الأربعاء 08/مايو/2024

الماشية بالأغوار: أحكام صهيونية بالاعتقال والغرامات والإعدام

الماشية بالأغوار: أحكام صهيونية بالاعتقال والغرامات والإعدام

أن يتعرض الإنسان للاعتقال فهذا ما اعتدنا عليه، لكن أن تتعرض الأغنام والماشية للاعتقال فهذا ما أفضت إليه أحكام الاحتلال في الأغوار شرقي الضفة الغربية المحتلة؛ لينال الماشية ما ينال الإنسان من تداعيات البطش الصهيوني، اعتقال أو إعدام وغرامة وإفراج بكفالة.

وفي الأغوار التي  تضم 25% من مجمل الماشية في الضفة الغربية وتُعد المصدر الرئيس للحوم الحمراء فإن هذا القطاع يتناقص بفعل تلك ممارسات الاحتلال، فمن أصل 37 ألف رأس ماشية في خربة طانا على سبيل المثال لم يبق سوى ثلاثة آلاف.

ويقول الناشط في الأغوار الشمالية عماد الحروب، إن خمس مستوطنات زراعية وستة معسكرات صهيونية تستولي على حوالي 70% من أراضي المواطنين بالأغوار الشمالية و85% من مياهها، ما يجعل الثروة الحيوانية في الأغوار محاصرة في مراعيها وشربها.

وأشار الحروب في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إلى أن استهداف الماشية هو مفتاح ترحيل أصحابها من المنطقة لأن غالبية السكان يعتمدون على تربية الماشية والرعي في سفوح الأغوار.

سياسة قديمة جديدة
ويستعرض رئيس مجلس قروي المالح والأغوار الشمالية عارف دراغمة سلسلة انتهاكات أدت لضرب الماشية في الأغوار وأهمها دفع الغرامات الباهظة.

وأضاف في حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” “تقوم سياسة الاحتلال على احتجاز الأغنام بذريعة أنها ترعى في أراض قريبة من المستوطنات أو المعسكرات أو مناطق تصنف عسكرية، وتنقل إلى داخل معسكرات الاحتلال ويستدعى صاحبها ويتم إجباره على دفع غرامة عن كل رأس ماشية أو يتم مصادرتها”.

وأكد أن سياسة مصادرة ماشية المواطنين واعتقال الرعاة من أجل دفع غرامات، سياسة قديمة تعود للعام 1975، وشهدت فترة اشتداد لغاية 1985. ففي سبعينات القرن الماضي كانت غرامة الدابة الواحدة تكلف دينارا واحدا، أما اليوم فتصل غرامتها لـ 200 دينار تقريبا.

المستهدف وجودنا
ويستذكر المواطن حسن بني عودة حين صادرت قوات الاحتلال قطيعه من الماشية ونقلته إلى معسكر تياسير، ودفع ما يعادل أربعة آلاف دولار للإفراج عنه.

وفي حديثه لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أوضح بني عودة، أن الغرامات تختلف من فترة لأخرى، “فقبل نحو عشر سنوات كنا ندفع سبعة دنانير على الرأس “كفالة إفراج” في حال نقل القطيع لأحد المعسكرات أو المستوطنات، ولكن اليوم المبالغ أعلى من ذلك بكثير”.

وأردف “رعي الأغنام هو عملنا ومصدر رزقنا، واستهداف ماشيتنا يعني قطع مصدر أرزاقنا وتهجيرنا من المنطقة”، مؤكدا في ذات الوقت أن إجراءات الاحتلال أضرت بأعداد الماشية في الأغوار بشكل كبير.

واستعرض بني عودة أخطارا أخرى تتعرض لها الماشية عدا الاحتجاز، وهي الموت بسبب الألغام التي تنفجر بين الفترة الأخرى سواء بالماشية أو برعاتها، وكذلك بسبب تسميم المراعي من قبل المستوطنين مما يتسبب بنفوق أعداد كبيرة من الماشية.

وكان الخبير البيئي د. عقل أبو قرع، دعا في دراسة له إلى تحليل المواد التي يستخدمها المستوطنون في الأغوار والتي تتسبب في نفوق الماشية، محذرًا من خطورتها ليس فقط على الحيوان بل على الإنسان. وأكد ضرورة توثيق ذلك لملاحقة الاحتلال قانونيا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات