وعد الزريعي .. فنان أقعده قناصة الاحتلال
بين آلام بتر ساقه، وعجزه عن قيادة فرقة الفنون الشعبية، التي أحبها كثيراً، يتوزع ألم الشاب وعد الزريعي، محاولاً التكيف مع واقعه الجديد.
كعادته توجه “وعد” قبل أسابيع للمشاركة مع عشرات الشبان في الاحتجاج السلمي الأسبوعي شرق مخيم البريج، غرس العلم الفلسطيني قرب السياج الصهيوني الفاصل بين قطاع غزة والأراضي المحتلة منذ عام 1948، وفي طريق عودته سمع صوتاً مكتوماً ثم سقط مضرجاً في دمه.
ويستخدم قناصة الاحتلال المنتشرون على طول السياج الصهيوني الفاصل، الرصاص المتفجر لاستهداف مئات المشاركين في الاحتجاجات السلمية قرب الحدود مساء كل جمعة، ما أدى لإصابة واستشهاد العشرات منذ اندلاع انتفاضة القدس.
رصاص متفجر
رغم مرور أسابيع على بتر ساقه بعد أن أصابه قناص “إسرائيلي” برصاصة متفجرة شرقي مخيم البريج لا يزال “وعد” يتحسس ساقه المبتورة ويفتقدها إذا همّ بالوقوف مستنداً على عكازه الذي أصبح ساقه الثالثة.
يحتفظ “وعد” الذي يقطن حالياً مدينة دير البلح بالتفاصيل الكاملة لإصابته، ويحتفظ في هاتفه النقال بمقطع “فيديو” صوره أحد الشبان بعيد إصابته تعلوه جلبة الاستغاثة من أصدقائه طلباً لرجال الإسعاف.
يقول الزريعي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “توجهت شرقي البريج، كان القناصة (الصهاينة) خلف ساتر ترابي وجيب للاحتلال يطلق غازا مسيلا للدموع بكثافة، وعندما غرست العلم على السلك أصابتني رصاصة فسقطت ورأيت مخرج رصاصة كبيرا في ساقي”.
بعد أن عجز أطباء مستشفيات غزة عن علاجه انتقل لمستشفى “برزيلاي” “الإسرائيلي” ليخضع لعملية استغرقت ساعات طويلة لكنهم بتروا ساقه بعد أن بدأ التسمم يسري في عروقها.
ويتابع: “انطلاقاً من مشاهدتي لكثير من الإصابات ولتجربة الشخصية فإن القناصة يصوبون نحو الأرجل لإحداث عاهات وإعاقات لدى الشبان المحتجين الذين يعبرون عن تضامنهم مع شبان الضفة”.
واقع جديد
بعد أن فقد ساقه برصاصة متفجرة تخلى وعد الزريعي، قائد فرقة “نجوم القرارة” للفنون الشعبية (دبكة ويرغول) عن قيادة الفرقة، مطالباً رفاقه بالحفاظ على فنهم، رافضاً بيع جهازه الموسيقي “الأورج” .
كما واجه “وعد” صعوبة كبيرة في استكمال دراسته في الصف الحادي عشر، وحضر أسبوعا دراسيا واحدا الفصل الماضي قبل إصابته عندما انتقل من قسم “العلوم الإنسانية” إلى القسم “الشرعي”.
ويعلّق نضال الزريعي والد المصاب “وعد” على استهداف القناصة لابنه بالرصاص المتفجر، بالقول إن ما يقدم عليه جنود الاحتلال يؤكد افتقادهم لشرف المهمة العسكرية.
ويضيف الزريعي لمراسل “المركز الفلسطيني للإعلام“: “من يطلق النار هو قناص في الاحتلال يتعمد إحداث إعاقات للشبان المحتجين؛ فقد بترت الرصاصة ساقه، وكسرت الأخرى، لذا الرصاص للقتل وليس للردع!”.
ويحتاج “وعد” لعمليات جراحية عاجلة لإزالة الدم المتخثّر وتأهيل ساقه لتركيب طرف صناعي بعد أن أخفقت العمليات الجراحية في المستشفيات الفلسطينية في تقديم العلاج المناسب حتى اقتصرت حالياً على جلسات العلاج الطبيعي.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
تحذير حقوقي من كارثة إنسانية خطيرة في رفح مع إغلاق المعابر
رفح - المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن نذر كارثة إنسانية خطيرة متعددة الأبعاد بدأت تتفاقم سريعًا في رفح جنوب قطاع...
تركيا تطالب إسرائيل بالانسحاب من معبر رفح فورا
أنقرة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت وزارة الخارجية التركية، إن "أي عملية ستجري في رفح ستؤثر على العالم بأسره"، ودعت إسرائيل إلى الانسحاب فورا من...
شيخ الأقصى يدعو الأمّة لمواجهة المؤامرة الصهيونية وشد الرّحال للقدس
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد الشيخ رائد صلاح في مقابلة إعلامية أنّ سعي الاحتلال لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى المبارك ليس جديدًا بل هو...
هيئة حقوقية: ارتفاع عدد معتقلي الضفة إلى 8610 منذ 7 أكتوبر
رام الله – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت هيئة الأسرى وشؤون المحررين ارتفاع عدد المعتقلين في الضفة الغربية المحتلة، الثلاثاء، إلى 8 آلاف و610...
أونروا تطالب بإعادة فتح المعابر الرئيسية في غزة دون تأخير
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" فيليب لازاريني، إن "المعابر الرئيسية في قطاع غزة...
وفد قيادي من حماس يصل إلى القاهرة لمتابعة جهود وقف العدوان
القاهرة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الثلاثاء، أن وفدًا رفيعًا برئاسة رئيس حركة حماس في غزة د. خليل الحية، وصل إلى...
حمدان: الكرة في ملعب نتنياهو وعصابته وعمليته العسكرية برفح لن تكون نزهة
بيروت – المركز الفلسطيني للإعلام أكد القيادي في حركة حماس أسامة حمدان مساء اليوم الثلاثاء خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، أنه وعلى...