الأربعاء 08/مايو/2024

قباطية .. تاريخ مقاومة كسر حاجز الصمت

قباطية .. تاريخ مقاومة كسر حاجز الصمت

مع صدور قرار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بفرض طوق عسكري على قباطية جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية، يعود للأذهان تاريخ هذه البلدة، التي تصدرت المقاومة طيلة فترات الصراع منذ الانتداب البريطاني وحتى الآن.

ولم يكن الفدائيون الثلاثة الذين نفذوا عملية باب العمود بالقدس، في تطور نوعي عن أشكال العمليات التي نفذت منذ اندلاع الانتفاضة الحالية، سوى امتداد لحالة ثورية ونفس مقاوم امتازت به قباطية ذات العشرين ألف نسمة  بشتى المجالات.

الأوائل
وما يزال أهل قباطية يفتخرون بأنهم كانوا الأوائل في مفاصل تاريخية في حقب المقاومة المختلفة؛ فمن قباطية خرج أول من قتل حاكما عسكريا بريطانيا من رجالات ثورة القسام.

وفي قباطية قتل أول عميل للاحتلال في الانتفاضة الأولى، ومنها كانت أولى العمليات الاستشهادية للمهندس يحيى عياش التي زلزلت الاحتلال ردا على مجزرة الحرم الإبراهيمي، وفيها  تأسست أولى خلايا الفهد الأسود التابعة لفتح في الانتفاضة الأولى، وفيها تأسست أولى خلايا كتائب القسام في الضفة، وارتقى أول شهيد للكتائب عبد القادر كميل… وفيها… وفيها.

من رجالات القسام
ويفتخر أهالي قباطية بدورهم في ثورة عز الدين القسام في ثلاثينيات القرن الماضي، سيما المجاهد محمد أبو جعب، الذي قتل حاكم اللواء الشمالي في الجيش البريطاني “أندروز” وذلك عام 1937، وأعدم بعد ذلك، وهدمت غالبية منازل قباطية إثرها. 

كما أن أول اغتيال لمحتل في فلسطين نفذه المجاهد محمد عبد الغني أبو طبيخ سباعنة؛ حين قتل المستشار القضائي لحكومة الانتداب في فلسطين “نورمان بنتويش”،  وكذاك أقدم المجاهد أحمد أبو الرب من قباطية وأحد جنود الشيخ القسّام، على اغتيال الحاكم العسكري لمدينة جنين “حوفت” عام 1938 .

ومن المواقف المأثورة لأهالي قباطية قتلهم بشكل جماعي لأول عميل في الانتفاضة الأولى، حين لاحقه أهالي البلدة بشكل جماعي وشنقوه على عمود كهرباء وسط البلدة.

الفهد الأسود والقسام

وقد عُدّت قباطية مطلع الانتفاضة الأولى مركز مجموعات الفهد الأسود التابعة لفتح والتي انطلقت من ثنايا جبالها، وكذلك مركز تأسيس وانطلاق كتائب القسام في الضفة على يد الشهيد القسامي عبد القادر كميل، وكان للمهندس يحيى عياش بصماته الأولى في قباطية حيث انطلقت منها أول عملية استشهادية نوعية في فلسطين، حين نفذ الاستشهادي رائد زكارنة عمليته الشهيرة في قلب مدينة العفولة كرد أول على مجزرة الحرم الإبراهيمي عام 1994، وقتل تسعة وحرج أربعين.
 
وخرج من قباطية أكثر من عشرين شهيدا لكتائب القسام وأعداد كبيرة من شهداء الأقصى وسرايا القدس.

وعلى الرغم من الهدوء النسبي لمحافظة جنين في انتفاضة القدس بحكم عدم وجود نقاط تماس مباشر مع الاحتلال وخلوها نسبيا من المستوطنات، إلا أن قباطية كسرت حاجز الصمت بتسعة شهداء قدمتهم في الشهور الثلاثة الأخيرة، جميعهم استشهدوا في محاولات طعن أو قتل جنود صهاينة، وكان آخرَهم الفدائيون الثلاثة الذين نفذوا عمليتهم في ذكرى أربعين دفن جثمان صديقهم الشهيد أحمد أبو الرب، الذي أعدم على معبر الجلمة شمال جنين.
 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات