الأحد 16/يونيو/2024

من أفقر الدول مائيًّا.. الأردن يجري أول استمطار صناعي

من أفقر الدول مائيًّا.. الأردن يجري أول استمطار صناعي

تعتزم دائرة الأرصاد الجوية الأردنية، تنفيذ أول تجربة “استمطار” صناعي، في الثالث والعشرين من الشهر الحالي، في محيط منطقة سد الملك طلال (شمال غرب) كمنطقة مستهدفة من أجل زيادة مخزون المياه في السد.

يأتي ذلك بعد توقيع الحكومة الأردنية مذكرة تفاهم مع نظيرتها التايلندية؛ للحدّ من آثار التغير المناخي على البلد الفقير مائياً، وبمشاركة خبراء من الأردن وتايلند.

وقال مدير عام دائرة الأرصاد الجوية الأردنية، محمد سماوي، في بيان له: إن هذه الخطوة “تأتي لمواجهة مشاكل التغيرات المناخية، من خلال إيجاد حلول خلاقة وسريعة وأقل كلفة للعمل على زيادة كمية الهطول، وهو الأمر الذي يتحقق بتقنية الاستمطار الاصطناعي، وبالاعتماد على التجربة التايلندية، كواحدة من أكثر التجارب العالمية نجاحاً في هذا الجانب”.

وبين سماوي أن “هذه التجربة ستستخدم لاحقاً لإنبات الزراعات المختلفة في غور الأردن”، مشيراً إلى أن الحكومة “رصدت لدائرة الأرصاد المبلغ المطلوب في موازنة 2016 من أجل شراء الأجهزة والمواد اللازمة لعمليات الاستمطار”.

جدير بالذكر أن المملكة الأردنية تصنف ضمن أفقر دول العالم مائياً، وتسعى للبدء بتنفيذ هذه التجربة على مستوى المنطقة، بحيث تسهم في زيادة كميات الهطول المائي.

وعدّ سماوي أن “الطلب المتزايد على المياه بفعل اللجوء السوري، كان سببا للتفكير في إيجاد حلول خلاقة وسريعة وأقل كلفة للعمل على زيادة كمية الهطول، وهو الأمر الذي يتحقق بتقنية الاستمطار الاصطناعي”.

وأضاف أن “البحث عن بدائل لتوفير المياه أصبح ضرورة ملحة، لاسيما أن معدلات الأمطار في المملكة تتراوح بين 20 مليمترًا إلى 200 مليمتر، ضمن 90% من مساحة الأردن، في حين أن معدلات الأمطار في باقي المساحة المتبيقة والتي تشكل 10% تتراوح ما بين 200 إلى 580 مليمترًا كأعلى نسبة أمطار سنوية في منطقة رأس منيف/عجلون (شمال)، وهذه الكميات غير كافية لكافة الاستخدامات (الشرب، الري، الزراعة، المنزلية)”.

وأشار سماوي إلى أن “هذه الأرقام تتذبذب من عام لآخر حسب الأنظمة المناخية المؤثرة على المملكة والتي أصبحت بالمجمل أقل من معدلاتها طويلة الأمد، نتيجة عوامل كثيرة أهمها التغيرات المناخية الناجمة عن (الانحباس الحراري) من جراء تزايد الأنشطة البشرية والاستخدام غير المتوازن لمصادر الطاقة”.

وأضاف “إن المواد المستخدمة كمحفزات للغيوم هي صديقة للبيئة والاستثمار في استمطار الغيوم، وذات جدوى اقتصادية عالية إذا ما قورنت بمجموع ما يصرف على المشروع، مع أثمان كميات المياه المتوقع تجميعاً من استمطار الغيوم”.

وأقرت دائرة الأرصاد الأردنية أواخر عام 2012 بجواز أن يلجأ الناس إلى أساليب وأسباب مادية للاستمطار، بواسطة المكتشفات الحديثة، بشرط أنْ يثبت لدى أهل الاختصاص فاعليتها وجدواها، وأن لا يترتب عليها أي أضرار بالبيئة أو بالإنسان أو بالحيوان.

وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة من أوائل الدول في منطقة الخليج العربي التي قامت باستخدام تقنية تلقيح السحب معتمدة على أحدث الإمكانات المتوفرة على المستوى العالمي، من خلال شبكة رادارات جوية متطورة تقوم برصد أجواء الدولة على مدار الساعة ومراقبة بدء تكون السحب، بالإضافة إلى استخدام طائرات خاصة مزودة بشعلات ملحية، تم تصنيعها خصيصاً لتتلاءم مع طبيعة السحب من الناحية الفيزيائية والكيميائية، والتي تم دراستها خلال السنوات الماضية قبل البدء بتنفيذ عمليات الاستمطار.

والاستمطار هو عملية فيزيائية وكيمائية، تستخدم فيها مواد مسترطبة (أيوديد الفضة، كلوريد الكالسيوم، ملح الطعام، أوكسيد الكالسيوم، اليوريا) ويتم رشّ الغيوم بتلك المواد من أجل عمل تغيير أو تحفييز في النمو الطبيعي للغيوم من خلال تجمع بخار الماء والقطرات على تلك المواد التي تشكل ما يسمى نويات تكثف تؤدي إلى زيادة في حجم ووزن القطرات ومن ثم هطولها بفعل قوة الجاذبية الأرضية، بحسب التعريفات العلمية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

صرخة إلى كل المعمورة.. شمال غزة يموت جوعًا

غزة -المركز الفلسطيني للإعلامبينما يحتفل المسلمون في أصقاع المعمورة بعيد الأضحى المبارك، يئن سكان شمال قطاع غزة تحت وطأة المجاعة المستمرة، في حين...

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

يونيسيف: غزة تشهد حربا على الأطفال

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إلدر إن القتل والدمار الذي يمارسه الجيش الإسرائيلي في...