عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

كابوس الخليل وغزة

إياد القرا

قناص الخليل هو الرواية التي تختصر حقيقة انتفاضة القدس التي يعيشها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. حالة من الهوس والاضطراب والفشل الأمني والاستخباراتي حولت حياة المستوطنين إلى كابوس في مدينة الخليل.

الحديث ليس مبالغة وخاصة أننا نتحدث عن مقاتل قام بعمليات قنص قبل ما يزيد عن عام، وقبل انطلاق انتفاضة القدس ونشط خلالها، والحديث عن فشل الجيش في الوصول إليه ليس سراً بل يعلن الجنود والمستوطنون أنهم لا ينامون الليل وهم ينتظرون قدرهم، وهي رصاصة واحدة قاتلة من القناص.

ما زالت الخليل تحافظ على تصدرها لانتفاضة القدس والتي شهدت عملية قتل لإحدى المستوطنات في المدينة، وكذلك من خلال تصدرها لعدد العمليات التي قام بها أبناؤها وكذلك عدد الشهداء الذي يتجاوز 40% من مجمل شهداء انتفاضة القدس، لذلك فإن قناص الخليل هو العنوان في المرحلة الحالية، ويسعى الاحتلال بكل السبل للوصول إليه، ولا يتوقع أن ينجح بذلك خلال الفترة القادمة لأسباب كثيرة تتقدمها الحماية التي قد توفرت له جماهيرياً من خلال القدرة على الاختفاء أو التشجيع الجماهيري الواسع، وهو ذات التشجيع والحماية التي تلقاهما الشهيد نشأت ملحم في بلدته عرعرة.

قناص الخليل هو العنوان في المرحلة الحالية، ويسعى الاحتلال بكل السبلللوصول إليه، ولا يتوقع أن ينجح بذلك خلال الفترة القادمة لأسباب كثيرةتتقدمها الحماية التي قد توفرت له جماهيرياً من خلال القدرة على الاختفاءأو التشجيع الجماهيري الواسع

لكن ما الرابط بين كابوس الخليل وكابوس قطاع غزة، الإجابة بوسم المقاومة الفلسطينية التي شهدت تطوراً كبيراً لا يعرف تفاصيله بدقة إلا المعنيون بالأمر، لكن اللافت في الأمر هو الاهتمام الذي يبديه الاحتلال تجاه غزة، وضخ كم هائل من المعلومات عن قدرات حركة حماس في مجالات عدة، وعلى وجه الخصوص الانفاق الهجومية والقدرة الصاروخية، فلا يكاد يمر يوم إلا ويصرح أحد قادة الاحتلال عن قدرات المقاومة وتحديداً حماس في قطاع غزة.

التصريحات المتتالية على لسان قادة في جيش الاحتلال قد تكون حقيقية وفق معلومات تصلهم ويمتلكونها لكن بثها بهذا الشكل يدعو للريبة والخشية، مما يبيت له الاحتلال خلال الفترة القادمة بهدف حرف الأنظار عن ما يحدث في الضفة الغربية واللجوء لما تم التحذير منه باستمرار، أن يجد الاحتلال في غزة الخاصرة الضعيفة المحاصرة والمعزولة إقليمياً وتتعرض لحملة تشويه تشارك بها بعض الأطراف الداخلية، مما يغري الاحتلال بالهروب نحو غزة للخروج من ورطته هناك.

 

المقاومة تعيد تأهيل ذاتها وبقوة ومتحدية للحصار، وتنمو وسط حاضنة شعبية واسعة

تمثل غزة كابوسًا دائمًا للاحتلال سواء قبل الانتفاضة أو بعدها، فهو يعي أن المقاومة تعيد تأهيل ذاتها وبقوة ومتحدية للحصار، وتنمو وسط حاضنة شعبية واسعة، وفي نفس الوقت يرى فيها الاحتلال بوابة نحو الهروب، لكن في الواقع نحو بوابة المجهول، فهو بين رغبة إخماد الانتفاضة بحرف الأنظار عن الضفة الغربية نحو غزة، ومحاسبة غزة على دورها في الانتفاضة وما تقدمه من دعم جماهيري وإعلامي وسياسي وغيره من أوجه الدعم التي تترك تأثيرًا كبيرًا لدى الجمهور في الضفة الغربية.

المأزق الذي يعيشه الاحتلال في غزة لا يقل عن كابوس الخليل كنموذج للضفة الغربية، ومتوقع تصاعده خلال الفترة القادمة مع دخول الانتفاضة المائة يوم الثانية وشهرها الرابع، فلا هو قادر على مواجهة الانتفاضة في الخليل ولا هو قادر على الذهاب نحو بوابة المجهول في غزة.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات