الثلاثاء 21/مايو/2024

الأسير السايح.. أخطر حالة مرضية في سجون الاحتلال

الأسير السايح.. أخطر حالة مرضية في سجون الاحتلال

يعد أيامه الأخيرة الواحد تلو الأخر، لا يدرك إذا ما كان سيرى فجر اليوم  التالي، يوزع آهاته وآلامه، وتتعالى صرخاته في أرجاء السجن أمام أعين جلاد يتلذذ بملاحظات الألم تلك.

يحارب الأسير في سجون الاحتلال بسام أمين السايح ثلاثة أعداء في آن واحد أحدهما خارج جسمه وهو السجان، واثنين استوطنا أحشاءه.. ألا وهما نوعان من السرطان.
 
هذا الرجل الصلب صاحب الجسم النحيل الذي أنهكه المرض، فاقمت معاناته رحلة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال بعد أن نالت منه القضبان دافعا ضريبة جهاده وصبره وتضحياته.

اعتقل الأسير السايح وهو من سكان نابلس، يوم (8-10-2015)، واعتقلت زوجته منى أبو بكر، التي أفرج عنها مؤخرًا، ولا زال شقيقه أمجد يقبع في السجن، ومحكوم 20 عامًا، ليترك بسام يصارع  أمراضه وآلامه التي تعتبر الأكثر ندرة في سجون الاحتلال، بل هي الأقسى والأكثر حرجا وخطورة إذا ما قورنت  بالحالات المرضية الأخرى.

ظروفه المرضيةويعود سبب ندرة حالة السايح المرضية  لطبيعة مرضه، إذ يعاني من سرطان  العظم بالإضافة إلى سرطان نخاع الدم الحاد وقصور حاد في القلب، وهنا تكمن  الخطورة، حيث إن نسبة العجز في القلب بنسبة 80% تزامناً مع التهاب مزمن وحاد في الرئتين.

منى السايح زوجة الأسير، أكدت بعد أن التقته قبل أيام، خلال زيارة أهالي الأسرى، بأنه خائر القوى لا يستطع الكلام ولا الحركة، ويتنفس بصعوبة بالغة، ويعاني آلاما كبيرة جدا في عضلات القلب، وهو بحاجة إلى أن ينقل لمستشفى مدني لتقي ما يحتاجه من علاج.

ويقبع السايح في سجن مجدو الاحتلالي حيث الاكتظاظ الشديد بالأسرى، الأمر الذي يزيد الأمور الصحية تعقيداً وتراجعاً نتيجة غياب أي مقومات للراحة  والاستشفاء. 

ويحرم السايح من العلاج، وتتعمد إدارة السجون الصهيونية الإبقاء عليه دون نقله إلى مشفى مدني خاص يقدم العلاج الكيماوي لمثل الحالات المرضية المستعصية تلك.

وتطالب عائلته في البداية بنقله إلى بيئة علاجية تضمن عدم فقدانه لحياته بإشراف من الأخصائيين القادرين على متابعة حالته الصحية، وضمان عدم الوصول إلى طريق اللاعودة.

وذكرت العائلة بأن مطلبها الأهم هو الإفراج عن ابنها المريض وتقديم العلاج اللازم له في  المشافي الفلسطينية، مؤكدة على أن هناك مساع حقوقية قانونية حول هذه المطالب من قبل المحامي جواد بولص الذي تولى القضية أمام المحاكم الصهيونية.

أخطر حالة
بدورها قالت أمينة الطويل الناطقة الإعلامية باسم مركز أسرى فلسطين للدراسات، إن حالة بسام السايح حسب متابعتها، تعد أخطر حالة مرضية في سجون الاحتلال، فهو يعاني من سرطان مركب، ومشاكل صحية مزمنة أخرى، وحالته الصحية كانت معقدة وشائكة قبل اعتقاله، وتضاعفت هذه الحالة تعقيدا بعد اعتقاله من جراء حرمانه من تلقي العلاج اللازم وفي الأوقات المناسبة لحالته.

وأردفت: “الأسير بحاجة لجلسات من العلاج الكيماوي وفحوصات طبقية ومتخصصة داخل مراكز طبية متطورة، وهذا ما لا يحدث، وهي سياسة عقابية انتقامية بحق السير السائح كما هي بحق حوالي 1500 حالة مرضية، بينهم 34 حالة مشابهة لحالة بسام”.

وشددت الطويل على أن حالة بسام تستدعي التحرك الفوري دون صرف النظر للحديث عن المطلوب أو آلية نصرته، لأنه وفي الوقت الراهن، لا يحتاج لمساندة ونصرة معنوية فقط بل هو بحاجة لتحرك قانوني رسمي ينطلق بشعار أساسي مطلبي بتقديم العلاج الفوري لبسام قبل فوات الأوان.

ونوهت الطويل إلى أنه سبق أن تعرض أسرى آخرون لمثل هذه الحالة، وكانوا سبباً في ارتفاع قائمة شهداء الحركة الأسيرة.

ورأت أن الوقت يلاحق حياة بسام السايح إن لم تتدخل الجهات الرسمية بتحرك فوري على الصعيد القانوني لإلزام الاحتلال بتقديم العلاج لبسام والإفراج عنه في أسرع وقت قبل أن تتفاقم حالته ويصل لحالة اليأس في العلاج.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات