الخميس 09/مايو/2024

معبر رفح.. إغلاق يشتت العائلات ويهدد المستقبل

معبر رفح.. إغلاق يشتت العائلات ويهدد المستقبل

بنظرات تحمل الخوف والكثير من القلق، ينظر المواطن الغزي محمد كامل للتقويم، ويراقب الأيام التي تمر سريعة كالبرق، وتكاد تقترب من تاريخ (23-11)، وهو يوم انتهاء مدة اقامته في دولة الإمارات.

الأمر هذا جعله يتابع الأخبار بتفاصيلها الدقيقة لعله يسمع خبراً يطفئ نار معاناة قلبه بفتح معبر رفح، خاصة أنه يدرك أن استمرار إغلاقه يعني انتهاء اقامته، وبالتالي فقدانه لعمله الذي تعب كثيراً للحصول عليه.

قصة معاناة محمد ليست سوى واحدة من قصص المعاناة والألم التي يعايشها الغزيون في القطاع المحاصر، فمئات الغزيين سيفقدون إقاماتهم قريباً جراء تواصل إغلاق معبر رفح، والأصعب من ذلك هو تشتت العائلات جراء انتهاء مدة الإقامة، وفقدان الطالب مقعده الدراسي في الجامعة، ما يهدد مستقبله المهدد أصلاً بفعل ممارسات الاحتلال.

رؤية الوطن والأهل


الشوق الذي كان يحمله محمد كامل لعائلته ووطنه كان الدافع الأكبر، لأخذه إجازة من عمله في الإمارات وزيارة قطاع غزة.

يقول محمد بنبرة حزينة، لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام“، إنه علم بفتح معبر رفح، فحجز على أسرع طائرة متوجهة للعاصمة المصرية القاهرة؛ حتى يسافر إلى قطاع غزة لرؤية زوجته وأبنائه، بعد فترة طويلة من البعد والغياب.

وبعد وصوله إلى القاهرة فوجئ محمد بإغلاق المعبر، لكنه لم يستطع العودة بسبب شوقه الكبير لوطنه وعائلته، فانتظر قرابة شهر حتى تم فتح معبر رفح للعالقين، ودخل إلى قطاع غزة.

ووفق محمد فإنه لم يدر في خلده أن تطول إجازته عن شهرين، لكن المفاجأة كانت أن المعبر لم يفتح منذ فترة طويلة تجاوزت بكثير مدة الإجازة التي كان قد خطط لها، وفق تعبيره.

والأصعب بالنسبة لمحمد أن إقامته سوف تنتهي خلال أيام فقط ، وفي حال انتهائها لا يمكن له العودة إلى الإمارات، ما يعني خسارته لعمله الذي من خلاله تعتاش عائلته.

وذكر، أنه على تواصل مع إدارة عمله بالإمارات وفي كل مرة يخبرهم أن المعبر قد يفتح الأسبوع القادم ويأتي الأسبوع القادم دون جدوى ويتكرر معه الأمر في كل الاتصال نفس الكلام.

وقال:” ليس باليد حيلة فليس لدي ما يمكن فعله وليس لدي أمر أعمله إلا الانتظار رغم أن كل يوم يمضي يزيدني قلقاً، لأن الإقامة سوف تنتهي خلال أيام فقط”.

ويوضح محمد أنه ليس الوحيدي الذي يعاني من إغلاق معبر رفح، مؤكداً أن هناك حالات إنسانية أصعب بكثير، مستدلاً على ذلك بحالة مواطنة انتهت إقامتها جراء زيارة عائلتها في غزة، فيما لا زال  زوجها في الإمارات، ما يعني تشتت العائلة وصعوبة لم شملها من جديد.

إقامة ودراسة


أما الطالبة شيرين طبش فلم يختلف حالها، فهي تحمل ذات القلق والخوف، وإن كان بدرجة أكبر خاصة أن أضلع مثلث الخطر بالنسبة لها يتمثل في  إغلاق المعبر وانتهاء الإقامة وضياع السنة الدراسية في كلية الطب.

وقالت بصوت ألم معاناتها، لمراسلة “المركز الفلسطيني للإعلام“، إنها لا تعلم ماذا تفعل فالوضع لديها صعب فالإقامة أيام وتنتهي والامتحانات أيام وستهل والمعبر لازال مغلقاً.

وذكرت، أنها تدرس في كلية الطب بجامعة القاهرة وأنها لم تستطع زيارة أهلها بغزة في الإجازات السابقة جراء إغلاق معبر رفح الأمر الذي جعلها تتشجع مع عدد كبير من زميلاتها في نفس الكلية بالقدوم لغزة لزيارة الأهل.

ولفتت، إلى أن الزيارة كانت مقررة لفترة قصيرة فقط والعودة مجدداً للقاهرة من أجل بداية السنة الدراسية الجديدة.

وقالت:” الأمر يشاركني به عدد كبير من الطلبة.. فلا أعلم ماذا يمكن أن أفعل فأنا بين نيران إغلاق المعبر وانتهاء الإقامة وضياع السنة الدراسية وبالتالي ضياع الرسوم الجامعية المكلفة”.

حاجات إنسانية وملحة


من جهته؛ قال وكيل وزارة الداخلية والأمن الوطني الدكتور كامل أبو ماضي، إن عدد المسجلين للسفر في قطاع غزة المُحاصر يزيد عن 25 ألف مواطن من الحالات الإنسانية والحاجات المُلحة.

ولفت في بيان صحفي، حصلت “مراسلتنا” على نسخة منه، إلى أن المعبر لم يتم فتحه منذ أكثر من  تسعين يوماً، في حين تم إغلاقه منذ بداية العام الجاري لأكثر من( 300) يوماً ولم يُفتح سوى( 19) يوماً استثنائياً على فترات متفرقة ومتباعدة.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

هل أوقفت واشنطن تزويد إسرائيل بالأسلحة؟

غزة - المركز الفلسطيني للإعلام بتصريح علني لافت، خرج الرئيس الأمريكي جو بايدن الراعي الأول لحرب الاحتلال الدامية على قطاع غزة، يعلن فيه أن بلاده لن...