ماذا يفعل الديناصور في سجن النقب؟
كثيرة هي قصص البطولة في سجون الاحتلال، والتي يغيب جزء كبير منها عن الإعلام الفلسطيني؛ ومن هذه القصص؛ حكاية أحد الأسرى الأبطال، والتي سردها بشكل بطولي وسريع الأسير باجس يونس عمرو من داخل سجن النقب الصحراوي.
يقول: “هل رأيت ديناصوراً من قبل؟ هل خطر في بالك أن يكون هنالك ديناصور في القرن الواحد والعشرين؟”.
يبدأ المرء حين يسمع هذا الاسم “الديناصور” بتخيل المخلوق الضخم بالحجم اللانهائي، القوي المفترس وفي نفس الوقت المُنقرض، فلا يتخيل إنسان أن يكون قد بقي هنالك ديناصورات في هذا العصر ولكن! قد يُطلق هذا الاسم على إنسان ما إذا شابه الديناصورات في صفاته أو بعضها على الأقل، وهذا بالضبط ما حدث مع بطل هذه القصة فبطلها يُلقب بالديناصور.
فارس القصة
فارس قصتنا هو الأسير (عماد عبد الرحيم) ابن الخمسين عاماً من مدينة سلفيت، والمُلقب بالديناصور والذي لا يكاد أحد من الأسرى يعرف اسمه الحقيقي.
وُلد الأسير عماد عبد الرحيم في العام 1966م في مدينة سلفيت التي ترعرع وأتم تعليمه فيها، انخرط الأسير عماد في العمل الوطني ومقاومة الاحتلال في مرحلة مُبكرة من عُمره كما هو حال مُعظم المقاومين، اعتقل أسيرنا للمرة الأولى في العام 1988م، وأفرج عنه بعد أن قضى عاماً في السجن، ليُعاد اعتقاله في العام 1992م، حيث كان يُحاول إيصال سيارة مُفخخة إلى الداخل الفلسطيني كانت من إعداد المهندس يحيى عياش، وأحيل بعدها إلى التحقيق ليتعرض لمحاكمات عديدة، وبعد انتهائه من التحقيق حكمت عليه المحكمة “الإسرائيلية “بالسجن لمدة ثلاثين عاماً أمضى في السجن منها تسعة عشر عاماً مر خلالها بجميع السجون “الإسرائيلية” والتقى بمعظم إخوانه الأسرى من كوادر وقادة العمل الوطني والإسلامي من جميع الفصائل.
عُرف الأسير عماد عبد الرحيم بقوة عزيمته ومُناهضته للمحتل خارج السجن وداخله، فقد كان أحد أبطال محاولة الهرب التي كانت في سجن شطة حيث عُرف عنه صلابة إرادته وتصميمه، وكان أيضاً ودوداً يُحبه جميع الأسرى.
حرية فعودة إلى الأسر
فبهذه الصفات السابقة الذكر حصل على لقب (الديناصور)، وأراد الاحتلال أن ينقرض هذا الديناصور ويُخفي ذكره بعد أن زُج به في السجن لفترة طويلة استمرت تسعة عشر عاماً، ولكن شاءت إرادة الله أن يُفرج عن هذا الأسير البطل خلال صفقة تبادل وفاء الأحرار (شاليط) في العام 2011م ليعود إلى ربوع الوطن حُراً رغم أنف المحتل.
تزوج الأسير عماد بعد خروجه من السجن وأنجب طفلةً سماها (أمينة) على اسم والدته التي تُوفيت وهو في غياهب السجون، ثم أعاد المُحتل اعتقاله في العام 2014م بعد عملية خطف المستوطنين الثلاثة في الخليل وبقي في السجن حتى اليوم حيث أعادت المحكمة “الإسرائيلية” للأسير ما تبقى من حكمه السابق والبالغ أحد عشر عاما.
أُعيد الديناصور إلى السجن ظُلماً وعدوانا بعد أن خرقت “إسرائيل” اتفاقية صفقة التبادل، ولكن ثقته بالله أولاً وبالمقاومين من أبناء شعبه ثانياً لتجعله دائماً يرى اليوم الذي يُعانق فيه ابنته (أمينة) قريباً جداً.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
الاحتلال يشن حملة دهم وستولي على مركبتين في الضفة
الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام شنت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر السبت- حملة دهم في أرجاء متفرقة من الضفة الغربية، واقتحمت العديد من...
حماس تستلم رد الاحتلال على موقفها بشأن وقف الحرب
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام أعلن نائب رئيس حركة حماس في قطاع غزة ورئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية بالحركة خليل الحية، أن الحركة تسلمت...
شهيدان باشتباك مع الاحتلال غربي جنين
جنين - المركز الفلسطيني للإعلام استشهد شابان وأصيب آخران، فجر اليوم السبت، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، قرب حاجز "سالم" العسكري غربي مدينة جنين،...
لازاريني: وفاة طفلين بسبب موجة الحر غير العادية في قطاع غزة
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام كشف المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، عن وجود تقارير تفيد بوفاة...
الدفاع المدني: انتهاء البحث وانتشال الشهداء في مجمع ناصر الطبي
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلن الدفاع المدني الفلسطيني في قطاع غزة، اليوم الجمعة، انتهاء أعمال البحث وانتشال الشهداء من المقابر الجماعية في...
حماس تحذر من خطورة التصعيد الصهيوني في المسجد الأقصى
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة حماس، اليوم الجمعة، أن الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال الصهيوني على المصلين في المسجد الأقصى المبارك،...
الأورومتوسطي: الصيف القائظ يفاقم معاناة النازحين بغزة في ظل استمرار العدوان
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن معاناة النازحين الفلسطينيين بفعل الهجوم العسكري الإسرائيلي المستمر...