الجمعة 31/مايو/2024

رئيس الشاباك الجديد.. التحدي الأكبر إنهاء الانتفاضة

رئيس الشاباك الجديد.. التحدي الأكبر إنهاء الانتفاضة

دأب الاحتلال على تغيير قادة أجهزته الأمنية في الفترة الأخيرة، لاعتقاده أن ذلك كفيل بالقضاء على الانتفاضة من خلال تعيين أشخاص لهم تاريخ دموي، ومعروفين بحقدهم وبطشهم، ويصفهم الاحتلال بأصحاب القبضة الحديدية في مواجهة الشعب الفلسطيني.

قسم الترجمة والرصد في “المركز الفلسطيني للإعلام” تابع ما كتبه الكاتب الصحفي “يوسي ملمان” حول تعيين رئيس الشاباك الجديد “نداف أرغمان” وأبرز التحديات التي تواجهه.

تحديات كبيرة
افتتح ملمان مقاله بذكر أبرز المناصب التي تقلدها رئيس الشاباك الجديد أرغمان، حيث قال: تجند أرغمان للجيش الإسرائيلي في وحدة مختارة في العام 1978، وفي 1983 تجند لجهاز الأمن العام وخدم في جملة واسعة من المناصب التنفيذية، وفي أيلول 2014 أقرضه الجهاز للجنة الطاقة الذرية، وفي أيلول 2015 عاد لمنصب نائب رئيس الجهاز بناء على طلب يورام كوهن.

وأضاف الكاتب؛ حظي أرغمان بثقة نتنياهو ووزير حربه موشي يعلون ورئيس الدولة رؤوبين ريفلين ورئيس الشاباك السابق يورام كوهين؛ حيث إن نتنياهو قال: “تمنى أن يقود أرغمان الجهاز على أفضل وأكمل وجه، ويعزز مستواه التنفيذي والتكنولوجي، ويواصل الدفاع عن أمن إسرائيل”، فيما أضاف يعلون “أمام الجهاز تحديات جسيمة في مكافحة الإرهاب، وحماية أمن مواطني “إسرائيل”، وعلى أرغمان الصمود أمام هذه التحديات وإثبات نفسه”، فيما أشار يورام كوهين إلى أن هناك تحديات تواجه إسرائيل، وأن أرغمان سيقود الجهاز بنجاح في مواجهة تلك التحديات في الحاضر والمستقبل، وفق ما أورد الكاتب.

الاستخبارات الإنسانية
وأشار ملمان؛ أنه منذ حرب الأيام الستة كان الهم الأكبر لجهاز المخابرات في المجال العربي هو الكفاح لإحباط “الإرهاب”، وبناء على ذلك عين في الـ 16 سنة الأخيرة ثلاثة رؤساء للمجال العربي، كلهم كانوا رؤساء أقسام ومناطق في المجال العربي، ويأتي نداف أرغمان من مجال العمليات والتكنولوجيا، ولاسيما في مجال الاستخبارات التكنولوجية.

وفي السنوات الأخيرة عززت المخابرات قدراتها في مجال الاستخبارات التكنولوجية كأداة لجمع المعلومات الاستخبارية، ولكن الجهاز كان ولا يزال يقوم أولا وقبل كل شيء على الاستخبارات الإنسانية “العثور والتجنيد والتفعيل للعملاء”.

أرغمان الذي وصل إلى المخابرات في 1983 بعد أن كان ضابطا وقائدا لفريق في وحدة “سييرت متكال” الخاصة هو قبل كل شيء رجل عمليات على حد وصف الكاتب، ووصل حتى الرتبة الأعلى في المجال – رئيس قسم العمليات، في هذا الإطار كان مسؤولا عن تقديم خدمات العمليات للوحدات المقاتلة، سواء في مجال الحرب ضد “الإرهاب” الفلسطيني أم في مجال التكليفات الأخرى في الجهاز، كالتجسس المضاد، والكفاح ضد الإرهاب ليس غريبا عليه، وإن لم يكن مختصا في الشؤون العربية.

أبرز التحديات
وأشاد الكاتب بملاءمة أرغمان للمنصب الجديد؛ فقد شغل منصب مندوب المخابرات في الولايات المتحدة، وكان مسؤولا ضمن أمور أخرى على العلاقة مع الـ”اف بي اي”، وتبادل المعلومات وتنسيق العمليات المشتركة في مجال مكافحة الإرهاب، بما في ذلك مكافحة تمويل منظمة حماس، وقاد أرغمان تصفية أحمد الجعبري، “التصفية التي أدت إلى حملة “عمود السحاب” في 2012″.

التحديات التي يقف أمامها لدى تسلمه المنصب مركبة، وقبل كل شيء إعداد المخابرات للكفاح ضد “الإرهاب” الفلسطيني من النوع الجديد للشبان، والأفراد عديمي الانتماء التنظيمي، والذين يُعَد جمع المعلومات عن نواياهم لتنفيذ العمليات شبه متعذر.

وفي عهده قد تنهار السلطة الفلسطينية أو يتوقف التنسيق الأمني مع “إسرائيل”، مما يجعل من الصعب جدا مكافحة الإرهاب، وقد يدفع الضفة الغربية إلى التدهور نحو الفوضى، كما سيتعين على المخابرات بقيادته أن تشدد يقظتها في مجال مهم إضافي، وهو: الإحباط والتجسس وحماية المعلومات في مجال السايبر، والذي تعمل فيه دول مثل إيران والصين وروسيا بلا انقطاع كي تتجسس، وتخرب وتسرق المعلومات والتكنولوجيا من “إسرائيل”، وفق الكاتب.

المطلوب جيل واعٍ
محلل الشؤون الصهيونية في “المركز الفلسطيني للإعلام” رأى في تعيين رئيس الشاباك الجديد محاولة من قادة الكيان للسيطرة على محاور انتفاضة القدس، من خلال الحصول على أي معلومة يمكن أن تمنع تنفيذ عملية، أو تقود إلى من ينوي تنفيذها.

وأضاف المحلل أن الفترة القادمة ستشهد محاولة تجنيد أكبر قدر ممكن من العملاء في كافة المناطق الفلسطينية، وذلك لاعتقاد الاحتلال أن الانتفاضة الحالية سترتقي إلى مرحلة جديدة، من اللامركزية إلى المركزية وأخذ الشكل التنظيمي، وبالتالي تطوير الوسائل والأساليب المستخدمة في تنفيذ العمليات، كما ستحمل الفترة القادمة وسائل أكثر تطورا من الاحتلال للتجسس ومحاولة الوصول إلى أكبر عدد من الشبان الفلسطينيين، والتركيز على وسائل التكنولوجيا الحديثة وأبرزها صفحات التواصل الاجتماعي.

وأكد المحلل، أن الفترة الحالية تتطلب جيلا واعيا بممارسات ووسائل الاحتلال، التي يسعى من خلالها للسيطرة على عقول الشبان، ومحاولة حرفهم عن المقاومة، وهذا الأمر يتطلب قيام المؤسسات الفلسطينية بحملات توعية، عبر وسائل الإعلام المختلفه لتنبيه الشبان من الوقوع بشرك العمالة، وعلى وجه الخصوص الأيدي التي تعمل في الداخل المحتل. 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات