الأربعاء 08/مايو/2024

بني ارشيد: حماس رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني

بني ارشيد: حماس رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني

قال نائب المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن زكي بني ارشيد، إن حركة “حماس” أصبحت رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني، الذي يهدف لإنشاء “إسرائيل الكبرى” في الوطن العربي، مضيفاً أن الحركة تعيش في حقل ألغام، ولكنها تعبره دائماً ببراعة واقتدار.

وأكد بني ارشيد في حوار خاص مع “المركز الفلسطيني للإعلام”، أن “حماس” استطاعت رد الاعتبار لهوية الصراع والعودة إلى العمق الإستراتيجي للقضية الفلسطينية، مقابل المشروع الصهيوني العالمي،  وبهذا وضعت الحركة المواجهة في إطارها الصحيح.

وشدد على ضرورة أن تجدد “حماس” في أدائها الداخلي والخارجي، على صعيد المقاومة والمواجهة، وفي علاقاتها الوطنية والإقليمية والدولية، خاصة بعد الانقلاب العسكري في مصر.

وفيما يلي نص المقابلة:.

 * بمناسبة الذكرى 26 لانطلاقة حماس، كيف تنظرون لمسيرة الحركة في المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني؟

– على المستوى الإستراتيجي، فان نشوء حركة حماس وقيامها بالواجب الشرعي والوطني ومقاومة الاحتلال والسعي لتحرير فلسطين، يشكل إضافة نوعية في مسيرة الصراع “العربي-الإسرائيلي” وعلى النحو التالي:

 أولا:  رد الاعتبار لهوية الصراع والعودة إلى العمق الإستراتيجي للقضية الفلسطينية باعتبارها القضية المركزية للأمة الإسلامية مقابل المشروع الصهيوني العالمي، وبذلك وضعت حماس المواجهة في إطارها الصحيح بعد أن انحصر الصراع بين الفلسطيني و”الإسرائيلي”، وتمهيدا للشروع في التسوية والمفاوضات والتنازلات.

 فالمواجهة وفقا لرؤية الحركة لا بد وأن يتسع طيفها وفضاؤها ويكتمل قوسها ليحصل التوازن في الروافع والحوامل التاريخية الداعمة للحق الفلسطيني ومقاومته الإسلامية وبذلك يمكن القول بأن حماس نجحت في عولمة القضية الفلسطينية لتصبح بين مشروعين إسلامي تحرري وصهيوني استيطاني عنصري.

 ثانياً:  أسست حماس لمشروع التوازن الردعي، الذي بدأ بإنتاج معادلة جديدة في قواعد الصراع، ملخصها أن العين بالعين، والبادئ أظلم، ونجحت الحركة بفرض نفسها وقدرتها وبرنامجها على الجميع، في  الوقت الذي عجزت “إسرائيل” عن إخضاع غزة في معركتين قاسيتين، في حين اخترقت الحركة كل الخطوط الحمراء وأملت شروطها في الحرب وتبادل الأسرى، وخرجت منتصرة.

 ثالثا: شكلت حماس رأس الحربة في مواجهة المشروع الصهيوني، الذي يهدف لإنشاء “إسرائيل الكبرى”، وفي الدفاع أيضاً عن العالم العربي والإسلامي .

* هل ترى أن مشروع حماس سيحقق نتائج إيجابية للشعب الفلسطيني؟

– نعم استطاعت حماس أن تتقدم بمشروعها وأن تعيق مشروع التسوية، وأن تحقق ذاتها وبرنامجها في المقاومة والردع والصمود، على الرغم من الاستهداف والحصار العالمي، ونجحت الحركة بتقديم نموذجا صامدا ومتحررا في غزة التي تعتبر نموذجاً ملهما لشعوب تواقة للحرية والاستقلال.

 * البعض يتهم حماس بتخليها عن المقاومة، ما رأيكم؟

– لا بد من التفريق والملاحظة بأن ما يميز الحركة هو تبنيها لبرنامج المقاومة، خلافاً لما التزمت به دول الطوق العربي من مراعاة ورعاية الأمن الصهيوني، وبذلك فإن حماس نجحت في المواجهة العسكرية ونجحت في امتلاك قدرات قتالية وتطويرها وأصبحت تهدد العمق الصهيوني، والفرق الذي يجب ملاحظته إن منهج الحركة هو (متحرفا لقتال و متحيزا لفئة)، خلافاً لمهنج الارتهان لخيار واحد ووحيد وهو التفاوض والتسوية، والقيام بحماية الأمن الصهيوني ومطاردة المقاومة حسب نظرية المنسق الأمريكي دايتون في إنتاج الفلسطيني الجديد.

 * ما يحدث في سوريا، هل أثر على أداء الحركة؟

–  الحدث السوري ترك تداعياته على مجمل المنطقة، وتأثرت به دول المنطقة، ولا شك أن حماس تأثرت أيضا ولكن السؤال الأهم هل كان لدى حماس خيار آخر؟
إلى ذلك فقد استطاعت الحركة أن تتجاوز نتائج ما جرى في سوريا، وأن تكيف نفسها على الوضع الجديد، ومن يدقق في مسيرة الحركة يجد أنها تعيش دائماً في حقل ألغام وانها تعبر دائماً ببراعة واقتدار.

 * هل تعتبر تجربة حكم حماس في غزة ناجحة؟ وهل كان لهذا تأثير على مشروع المقاومة؟

– في غزة ووفقاً لمعطيات اللحظة والحصار و الاستهداف العالمي فقد نجحت غزة في تجسيد فكرة الصمود ورفض الإذعان والاستسلام وإدارة القطاع وتشكيل الردع وتحقيق مفاجآت تربك العدو الصهيوني .

 * ما علاقة حركة الإخوان المسلمين بالأردن بحركة المقاومة الإسلامية حماس؟
 
– علاقة الإخوان بحماس محكومة بثلاثة اعتبارات، وهي:

 اولاً: المرجعية الإسلامية التي تستوجب القيام بالواجب الشرعي والديني.

 ثانياً: طبيعة العلاقة الأردنية الفلسطينية باعتبارها علاقة داخلية بين شعب واحد احتضنه الواقع الجغرافي والمشترك التاريخي والتداخل الإنساني والمصاهرة والتشابك المدني والمصلحي .

 ثالثاً: مواجهة العدو الصهيوني الذي يهدد الأردن كما فلسطين.

 * كيف تقيم علاقة حماس بالحركات الإسلامية والوطنية الأخرى؟

– في تقديري فإن حماس نجحت في إقامة علاقات وطنية وقومية وإسلامية وإنسانية، وقامت العلاقة على أسس التوافق في المشتركات وعدم التدخل في خصوصية الدول والحركات، الأمر الذي ساعد على احترام الحركة ونجاح برنامجها.
 
* كلمة أخيرة توجهها لحركة حماس في ذكرى انطلاقتها السادسة والعشرون؟

– مطلوب من حماس، الجديد الذي يعجب ويسر الأصدقاء ويغيظ الأعداء، في لحظة تعيش فيها القضية مرحلة خطرة، وتحاول أمريكا جاهدة في إنجاز التسوية .
بالإضافة إلى التحدي الجديد بعد الانقلاب العسكري في مصر، ليس مقبولاً ولا مقنعاً أن تبقى حماس دون جديد، لا على المستوى الداخلي للحركة، ولا على صعيد العلاقات الوطنية والإقليمية والدولية، أو على صعيد الإبداع في المقاومة والمواجهة، فالتجربة منظورة ومراقبة ومؤثرة الأمر الذي يفرض تحدياً واستفزازا وإبداعا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات