كابوس الخليل وغزة
قناص الخليل هو الرواية التي تختصر حقيقة انتفاضة القدس التي يعيشها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية. حالة من الهوس والاضطراب والفشل الأمني والاستخباراتي حولت حياة المستوطنين إلى كابوس في مدينة الخليل.
الحديث ليس مبالغة وخاصة أننا نتحدث عن مقاتل قام بعمليات قنص قبل ما يزيد عن عام، وقبل انطلاق انتفاضة القدس ونشط خلالها، والحديث عن فشل الجيش في الوصول إليه ليس سراً بل يعلن الجنود والمستوطنون أنهم لا ينامون الليل وهم ينتظرون قدرهم، وهي رصاصة واحدة قاتلة من القناص.
ما زالت الخليل تحافظ على تصدرها لانتفاضة القدس والتي شهدت عملية قتل لإحدى المستوطنات في المدينة، وكذلك من خلال تصدرها لعدد العمليات التي قام بها أبناؤها وكذلك عدد الشهداء الذي يتجاوز 40% من مجمل شهداء انتفاضة القدس، لذلك فإن قناص الخليل هو العنوان في المرحلة الحالية، ويسعى الاحتلال بكل السبل للوصول إليه، ولا يتوقع أن ينجح بذلك خلال الفترة القادمة لأسباب كثيرة تتقدمها الحماية التي قد توفرت له جماهيرياً من خلال القدرة على الاختفاء أو التشجيع الجماهيري الواسع، وهو ذات التشجيع والحماية التي تلقاهما الشهيد نشأت ملحم في بلدته عرعرة.
لكن ما الرابط بين كابوس الخليل وكابوس قطاع غزة، الإجابة بوسم المقاومة الفلسطينية التي شهدت تطوراً كبيراً لا يعرف تفاصيله بدقة إلا المعنيون بالأمر، لكن اللافت في الأمر هو الاهتمام الذي يبديه الاحتلال تجاه غزة، وضخ كم هائل من المعلومات عن قدرات حركة حماس في مجالات عدة، وعلى وجه الخصوص الانفاق الهجومية والقدرة الصاروخية، فلا يكاد يمر يوم إلا ويصرح أحد قادة الاحتلال عن قدرات المقاومة وتحديداً حماس في قطاع غزة.
التصريحات المتتالية على لسان قادة في جيش الاحتلال قد تكون حقيقية وفق معلومات تصلهم ويمتلكونها لكن بثها بهذا الشكل يدعو للريبة والخشية، مما يبيت له الاحتلال خلال الفترة القادمة بهدف حرف الأنظار عن ما يحدث في الضفة الغربية واللجوء لما تم التحذير منه باستمرار، أن يجد الاحتلال في غزة الخاصرة الضعيفة المحاصرة والمعزولة إقليمياً وتتعرض لحملة تشويه تشارك بها بعض الأطراف الداخلية، مما يغري الاحتلال بالهروب نحو غزة للخروج من ورطته هناك.
تمثل غزة كابوسًا دائمًا للاحتلال سواء قبل الانتفاضة أو بعدها، فهو يعي أن المقاومة تعيد تأهيل ذاتها وبقوة ومتحدية للحصار، وتنمو وسط حاضنة شعبية واسعة، وفي نفس الوقت يرى فيها الاحتلال بوابة نحو الهروب، لكن في الواقع نحو بوابة المجهول، فهو بين رغبة إخماد الانتفاضة بحرف الأنظار عن الضفة الغربية نحو غزة، ومحاسبة غزة على دورها في الانتفاضة وما تقدمه من دعم جماهيري وإعلامي وسياسي وغيره من أوجه الدعم التي تترك تأثيرًا كبيرًا لدى الجمهور في الضفة الغربية.
المأزق الذي يعيشه الاحتلال في غزة لا يقل عن كابوس الخليل كنموذج للضفة الغربية، ومتوقع تصاعده خلال الفترة القادمة مع دخول الانتفاضة المائة يوم الثانية وشهرها الرابع، فلا هو قادر على مواجهة الانتفاضة في الخليل ولا هو قادر على الذهاب نحو بوابة المجهول في غزة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
حركة حماس تنعى الدَّاعية والمفكر عصام العطَّار
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام نعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الجمعة المراقب العام الأسبق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا. وقالت الحركة في...
وفاة مراقب الإخوان المسلمين السابق بسوريا عصام العطار
برلين – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن فجر اليوم الجمعة عن وفاة عصام العطار الداعية والمفكر الإسلامي والمراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في...
الجنائية الدولية تحذر من محاولات تقويض استقلاليتها
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام دعت المحكمة الجنائية الدولية، الجمعة، إلى وقف محاولات تقويض استقلاليتها أو إعاقة مسؤوليها أو تخويفهم أو التأثير...
الإعلام الحكومي يكشف إحصائية جديدة لمجازر الاحتلال منذ بدء العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الجمعة، إن قوات الاحتلال الإسرائيلي، ارتكبت حتى اليوم 3070 مجزرة ضد...
دروع بشرية واحتجاز رهائن.. هكذا يداري الاحتلال جُبنه وخسّته بجرائمه
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام منذ دخول قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة، يظهر بين الحين والآخر ما يؤكد حالة الهلع والجبن لديها من المواجهة...
جامعة روتجرز الأمريكية توافق على معظم شروط الطلبة مقابل فض اعتصامهم
نيويورك - وكالات وافقت جامعة روتجرز في ولاية نيوجيرسي الأمريكية على عدد من مطالب المتظاهرين الذين أقاموا اعتصامًا في قلب الجامعة. واختارت الجامعة...
خطيب الأقصى يحذر من عواقب اعتداءات المستوطنين ويدعو لحمايته والدفاع عنه
القدس المحتلة- المركز الفلسطيني للإعلامدعا خطيب المسجد الأقصى الشيخ محمد حسين، اليوم الجمعة، إلى حماية المسجد المبارك والدفاع عنه أمام مخططات...