الأحد 05/مايو/2024

النائب موسى: عباس شطب المصالحة من أجندته

النائب موسى: عباس شطب المصالحة من أجندته

أكد القيادي في حركة حماس النائب الدكتور يحيى موسى إن الحصار والتضييق والخناق الذي يُمارس على غزة لا يُمكن أن يلفت المقاومة عن معركتها الحقيقية.

وفي حوار مع “المركز الفلسطيني للإعلام” الأحد (24-11) وفي معرض رده على سؤال هل هناك خشية من تراجع قدرات المقاومة مع إغلاق الأنفاق والحصار الخانق، قال موسى: “المقاومة ومنذ بدايتها وهي تعمل بذاتية ولا تعتمد على ما يأتي من الخارج بقدر ما تُصنعه وتبدعه في غزة، والعدو يدرك ذلك”.

وحول المصالحة وإنهاء الانقسام؛ أكد النائب الفلسطيني، أن الإشكال يكمن في أن هناك فيتو أمريكيا خليجيا على المصالحة، وقال: “عباس لا يريد المصالحة ولا يسعى إليها، وهو قد شطب غزة من أجندته منذ زمن بعيد”. 

وأضاف: “الفصائل تُدرك أن المشكلة في الانقسام والمصالحة ليست لدى “حماس”، ولكن مشكلة بعضها أنها جزء من منظمة التحرير التي تستعملها لصالح المفاوضات والتنسيق الأمني”.

وأشار القيادي موسى، أن الإشكالية تكمن في أن الفصائل لا تريد تطوير علاقتها مع حماس والجهاد الإسلامي لتشكيل جبهة أو تحالف وطني يحمي المقاومة والثوابت وينبذ المفاوضات.

وفيما يلي نص الحوار: 

كيف تتابعون التهديدات الصهيونية على قطاع غزة؟

منذ بداية الاحتلال الصهيوني والشعب الفلسطيني يتعرض عملياً للعدوان وليس فقط بالتهديدات بل الجرائم كاملة الأركان، وما مشكلة الشعب إلا أنه تم طرده من أرضه وتم جلب العصابات الصهيونية مكانه.

ليس هناك جديد في هذه التهديدات سوى أنها بين الفينة والأخرى قد تزداد، نحن نتابع الجريمة الصهيونية بشكل يومي فالطرد من الأرض والإبعاد وجدار الفصل وحالة التهويد والقتل، لكن الصهاينة دائماً يحاولون أن يربكوا الساحة الفلسطينية ويجيشوا ويحرضوا العالم وكأن هناك خطرا من الشعب الفلسطيني.!

نحن كشعب تحت الاحتلال وواجبه أن يدافع عن نفسه باستمرار ويعمل على تحرير أرضه، وواجب العالم أن يسانده في ذلك. 

ما هي استعداداتكم لصد أي عدوان؟

نحن شعب تحت الاحتلال قدراته وإمكانياته بسيطة وهو يحاصر الآن ويمنع أن يمد بأي أداوت مقاومة، لكن الشعب يتميز بالروح المعنوية العالية والقدرة على التضحية، ونحن جاهزون ضمن هذا المفهوم لأي عدوان، بصدورنا وبما يتوفر لدينا من أدوات مقاومة، فالذي كلفنا الله به أن أعدوا لهم ما استطعتم من قوة، وحتماً فإن هذا الشعب منتصر بإرادته والحق الذي يحمله.

ما هي رسالة المقاومة من العروض العسكرية الأخيرة ؟

هي تريد أن ترسل رسائل واضحة في أكثر من اتجاه، أهمها طمأنة شعبنا أن بات له جيش يدافع عنه ويحميه، والرسالة الأخرى لعدونا أن لا يغرنك أن الحصار والتضييق يمكن أن يلفتنا عن معركتنا الحقيقية باعتبار الاحتلال مصدر الجرائم والشرور وأن نقف في وجه عدوانه إذا ما تجرأ على شعبنا، والعدو يدرك هذه الرسالة، وهذا جهدنا وأقصى ما يمكن أن نستخدمه.

هل نتوقع أن يتغير شكل المعركة القادمة؟

لو استعرضنا مراحل المقاومة فإن كل مرحلة تأخذ أشكالا مختلفة وأدوات جديدة، وواضح أن المقاومة تأتي بالجديد كل ما جاء العدو بأدوات جديدة من الترسانة الأمريكية، هناك معارك على سطح الأرض، ويمكن أن تكون هناك معارك تحت الأرض، فالمعركة القادمة لها أدواتها وأساليبها العسكرية والأمنية.

مع إغلاق الأنفاق وتصاعد الأزمات في غزة يخشى الفلسطينيون أن يؤثر هذا على واقع المقاومة في غزة مع وقف تسلحها؟

المقاومة طيلة تاريخها تعمل بقدراتها الذاتية؛ فعندما صنعت الهاون وعندما صنعت الصواريخ كان ذلك كله بقدرات المقاومة الذاتية، وهي لا تعتمد على ما يأتي من الخارج بقدر ما تصنعه وتبدعه، والعدو يدرك هذه الحقيقة وهذا ليس سراً.

ما هو مدى التنسيق بينكم وبين الفصائل لاتخاذ قرار الحرب من عدمه؟

شعبنا الضحية دائماً وقرار الحرب لا يؤخذ إلا من العدو وهو يحاول أن يبحث عن مبررات لأي عدوان، ونحن نبقى في موقع الدفاع عن أنفسنا وهذا يستدعي أن تنسق المقاومة وأن تعمل بعقلية جماعية، والمقاومة لم تعد لحماية فصائلها ونفسها فقط، بل أصبحت جيشا لحماية الشعب الفلسطيني بأكمله، لذا فإن القرارات لا يصح أن ينفرد فصيل بعينه بها.

المصالحة والانقسام:

– كيف تُقيمون علاقتكم بالفصائل الفلسطينية بغزة؟

الإشكال أن هناك فيتو “إسرائيليا أمريكيا خليجيا” على الوحدة الوطنية الفلسطينية، ومحمود عباس لا يريد مصالحة وهو قد شطب غزة من أجندته منذ زمن بعيد، بل هو جزء من حالة الحصار والخناق والقتل المستمر لأبناء شعبنا الفلسطيني، وهذه حقائق يجب أن تدركها كل الفصائل، وحماس بذلت جهوداً كبيرة في التواصل مع الفصائل بأن المشكلة ليست لديها، وقدمت كثيراً منذ عام 2007 والفصائل تعلم ذلك، لكن عباس مازال على موقفه منذ ذلك اليوم، بل إنه كلما تقدمت “حماس” يتراجع عباس أكثر.

الفصائل تدرك من زمن بعيد أن المشكلة لدى عباس، ولكن مشكلة بعض الفصائل أنها جزء من منظمة التحرير وهي تستعملهم جميعاً لصالح المفاوضات والتنسيق الأمني، وللأسف هذه الفصائل لم تفصل بين المصالح الحزبية وبين المصالح الوطنية.

– ما هي رؤيتكم لمستقبل الانقسام والوحدة الوطنية؟

الرؤية واضحة تماماً أن هذه الخطايا التي يرتكبها عباس ليل نهار، بتدمير القضية الفلسطينية، والتصريحات والمواقف التي تعادي المقاومة وتجفيف منابعها بالضفة، فهذا الرجل أضرّ بالقضية الفلسطينية أكثر من الضرر الذي أصابها طيلة تاريخها.

ولا يصح أن نرهن قضيتنا المقدسة لمغامرات ومراهقة عباس ونهجه الذي يقوم على تفكيك القضية وعدم الاعتبار للمقاومة والتاريخ وأن ما لديه فقط مزيد من التنازل، فبالتالي الرؤية هي أن تُجمع الفصائل على حماية المقاومة ورفض المفاوضات وأن تبادر لطرد عباس هذا المسيء للقضية الفلسطينية من الواجهة السياسية للقضية.

– وما يمنع ذلك برأيك؟!

حتى الآن هناك إشكال لدى الفصائل وهي أنها لا تريد أن تطور علاقتها مع حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بتكوين ما يعرف بجبهة وطنية أو تحالف وطني، يحمل أهدافا واحدة وإستراتيجية واحدة لحماية المقاومة ونبذ المفاوضات، بل هي تريد أن توازن علاقتها مع حركة فتح وعباس وهذا الذي يمنع ذلك.

وهل قدمت مبادرات بهذا الشأن؟

نحن ذهبنا مع الفصائل إلى أبعد حد؛ تحالفات وطنية مقاومة، أو جبهة تحالف واحدة مقاومة، وحتى الشراكة الوطنية في الأمور البسيطة، وكل هذه رؤى ومشاريع قدمتها حركة حماس، لكنها في النهاية لم تخرج إلى التنفيذ بسبب الموانع التي ذكرناها.

المفاوضات والتنسيق الأمني:

– كيف تسعون لجمع الشمل الفلسطيني في ظل ذهاب سلطة رام الله بعيداً في طريق المفاوضات والتنسيق الأمني؟

الطريق لمثل هذا الموضوع ببناء جبهة وطنية عريضة بقيادة واحدة ببرنامج واحد باستراتيجيات واضحة، ويجتمع الجميع تحت مظلتها، هذا الذي يمكن أن نفعله.

– ماذا ترون في استقالة وفد المفاوضات الفلسطيني مع العدو الصهيوني؟ 

هذه الخطوات تكتيكية تحريكية لا فائدة ولا جدوى منها ولا قيمة لها، وليس هذا المطلوب، بل المطلوب بأن يكون الكل الفلسطيني ضد المفاوضات، ثم عباس ماذا يمثل في ذهابه لهذا التفاوض؟؟.

وهذا يظهر من الذي يستفرد بالقضية الفلسطينية، ويحاول أن يستقوي بأمريكا و”إسرائيل”، فالمطلوب هو الوقف الفوري للمفاوضات والاعتذار لشعبنا عن كل هذا التاريخ الذي أضاعوه وهم يجرون وراء وهم وعبث، وهذا الوطن لا يقبل القسمة على اثنين، وهذا العدو ليس أهلاً لأن نجلس على أي طاولة مفاوضات معه.

–  كيف تتابعون الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى؟

لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نفصل بين القضايا؛ فالمسجد الأقصى على قداسته، إلا أن الإنسان له قداسة وحرمة أكبر من المسجد الأقصى، فمشكلتنا هي الاحتلال لأرضنا الفلسطينية وعلينا أن نركز أننا في مرحلة تحرر وليس في مرحلة إقامة دولة، وهذا ما يجب أن يدركه الكل الفلسطيني، القضية في التحرر لابد أن نضع هدف التحرر بالأساس.

– هل نتوقع أن تكون المعركة القادمة معركة المسجد الأقصى؟

الكعبة المكرمة هدمت ولذلك قد يهدم الأقصى في أي وقت وقد يحدث كل شيء، ما دام هذا النظام العربي الفاسد هو الذي يحكم الأمة من المحيط إلى الخليج ولا زال يتحالف مع أمريكا، طالما هذا النظام موجود والأقصى يعاني دون أن يتحرك أحد، فالاحتلال هدم الأقصى معنوياً وثقافياً ولم يتبقَ إلا الهدم المادي، والمطلوب أن يصبح لهذه الأمة وزن في التاريخ.

– في ظل ما حدث في مصر هل توقفت اتصالاتكم الرسمية والشعبية؟

مصر في أزمة كبيرة وفي واقع مؤلم تماماً، نتمنى لها كل خير وأن يصبح لها تحول ديمقراطي، والإشكال ليس لدى “حماس” بل الإشكال في الذين لا يأبهون لا بالقدس ولا بفلسطين، بل هم جزء من خنقنا وحصارنا في هذه المرحلة، نتمنى لمصر كل الخير.

– ما هي خياراتكم في ظل تشديد الحصار؟

ليس أمامنا خيار إلا أن نصمد وأن نبقى مصممين على تحقيق أهدافنا، والدفاع عن شعبنا. 

– كيف تتابعون الأزمات اليومية من كهرباء وماء في قطاع غزة؟

الشعب عندما يكون تحت الاحتلال فالأمر الطبيعي أن يدفع فاتورة باهظة جداً، وما ندفعه اليوم فاتورة الصمود والثبات.

– المعاناة تزداد يوماً بعد يوم ما هي الخطة الطارئة لكم على الصعيد التنظيمي والحكومي؟

الحكومة والحركة يبذلون أقصى جهدهم بكل السبل والاتجاهات ولكن المؤامرة على

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات