الأربعاء 08/مايو/2024

وعد الزريعي .. فنان أقعده قناصة الاحتلال

وعد الزريعي .. فنان أقعده قناصة الاحتلال

بين آلام بتر ساقه، وعجزه عن قيادة فرقة الفنون الشعبية، التي أحبها كثيراً، يتوزع ألم الشاب وعد الزريعي، محاولاً التكيف مع واقعه الجديد.
 
كعادته توجه “وعد” قبل أسابيع  للمشاركة مع عشرات الشبان في الاحتجاج السلمي الأسبوعي شرق مخيم البريج، غرس العلم الفلسطيني قرب السياج الصهيوني الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948، وفي طريق عودته سمع صوتاً مكتوماً ثم سقط مضرجاً في دمه.
 
ويستخدم قناصة الاحتلال المنتشرون على طول السياج الصهيوني الفاصل، الرصاص المتفجر لاستهداف مئات المشاركين في الاحتجاجات السلمية قرب الحدود مساء كل جمعة، ما أدى لإصابة واستشهاد العشرات منذ اندلاع انتفاضة القدس.
 
رصاص متفجر
رغم مرور أسابيع على بتر ساقه بعد أن أصابه قناص “إسرائيلي” برصاصة متفجرة شرقي مخيم البريج لا يزال “وعد” يتحسس ساقه المبتورة ويفتقدها إذا همّ بالوقوف مستنداً على عكازه الذي أصبح ساقه الثالثة.
 
يحتفظ “وعد” الذي يقطن حالياً مدينة دير البلح بالتفاصيل الكاملة لإصابته، ويحتفظ في هاتفه النقال بمقطع “فيديو” صوره أحد الشبان بعيد إصابته تعلوه جلبة الاستغاثة من أصدقائه طلباً لرجال الإسعاف.
 
يقول الزريعي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “توجهت شرقي البريج، كان القناصة (الصهاينة) خلف ساتر ترابي وجيب للاحتلال يطلق غازا مسيلا للدموع بكثافة، وعندما غرست العلم على السلك أصابتني رصاصة فسقطت ورأيت مخرج رصاصة كبيرا في ساقي”.
 
بعد أن عجز أطباء مستشفيات غزة عن علاجه انتقل لمستشفى “برزيلاي” “الإسرائيلي” ليخضع لعملية استغرقت ساعات طويلة لكنهم بتروا ساقه بعد أن بدأ التسمم يسري في عروقها.
 
ويتابع: “انطلاقاً من مشاهدتي لكثير من الإصابات ولتجربة الشخصية فإن القناصة يصوبون نحو الأرجل لإحداث عاهات وإعاقات لدى الشبان المحتجين الذين يعبرون عن تضامنهم مع شبان الضفة”.

واقع جديد
بعد أن فقد ساقه برصاصة متفجرة تخلى وعد الزريعي، قائد فرقة “نجوم القرارة” للفنون الشعبية (دبكة ويرغول) عن قيادة الفرقة، مطالباً رفاقه بالحفاظ على فنهم، رافضاً بيع جهازه الموسيقي “الأورج” .
 
كما واجه “وعد” صعوبة كبيرة في استكمال دراسته في الصف الحادي عشر، وحضر أسبوعا دراسيا واحدا الفصل الماضي قبل إصابته عندما انتقل من قسم “العلوم الإنسانية” إلى القسم “الشرعي”.
 
ويعلّق نضال الزريعي والد المصاب “وعد” على استهداف القناصة لابنه بالرصاص المتفجر، بالقول إن ما يقدم عليه جنود الاحتلال يؤكد افتقادهم لشرف المهمة العسكرية.
 
ويضيف الزريعي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “من يطلق النار هو قناص في الاحتلال يتعمد إحداث إعاقات للشبان المحتجين؛ فقد بترت الرصاصة ساقه، وكسرت الأخرى، لذا الرصاص للقتل وليس للردع!”.
 
ويحتاج “وعد” لعمليات جراحية عاجلة لإزالة الدم المتخثّر وتأهيل ساقه لتركيب طرف صناعي بعد أن أخفقت العمليات الجراحية في المستشفيات الفلسطينية في تقديم العلاج المناسب حتى اقتصرت حالياً على جلسات العلاج الطبيعي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات