الأحد 05/مايو/2024

المحرر هاني الشريف: قضية الأسرى بحاجة إلى دعم وإسناد

المحرر هاني الشريف: قضية الأسرى بحاجة إلى دعم وإسناد

أكد الأسير القسامي المحرر هاني الشريف (38 عاما) من مدينة الخليل بأن كتائب القسام باتت جيشا لا يقهر، وذلك خلال السنوات الستة عشر التي أمضاها في الأسر، مشيرا بأن الأسرى يحتاجون إلى إسناد ودعم حقيقيين لمواجهة محاولات الاحتلال كسر عزائمهم.

وقال الشريف الذي تحرر قبل أيام من سجون الاحتلال في حوار خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” إنه اعتقل بتاريخ (24-11-1997) حيث كان في مهمة جهادية باتجاه مدينة “تل أبيب” المحتلة عام 1948 تهدف إلى خطف أحد الجنود الصهاينة، وبعد الوصول إلى المكان تقرر الانسحاب بسبب الوضع الأمني الذي كان قائما.

وأضاف: “أثناء الانسحاب طاردنا جنود الاحتلال بدورية لهم وكانت هناك حالة من الانزلاق على الشارع وانقلبت المركبة التي كنا نستقلها وأصبنا وتم اعتقالنا وتحويلنا للتحقيق وحكم علي بالسجن مدة 16 سنة أمضيتها في عدة سجون وأفرج عني من سجن عوفر غرب رام الله”.

ووصف المحرر يوم الإفراج عنه بأجمل الأيام في حياته؛ حيث كان ينتظره طيلة تلك السنوات الصعبة، مبينا بأن يوم الاعتقال كان أشبه بالمصيبة أو الكارثة ويوم الإفراج هو يوم تخلص فيه من الأصفاد وتحرر وأصبح حرا طليقا لتكون تلك من أجمل النعم التي لا يعرفها الكثير ولا يشعر بها إلا من خاض تجربة القيد والسجن.

رحلة معاناة:

 ولفت الشريف إلى أن السنوات التي أمضاها في الأسر هي رحلة معاناة كاملة تعرض خلالها للكثير من الحرمان والتعذيب والتنقل بين السجون والعقوبات المختلفة أسوة بجميع الأسرى.

وأشار إلى أن الاحتلال بطبعه يهدف إلى كسر إرادة الأسرى وتحطيم عزائمهم بكل ما يملك من قوة، مبينا بأن القهر والعذاب جزء من معركة الأسرى جميعا والتي تبدأ من لحظة الأسر، وهي معركة من أجل أن يعيش الانسان في الأسر حياة كريمة تتخللها اقتحامات ليلية ومعاناة مستمرة وانتهاكات تقدم عليها الوحدات الخاصة.

وتابع: “لا يكاد يمر يوم إلا ويقوم الاحتلال بالتضييق فيه على الأسرى من خلال القمع والاقتحام والعقوبات والتي تقابل بالإضرابات والاحتجاجات، ورغم كل ذلك إلا أن الأسرى يشعرون ويتألمون لما يجري مع أهلنا في خارج السجن من مجازر واجتياحات واعتقالات وقتل وهدم للمنازل ومصادرة للأراضي”.

وأكد القسامي بأن الأسرى بحاجة إلى مساعدة ودعم وإسناد خاصة الأسرى الإداريين المسجونين دون قضية ولا تهمة ولا ملف ويمضون السنوات والأشهر ولا يوجد أمر قانوني بحقهم ولا وضع يشرح معاناتهم، مطالبا بأن يكون الدعم كبيرا لنصرة الأسرى بشكل عام والإداريين بشكل خاص.

كتائب القسام:

ولم ينس الشريف أن ينقل التحية لإخوانه المجاهدين في كتائب الشهيد عز الدين القسام؛ التي باتت تشكل جيشا قويا متماسكا بدأ بمجموعات صغيرة وخلايا سرية.

وأضاف: “نحن حركة مجاهدة بدأنا عملنا كمجموعات صغيرة في كل مكان والآن كتائب القسام جيش لا يقهر خاض حربين وانتصر ورفع رأس الأمة وحافظ على الكرامة، فالإمكانيات التي عملنا بها في صفوف القسام لا تقارن بالذي هو اليوم وهذا دليل على أن المقاومة تتعاظم وأن القسام يكبر ويقوى ويتعزز”.

وأعرب عن فخره بكتائب القسام والحب والاحترام الذي تحظى به في قلوب الفلسطينيين الذي يحافظون على القضية الفلسطينية والثوابت، معتبرا بأن هذا الجيش الذي كان هو واحدا من أعضاء خلاياه الصغيرة؛ أصبح يملك صاروخا ونفقا وسلاحا وإرادة أقوى وأشمل وهدفا يحرر فيه كل فلسطين.

“رابعة”:

 وحول رفعه شعار “رابعة” بعد تحرره من الأسر؛ قال الشريف إنه كان وجميع الأسرى يتابعون أخبار إخوانهم في مصر وآلمهم كثيرا الانقلاب العسكري على أول رئيس منتخب.

وأوضح بأن الألم الأكبر كان حين نفذت مجزرة ميداني رابعة العدوية والنهضة بحق الأبرياء وغيرها، وأن الذي صدمهم أكثر أن من يقتلهم هو الجيش المصري الذي عليه واجب الدفاع عنهم وليس قتلهم.

وتابع: “أتساءل لماذا يقتل الجيش شعبه؟ فكان من الطبيعي من كل حر صاحب فكرة وكرامة وأمل أن يقف مع المظلومين والمستضعفين في مصر من الذين كان ذنبهم أنهم دافعوا عن الشرعية والحكومة المنتخبة؛ ولذلك رفعت شعار رابعة لأدلل على أنني معهم متضامنا أقف رغم بعدنا داخل السجون الصهيونية إلا أن مناصرتهم ضرورة علينا وواجب لا يقوم به إلا الأحرار، وهذا الشعار رفعته كحد أدنى من الواجب الذي يجب أن نقدمه لهم ونساندهم في وجه الظلم”.

وبغياب طال مدة 16 عاما في سجون الاحتلال الصهيوني كان في مخيلة الكثير من الفلسطينيين أن قضيتهم ضاعت على طاولة المفاوضات؛ فكان عمل مقاوم لكتائب القسام وغيرها من فصائل المقاومة لوقف انتهاكات الاحتلال، واعتقلت الخلايا وكان من بين القساميين المحرر هاني الشريف الذي انطلق لخطف الجنود حينما كان ضمن خلايا عسكرية وتحرر اليوم وتحولت القسام إلى جيش كبير يمتلك عتادا ورجالا لتكون الإرادة مستمرة وديمومتها تتصاعد.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات