عاجل

السبت 18/مايو/2024

فلسطينو سوريا في غزة.. الغربة الثانية في الوطن

فلسطينو سوريا في غزة.. الغربة الثانية في الوطن

أحوال الفلسطينيين الفارين من حرب سوريا إلى غزة في مجملها سيئة، فعلاوة على افتقارهم للمساعدات الإنسانية والحكومية، تراكمت عليهم الديون وهم لا يملكون جوازات سفر أو هوية شخصية.
 
عشرات العائلات الفلسطينية فرت في السنوات الأربع الماضية من حرب سوريا لاجئةً إلى قطاع غزة، لكن ظروفها تردت بسبب تنكر حكومة التوافق لقضيتهم، حتى باتوا مهددين بالطرد من منازلهم المستأجرة .
فقر ومرض يداهم الفقر والمرض تفاصيل الحياة اليومية بالنسبة للسيدة راجحة العلي (32 عاما)، وهي عاجزة عن دفع أجرة منزلها المتراكم منذ 5 شهور أو توفير العلاج لزوجها وأطفالها المرضى.
 
فرت العلي قبل 3 سنوات من مدينة حلب، لاجئة إلى غزة، تاركةً نصف عائلتها محاصرة حتى الآن، ونصفها الآخر لجأ إلى لبنان، تقول لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “زوجي مريض بالكلى، وطفلي عزات  (5سنوات) ويارا (3 شهور) يعانيان الربو، ولا نجد أحياناً طعام اليوم إلا بصدقة أهل الخير”.
 
وتتخوّف العلي من تلويح صاحب البيت بطردهما منه إذا لم يدفعا الأجرة المتراكمة، بينما أخبرت رياض الأطفال التي ألحقت به طفليها عجزها عن الدفع، وقد تراكمت متأخرات الرسوم إلى 1960 شيكلا.
 سوري في غزة قبل شهرين اضطر إياد يوسف (30 عاما) الذي فقد بصره حديثاً ترك منزله المستأجر والفرار بأسرته إلى منزل سيئ، في منطقة نائية، لم يفصح عن موقعها.
 
يقول إياد: “إنه ولد وعاش في سوريا مع أسرته كفلسطيني، لكنه اليوم يشعر أنه سوري مغترب في وطنه فلسطين الذي اشتاق إليه كثيراً”.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “أحوالي صعبة ولا ينظر أحد لمعاناتي .. كنت مبصراً ولكني مرضت وساءت حالتي النفسية حتى فقدت بصري وطردني صاحب البيت لتراكم الأجرة”.
 
ويتهم حكومة التوافق الفلسطينية والفصائل الوطنية بالتقصير في قضيتهم، مشيراً أنه كبقية الأسرة العائدة من سوريا طرقت كل الأبواب ولكن دون جدوى.
 
أبواب مغلقة
وتدعو السيدة شهرزاد الأحمد، زوجة أحد شهداء الحرب في سوريا، والعائدة من مدينة حلب رئيس السلطة الفلسطينية أن يفتح بوابة معبر رفح كي تلحق بأقاربها الفارين إلى أوروبا.
 
وتضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” :”أريد حل للإهانة التي نحياها، الآن لا نملك جوازات سفر ولا بطاقات هوية، والمؤسسات الخيرية لا تساعدنا، وتبرر ذلك أننا لسنا من فئة الأيتام أو الشهداء”.
 
وتعيش الأحمد مع طفلها 6 سنوات بعد أن تركت بقية أقاربها في مدينة حلب، حيث أصبح خيار اللجوء لأي مكان أفضل لها من معاناة الفقر والتهديد بالطرد من المنزل بعد تراكم الديون.
 
لجنة العائلات
ويبدو عبد الله سلمان مسؤول لجنة اللاجئين من سوريا لغزة، حائراً أمام مشكلة عشرات العائلات التي يتحدث باسمها مراراً لوسائل الإعلام، مطالباً بتوفير جوازات السفر والحد من حالة التهميش العام لحقوقهم.
 
يقول سلمان، الذي عمل أستاذاً جامعياً في سوريا، وعاد لغزة قبل 3 سنوات، إن قضيتهم تعاني حالة تهميش من المؤسسات الحكومية والمحلية، خاصةً بعد فقدانهم لفرص العمل المؤقتة التي كانت توفر لهم الطعام.
 
ويضيف لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”: “بعد عودتنا وفّر لنا رئيس الحكومة السابق إسماعيل هنية، فرص عمل مؤقتة، وعملت أنا شخصياً كاتب في مستشفى، لكننا السنة الماضية فقدنا فرص العمل ومهددين الآن بالنوم في الشوارع” .
 
ويشير أن معظم العائلات تقدمت في كانون أول الماضي، للحصول على جوازات سفر مدفوعة الرسوم، إلا أن السلطة لم تمنحهم إياها، فضلا عن رفضها تزويدهم ببطاقات هوية دائمة، غير بطاقات التعريف المؤقتة.
 
وتتوحد عشرات العائلات الفلسطينية العائدة من سوريا في عجزها عن توفير أجرة مساكنها ولقمة عيشها؛ ما جعل بعضهم يقول إنهم كانوا “فلسطينيون في سوريا” وأضحوا “سوريون في غزة”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

ارتقاء قائد من كتيبة جنين بقصف للاحتلال

جنين – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مساء اليوم الجمعة عن ارتقاء شهيد وثمانية إصابات، حيث وصلت إصابة بحالة مستقرة وصلت إلى...

إغلاق محيط حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة

إغلاق محيط حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة

القدس المحتلة – المركز الفلسطيني للإعلام قررت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الجمعة، إغلاق جميع الشوارع المؤدية إلى حي الشيخ جراح ونشر مئات الجنود...