عاجل

الخميس 09/مايو/2024

كفيف عبَرَ بيت حانون ليرى النور فوقع في ظلمات السجون

كفيف عبَرَ بيت حانون ليرى النور فوقع في ظلمات السجون

كانت أمنية المواطن أحمد عبد ربه، كفيف البصر، اجتياز معبر بيت حانون “إيرز”، شمال قطاع غزة للوصول إلى مشفى بالضفة الغربية لزراعة قرنية لإحدى عينيه كي يبصر بها، دون أن يعرف أنه سيُعتقل من قوات الاحتلال التي تسيطر على المعبر، لتضيف لظلمة عينيه، ظلامَ السجون.

عبد ربه واحد من عشرات المسافرين الذين تصطادهم قوات الاحتلال أثناء اجتيازهم معبر بيت حانون على الرغم من حصولهم على التصاريح اللازمة لذلك، وتبتزهم، محوّلةً هذا المنفذ الوحيد لسكان القطاع إلى “مصيدة” حقيقية، كما تصفه المؤسسات الحقوقية الفلسطينية.

بداية المعاناة


بدأت قصة عبد ربه (31 عاما) مع المرض منذ سنوات، حينما حصل تراجع كبير في نظره، وأصبح لا يرى إلا قليلا، فتوجه إلى الأطباء في غزة، وبعد إجراء الفحوصات اللازمة تبين أنه يعاني من ضعف شديد في البصر.

وحصل عبد ربه، الذي يقطن في بلدة جباليا، شمال قطاع غزة، على تحويلة رسمية من وزارة الصحة؛ من أجل الذهاب للعلاج في أحد مشافي مدينة رام الله من أجل زراعة قرنية لإحدى عينه، على أن يعود بعد ذلك لزراعة قرنية أخرى للعين الثانية حتى يتمكن من الإبصار.

وخلال ذهابه للسفر عبر معبر بيت حانون الأحد (15|11) اعتقلته قوات الاحتلال المتمركزة على المعبر، بحسب شقيقته مريم التي كانت ترافقه.

وقالت مريم لـ”قدس برس”: “فوجئت بقيام جنود الاحتلال بإدخال شقيقي الضرير إلى غرفة التحقيق بالقوة بعد ضربه، وأبلغوني بمغادرة المعبر والعودة إلى غزة لأنه معتقل”.

وأضافت “أخي متزوج وأب لثلاثة أطفال، حصل على كل الوثائق اللازمة من أجل اجتياز معبر بيت حانون للسفر؛ لعمل عملية زراعة قرنية في عينه كي تمكنه من الرؤية”.

وتابعت “لا أعرف سبب قيام قوات الاحتلال باعتقاله، فأخي إضافة إلى أنه يعاني من ضعف شديد في الإبصار فهو قليل حيلة، ولا يمكنه قضاء حوائجه لوحده، كذلك من الضروري إجراء العملية له كي يستطيع أن يرى فهو لا يمكنه رؤية شيء على بعد أربعة أمتار”.

ابتزاز غير إنساني


من جهته، اتهم النائب إسماعيل الأشقر، رئيس لجنة الداخلية والأمن في المجلس التشريعي، الاحتلال باستغلال حاجات الشعب الفلسطيني سواء كانت اقتصادية أو إنسانية أو صحية من خلال ابتزازهم بطريقة غير إنسانية عبر معبر بيت حانون.

وقال الأشقر “هذا ما عهدناه عن الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 1948م، وهو يحاول أن يستغل حاجات شعبنا الفلسطيني، ويستغل ضعفه لكي يحاول أن يدمر كل مكوناته، وهذا العدو غير أخلاقي ومجرم، وشعبنا واعي ويعرف أن العدو يحاول أن يستغله ويبتزه”، وفق قوله.

وعن محاولة الاحتلال الحصول على معلومات من خلال المسافرين عبر معبر بيت حانون مقابل السماح لهم بالسفر؛ قال الأشقر: “الاحتلال بعدما خرج من غزة أصبح يعيش حالة صعبة في التواصل مع العملاء، وتم تجفيف منابع معلوماته، بالتالي هو يستغل أي فرصة سواء من المرضى أو أصحاب المصالح أو الطلبة لتحديث معلوماته وبياناته وجمع معلومات عن المقاومة ورموزها وأماكن سكنهم وتحديث بنك أهدافه”.

50 معتقلاً منذ بداية العام


من جهته قدّر عبد الناصر فروانة، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة الأسرى والمحررين، عدد المواطنين الذين تم اعتقالهم عبر معبر بيت حانون منذ مطلع العام الجاري بأنهم حوالي  خمسين مواطنا.

وأوضح فروانة أن جل المعتقلين هم من التجار الذين اعتقل منهم 14 تاجرا في الشهر الأول من هذا العام، كما أن من بين المعتقلين مرضى ومرافقين لهم، وطلابًا، ومدرسًا كان في طريقه لمقابلة توظيف في قطر، وامرأة.

وكشف أن شهر أيلول/ سبتمبر كان أكثر الأشهُر اعتقالاتٍ؛ حيث تم خلاله اعتقال واحتجاز 18 مواطنًا، وأن جميع من تم اعتقالهم كان لديهم تصريح مرور من المخابرات الصهيونية.

وأشار إلى إخضاع المعتقلين للمساومة والابتزاز، وبعضهم صدر بحقهم لوائح اتهام، محذرًا كل من له علاقة بالمقاومة وفصائلها من استخدام معبر بيت حانون.

وقال إن “سلطات الاحتلال كانت في أحيان كثيرة تتعمد عدم ذكر اسم شخص ما في لوائح الاتهام التي تخص أفراد مجموعته، ولم تكشف عنها من أجل استدراجه لاعتقاله، وقد نجحت في مرات سابقة في ذلك”.

ودعا فروانة “كل مقاوم ذُكر اسمه خلال تحقيقات قوات الاحتلال، أو لم يذكر اسمه، وله علاقة بأي قصة تخص المقاومة، أن يتجنب حواجز ومعابر الاحتلال حتى لا يسلم نفسه للاحتلال، ويزيد عدد المعتقلين في سجون الاحتلال، ولربما يحكم عليه سنوات عالية”.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات