السبت 27/أبريل/2024

الخليل.. صمود أسطوري ومحتل يحاول تهويدها بالدم

الخليل.. صمود أسطوري ومحتل يحاول تهويدها بالدم

رغم التقسيم الذي خلفته اتفاقية الخليل عام 1997م، وفي ظل التواجد الاحتلالي العسكري والاستيطاني المكثف في قلب البلدة القديمة من المدينة، إلا أن مخطط التهديد والتهويد الذي استهدف المدينة باء بالفشل في ظل إصرار المواطنين الفلسطينيين على وحدة مدينتهم من خلال التواجد في البلدة القديمة والذهاب والإياب إليها والصلاة في المسجد الإبراهيمي.

صمود ورباط وثبات

وقد كان لوجود عدد من المؤسسات الفلسطينية في قلب البلدة القديمة المهددة بالتهويد الأثر في إنعاش الحركة والتواجد للمواطنين، كالمحكمة الشرعية ودائرة الأوقاف ولجنة إعمار الخليل وبعض المؤسسات الاجتماعية والشبابية.

 لكن هذا الصمود لم يرق لسلطات الاحتلال والمستوطنين، فكان لا بد من سياسية أمنية جديدة تمثلت في انتهاج تصعيد لغة الدم والقتل من المستوطنين، وهو ما ظهر جلياً في ظل انتفاضة القدس.

 فقد كثرت حوادث إطلاق النار على الشبان والفتيات وإعدامهم جهارا نهارا بدم بارد، كل ذلك من أجل خلق حالة رعب وترويع قلوب الفلسطينيين المقيمين داخل البلدة القديمة أو القادمين إليها للتسوق أو الصلاة في المسجد الإبراهيمي.

الإفراط في القتل سياسة

القيادي في الجبهة الشعبية عبد العليم دعنا، رأى، في حديث خاص لمراسلنا، أن سياسة الإفراط في القتل على أبواب البلدة القديمة، وإراقة دماء الفلسطينيين في شارع الشهداء وحي تل الرميدة وبالقرب من المسجد الإبراهيمي، يشير إلى سياسة جديدة نحو تهويد المدينة وطرد سكانها منها بلغة الدم والترويع.
  
وقال دعنا، إن أعداد الشهداء المرتفعة والمتصاعدة الذين ارتقوا في البلدة القديمة من شبان وشابات يؤكد أن سلطات الاحتلال تدفع نحو تفريغ المدينة من سكانها بالقوة والدم حتى تصبح لقمة سائغة للمستوطنين.

إغلاق المؤسسات

من جانبه عدّ الناشط الشبابي والحقوقي عيسى عمرو أن سلطات الاحتلال تتجه نحو توسيع المنطقة العسكرية في البلدة القديمة، والحد من حركة المواطنين الفلسطينيين والتواجد داخل حي تل الرميدة على وجه الخصوص إلا لمن يقيم في الحي فقط.

ورأى الناشط عمرو، في حديث لمراسلنا، أن إغلاق الاحتلال لمركز الصمود والتحدي ومركز شباب ضد الاستيطان في منطقة تل الرميدة سياسة يستهدف منع وصول المدافعين عن حقوق الإنسان والمناصرين لسكان البلدة القديمة من فلسطينيين وأجانب إلى البلدة القديمة.
 
وأضاف إن هذه القرارات العسكرية ستطلق العنان للمستوطنين للاعتداء على السكان والمواطنين في ظل غياب رجال الإعلام وحقوق الإنسان، مما يجعل هؤلاء الفلسطينيين بلا غطاء وتحت طائلة التهديد بالقتل.

التهويد بالدم

الحاج محمد عبد السلام التميمي، أبو أيوب (73 عاماً)، وهو أحد سكان تل الرميدة، أكد أن عمليات القتل وإطلاق النار على الشبان والفتيات تهدف إلى تخويف المواطنين الفلسطينيين، وعدم إقبالهم على البلدة القديمة خشية من الموت؛ حتى يسرح ويمرح المستوطنون في البلدة القديمة.

وقال الحاج التميمي لمراسلنا بلغته العامية: “أنا يا عمي إلي 50 سنة ساكن في المنطقة، والمستوطنون غير قادرين يركعونا.. وإحنا لو صار الدم للركب مش هندشّر (نترك) بيوتنا وأراضينا.. إحنا فاهمين ليش بطخوا كل اليوم على الشباب وبقتلوهم.. حتى يزرعوا الخوف في قلوبنا.. فشروا يا عمي.. إحنا جاهزين للموت في سبيل الله والوطن.. يبلطوا البحر”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات