الأربعاء 08/مايو/2024

القيق .. جسد نحيل يتحدى جبروت السجان

القيق .. جسد نحيل يتحدى جبروت السجان

بالرغم من نحول جسده وضعف صوته، سجل الصحفي محمد القيق، تحديًا جديدا للسجان الصهيوني؛ برفضه قرار المحكمة العليا الصهيوني، تعليق اعتقاله الإداري وإبقاءه قيد الاحتجاز في مستشفى العفولة، مصرًّا على خوض معركة الأمعاء الخاوية حتى النهاية.. الحرية أو الشهادة.

وبدت كلمات القيق المتقطعة والخافتة أقوى من الرياح العاصفة وهي تعلن التحدي “لن أتوقف عن الإضراب حتى أنال الحرية”، مبديًا ثقته بالانتصار على الظلم، ليقدم نموذجا للأسير الأسطورة الذي كان ولا يزال فارس الموقف الذي لا تنطلي عليه مؤامرات الاحتلال؛ إذ عدّ قرار المحكمة العليا الصهيونية نوعا من الالتفاف والمؤامرة على قضيته ولذلك رفض فكّ الإضراب.

معركة شرف
وكما عزيمة محمد التي لا تلين، يبدو موقف عائلته التي تخوض معركة استثنائية لتحشيد التضامن مع البطل الأسير؛ فرغم مطالبتها طوال الفترة الماضية بزيارته، إلا أنها رفضت زيارته في مستشفى العفولة بعد قرار المحكمة، متمسكة بزيارته في المستشفيات الفلسطينية فقط.

ويؤكد والد الأسير محمد القيق الشيخ (أبو اسلام) في حديث خاص لمراسلنا “عرض علينا الذهاب لزيارة محمد أنا وزوجته وأطفاله، إلا أننا رفضنا رغم حاجتنا لهذه الزيارة وتلوّعنا لرؤية محمد؛ وسبب رفضنا أننا نشعر أن هناك مؤامرة على إضراب محمد وصموده من نيابة الاحتلال وما يسمى بالمحكمة العليا”.

 وأضاف “نحن نذهب إلى زيارته فقط عند الإفراج عنه ونقله إلى المستشفيات الفلسطينية.. أودعنا محمد إلى الله، وهو بطل وصابر ومحتسب، وسينتصر على سجانيه بإذن الله”.

وحول رؤية نجله، لأول مرة بعد 73 يوما من الإضراب وما بدا عليه من تدهور حالته الصحية؛ قال أبو إسلام القيق: “لا شك أننا نتألم على الحالة التي وصل إليها محمد جراء ظلم الاحتلال، إلا أننا ندرك أن محمد على حق، وخاض معركته بصدق وشرف، وسيكون لها تأثيرها الإيجابي على مستقبل الأسرى”.

مؤامرة كسر الصمود
بدورها، عدّت فيحاء شلش زوجة الأسير المضرب عن الطعام محمد القيق أن سلطات الاحتلال ممثلة بالنيابة العامة تسعى للتآمر على صمود محمد الأسطوري، كي تنتزع منه فك الإضراب عن الطعام تحت حجة تعليق حكم الإداري. وأضافت أن الهدف من ذلك أن يعود محمد لتناول الطعام والشراب، وبعدها تعيد له حكما إداريًّا جديدًا.

وأضافت شلش في حديث خاص لمراسلنا: نحن نستغرب!! لا يوجد في المحاكم العسكرية الصهيونية شيء اسمه تعليق الحكم؛ فالأسير الفلسطيني إما أن يكون محكوما بقضية، أو موقوفا على قضية، أو محكوما إداريا.. فلا يوجد شيء اسمه تعليق.. ولذلك أدرك محمد منذ صدور القرار وأيقن أن ما يجري مؤامرة لكسر صموده، مؤكدة أنه سيستمر في إضرابه حتى الإفراج عنه.

معركة ناجحة
وعدّ النائب في المجلس التشريعي نزار رمضان أن معركة الأسير محمد القيق مع سلطات الاحتلال كانت ناجحة بامتياز، وذلك على صعيدين؛ مبينا أن الأمر الأول يتعلق بالصمود الأسطوري له حيث استمر في إضرابه عن الطعام 73 يوما، ولا يزال دون تناول المدعمات، وهذا ما جعل النيابة ومصلحة السجون ووزارة الصحة الصهيونية في حرج وقلق.

وأشار إلى أن تجارب الاحتلال الماضية سواء في الإضرابات الجماعية أم الفردية بأن المضرب يتناول المدعمات في اليوم العشرين، وبذلك لا يصبح في دائرة الخطر، لكن القيق رفض المدعمات، ولم يتناول إلا الماء فقط حتى بدون ملح!، وهذا إضراب غير مسبوق!!

وأضاف النائب رمضان في حديث خاص لمراسلنا، أن الأسير القيق “كان متوازنا ويصدر تصريحاته المؤثرة بالقطارة، والتي كانت تشير إلى قوة شكيمته وصموده وصبره وعدم مبالاته بالموت، لا بل عدم قبوله لأي نوع من المساومة.. الأمر الذي جعل النيابة العامة والشاباك يدركون أن القيق ذاهب إلى الموت دون مبالاة”.

وأوضح أن الأمر الثاني يتمثل في التوظيف الإعلامي الناجح من عائلته التي حركت الشارع الفلسطيني والعربي والدولي عبر نشاطات فردية ومبرمجة للفعاليات بعيدة عن التوظيف الحزبي، مشددًا على أن ذلك جعل الجميع من كل الأطياف يلتفون حول قضية القيق.

وأشار النائب رمضان إلى أن زوجة القيق الإعلامية فيحاء شلش لعبت دورا مهمًّا ورئيسا في توظيف هذه المعركة؛ وذلك من خلال خطابها المتوازن المجمّع، والذي أثر بدوره على الرأي العام، ونجح في زيادة حركة التضامن.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات