الخميس 09/مايو/2024

المواطن أبو شملة.. قسوة العيش بتماس المستوطنات

المواطن أبو شملة.. قسوة العيش بتماس المستوطنات

طرق عنيف للأبواب بعد منتصف الليل، وأصوات صراخ عاتية، وطرد من المنزل أو حشر في إحدى زواياه.. تلك أجزاء من مذكرات الحياة اليومية للمواطن يحيى أبو شملة من بلدة يعبد جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية.
 
فعلى المنطقة الفاصلة بين منازل بلدة يعبد جنوب جنين شمال الضفة الغربية ومشارف مستوطنة مابو دوتان المقامة على أراضي البلدة، يقع منزل أبو شملة لتصيبه “قسوة الجغرافيا” التي حولت حياته إلى كابوس.
 
المنازل نقاط مراقبة

ويقول المواطن أبو شملة لـ”المركز الفلسطيني للإعلام“: “حولت قوات الاحتلال منزلي لنقطة مراقبة عسكرية؛ ويتعاملون معه وكأنه معسكر لقوات الاحتلال يراقبون من حركة المواطنين دون أي اعتبار لحرمة المنزل”.
 
وتابع: “في ساعات الليل المتأخر يقتحمون المنزل فيما أطفالي نيام مما يثير الذعر بينهم ويتعاملون بخشونة وصلف ويصعدون ويخرجون”.
 
ويؤكد أبو شملة أن حياته تحولت إلى كابوس بفعل إجراءات الاحتلال، وكل ذنبه وأسرته أن منزله يقع في منطقة قريبة من مستوطنة مابو دوتان.
  
ويستذكر أبو شملة حين اضطر أطفاله للاستيقاظ قبل أيام بعد منتصف الليل، عقب اقتحام المنزل، واعتلاء سطحه، وأثناء خروجهم من الغرفة وقعت ابنته الصغيرة على وجهها، وأصيبت بكدمات وسط صراخ جنود الاحتلال الذين أطلقوا النار داخل المنزل.
 
ولا يفكر أبو شملة بمغادرة منزله وأرضه، وكذلك أشقاؤه الذين يسكنون بجواره، مؤكدين أن كل إجراءات الاحتلال لن تجعلهم يفكرون بالعيش في مكان آخر.
 
ويؤكد سامر أبو بكر رئيس بلدية يعبد، أن يعبد تتعرض لإجراءات عقاب جماعي، وقد هددت قوات الاحتلال أهالي البلدة مؤخرا بسبب ما تدعيه عن إلقاء حجارة على مركبات المستوطنين على الشارع الرئيسي للبلدة.
 
وأكد أن مستوطنة مابو دوتان المقامة على أراضي البلدة، هي مصدر التوتر؛ حيث يعيش سكان الحي الجنوبي في البلدة والمقابل للمستوطنة في حالة توتر مستمر بسبب اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين المستمرة عليهم.
 
ونوه إلى أن قوات الاحتلال دأبت على اقتحام  منازل في الحي الجنوبي للبلدة، وتحويلها لثكنة عسكرية ونقطة مراقبة في أكثر من مرة في السنوات الأخيرة، وهو إجراء غريب فيه انتهاك لحرمة المنازل ويشعل التوتر ويحول حياة عائلات بأكملها إلى جحيم.
 
المنطقة الحرام

ويؤكد الناشط محمد أبو بكر أن ما يجري مع عائلة أبو شملة مشابه لحياة عديد أسر تقع منازلها في مناطق قريبة من المستوطنات.
 
ونوه إلى أن المستوطنين يعمدون مؤخرا إلى فرض أمر واقع بمنع الحركة والحياة في مدى المستوطنات؛ بحيث تتحول الأراضي بين البلدات الفلسطينية والمستوطنات إلى مناطق حرام لا يدخلها أصحابها، وأحيانا المرور منها ممنوع.
 
وشدد على أن كل ما يجري هو نوع من التهجير غير المباشر لأصحاب المنازل القريبة من المستوطنات من خلال تحويل حياتهم إلى جحيم.

 

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات