن يتم بشكل منهجي ومنظم، كإعلان الحرب على محطات  التلفزيون والراديووالذي لا يستوجب بالضرورة هجومًا جسديًّا، بل يمكن أن يشمل حظرًا للترددات وإمكانياتتشويش متنوعة تعرف كيف تقوم بها قوات الأمن، ومصادرة أجهزة الإرسال هنا أو هناك لنتجدِي”.

وأضافت الصحيفة:”كذلك من الممكن استخدام سياسة العصا والجزرة.. جهاز الأمن يعلم جيدًا من هي الشخصياتالتي تترأس دائرة التحريض؛ فالواجب معاقبة ومحاصرة المكان الذي يخرج منه المنفذون للعمليات،وزيادة الاعتقالات وحرمانهم من تصاريح العمل، وسحب الفوائد هي خطوة مطلوبة، بالإضافةإلى أن كبار المحرضين يجب أن يتم التعامل معهم بشكل خاص على حدة، حيث إن دولة إسرائيلتعلم ما هي نقاط الضغط التي تسمح بالعمل تجاه كل واحد منهم”.

وتابعت: “ومنأجل خلق ردع مجدٍ يجب تحديد مدة زمنية معلنة للمسح وهدم بيوت منفذي العمليات. صحيحقد يتسبب هذا الأمر بإثارة صعوبات من الجهاز القضائي، لكن جزءًا كبير من نفس الانتقادالذي وجهته المحكمة العليا تم توجيهه ضد السياسات غير الموحدة لهدم المنازل وليس تجاهالنشاط نفسه”.

وأشارت الصحيفة، إلىأن الأما

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات