الأحد 05/مايو/2024

البروفيسور كبها: الاحتلال يسعى لطمس الهوية من خلال عبرنة أسماء المدن والبلدات

البروفيسور كبها: الاحتلال يسعى لطمس الهوية من خلال عبرنة أسماء المدن والبلدات

أكد البروفيسور مصطفى كبها (رئيس قسم التاريخ والفلسفة في الجامعة المفتوحة والمتخصص في تاريخ الشعب الفلسطيني) الحديث أن امتدادات النكبة الفلسطينية ما زالت مستمرة.

وأشار كبها في مقابلة مع “المركز الفلسطيني للإعلام ” إلى أن الحرب على الحيز المكاني هو جوهر الصراع على الأرض، مؤكدا أن قضية تسمية الأماكن والبلدات والمدن هي أحد أبعاد هذا الصراع.

وبين أن الاحتلال شرع بتسمية الأماكن وفق دلالات أيديولوجية بعضها دينية وبعضها قومي وبعضها تحاول أن تربط الأرض بالتاريخ كما تراه الرواية التاريخية الصهيونية.

وأوضح ان الروايات التاريخية التراثية الفلسطينية في تراجع بسبب سيطرة الاحتلال على الأرض الفلسطينية مشددا على أن عبرنة الأسماء آخذة بالازدياد لطمس المعالم الفلسطينية.

ورأى البروفيسور كبها أنه في سبيل مواجهة هذه التسميات العبرية ينبغي القيام بالتوعية،  والتي تبدأ بوسائل التربية البديلة، وقال يجب القيام بهذا العمل إما من خلال لقاءات الأجيال السابقة كبيرة السن التي ما زالت تحتفظ بهذه الأسماء في ذاكرتها، أو عن طريق إجراء الدراسات.

وكشف النقاب عن وجود لجنة صهيونية تعمل على عبرنة الأماكن وتغيير أسمائها العربية.

وفيما يلي نص اللقاء:

كمتخصص في التاريخ، ماذا تقول في الذكرى ال 65 لهذه النكبة؟

أنا أعتقد أن نكبة الـ1948 استمرت أكثر من سنة كاملة،  فهي بدأت منذ بداية كانون الأول من عام 1947 وانتهت بآخر أعمال حربية في التاسع من شباط عام 1949، أي نستطيع أن نقول: إن كافة أيام عام 48 هي أيام نكبة من منطلق أن كل يوم من أيام السنة تذكرنا بحوادث جرت في أيام النكبة، وبالتالي أيام النكبة أكبر بكثير من يوم واحد ، وامتدادات النكبة ما زالت مستمرة حتى أيامنا هذه .

أصدرت مؤخرا دراسة حول أسماء الأمكنة في فلسطين ما هي أبرز نتائجها ؟

الدراسة تعتمد على الانتدابية، وكما نعرف فإن خرائط الانتداب إنما اعتمدت على خرائط عثمانية كما اعتمدت على الرواية الشفهية الفلسطينية وحيث سجل مخطط هذه الخرائط الأسماء الفلسطينية كما سمعوها من الناس فهذه الدراسة تناقش واحدة من إحدى عشر خارطة تضم جميع أقضية فلسطين الانتدابية وهي الخارطة الأولى التي تتعلق بمنطقة  اللجون على وجه التحديد وهي منطقة تجمع بين قضائي حيفا وجنين وتأخذ قسما من هذين القضائين والمخطط أن نقوم أيضا باستيفاء كافة هذه الخرائط في سلسلة من الكتب يبلغ عددها أحد عشر جزءًا .

ما هي دلالات الاختلافات في التسميات  للمواقع في فلسطين بين الجانبين الفلسطيني و”الاسرائيلي” ؟ وهل هي جزء من جوهر الصراع على الأرض؟

ج: الحرب على الحيز المكاني هو جوهر الصراع على الأرض وقضية تسمية الأماكن والبلدات والمدن هي أحد أبعاد هذا الصراع . هنالك اختلافات في التوجهات والخلفيات للتسميات والمدلولات لذلك، في حين نرى بان التسميات الفلسطينية هي تسميات تعتمد على العفوية وعلى البعد البصري. فالفلسطيني  سمى الأرض كما يراها ، بينما تعتمد التسميات “الإسرائيلية ” الصهيونية على البعد الإيديولوجي بمعنى إضفاء الصبغة  الإيديولوجية على الأسماء فنرى أنها أسماء في معظمها مقترنة بأسماء لمحاربين وأسماء لقادة عسكريين وأسماء لمن كان لهم دور في الهجرة وما إلى ذلك، في حين أن التسميات الفلسطينية هي تتويج لتمازج الحضارات المختلفة التي مرت على الأرض بما في ذلك الحضارة العربية الإسلامية، بمعنى ليس هناك دوافع أيديولوجية على الأسماء الذي أطلقها الفلسطيني على الأماكن .

هل للتسميات العبرية  دلالات توراتية؟ أم أن لهذه التسميات دلالات  تنفي الآخر؟

أنا اقترح أن نسمي الأمور بأسمائها وبشكل علمي، التسميات “الإسرائيلية” واليهودية ذات دلالات أيديولجية بعضها دينية وبعضها قومية وبعضها  تحاول أن تربط الأرض بالتاريخ كما تراه الرواية التاريخية الصهيونية .

في اعتقادك كيف يمكن مواجهة التسميات العبرية للأماكن في فلسطين وكيف يمكن ترسيخ هذه التسميات في وعي الجيل الفلسطيني الجديد وبالذات في الداخل الفلسطيني المحتل لعام 48؟.

من الوجهة الرسمية التسميات  تقرر بواسطة من يستطيع أن يتحكم بالهيئات  المسيطرة على الأرض وأنت كما تعرف، فإن  معظم الأرض الفلسطينية تحت السيطرة “الإسرائيلية”، وتبقى  مصادر التسميات البديلة، إن كان من خلال تناقل الروايات التاريخية التراثية الفلسطينية  أو من خلال عمليات التوعية بهذه الرواية فنحن نستطيع أن نقول بأن هذه الرواية في تراجع مستمر بمعنى يلجأ الفلسطينيون خاصة الفلسطينيين العرب  المقيمين في داخل “إسرائيل” إلى تبني التسميات “الإسرائيلية”، واذا تحدثنا عن مفارق وجبال وأنهار أو أي أماكن أخرى نرى بأن التسميات عبرية بمعنى أن عبرنة الأسماء آخذه بالازدياد فنراهم يستعملون مجدو أكثر من اللجون ويستعملون جولاني أكثر من مسكنة ويستعملون اسم اليركون أكثر من نهر العوجا والقائمة طويلة وطويلة جدًا.

 إذن كيف يمكن مواجهة هذه التسميات لهذه الأماكن؟

 كما قلت التوعية  تبدأ بوسائل التربية البديلة،  ويجب أن تقوم بهذا العمل إما من خلال لقاءات الأجيال السابقة كبيرة السن التي ما زالت تحتفظ بهذه الأسماء في ذاكرتها   أو عن طريق إجراء الدراسات  أو عن طرق بديلة أخرى  .

هل تندرج التسميات العبرية ضمن  سياسة الاستلاب واغتصاب الهوية الفلسطينية العربية للجغرافيا بعد أن تم استلابها ماديا؟

 هنالك في “إسرائيل” لجنة  تسميات تعمل منذ إنشائها  على عبرنة الأماكن وتغيير الأسماء العربية  ومنحها أسماء عبرية أو عملية تشويه الأسماء العربية حيث تم تغيير الكثير من الأسماء العربية وتشويها قليلا أو إرجاعها إلى أصول أخرى ومن ثم إطلاقها ثانية على الأماكن ولكن مهما بلغت هذه الجهود، وما رصد من الميزانيات والخبراء والجهود، فإنها لن تفلح في تغيير الكثير من الأسماء العربية الفلسطينية المطلقة على الأماكن.

هل تعكس التسميات العبرية للمواقع في فلسطين عقلية الغيتو والانطواء ؟

لا أعتقد ذلك، أعتقد بأنها سياسات مدروسة  لخبراء، وهي تسميات تأتي لتربط وتجد علاقات بين الشعب والأرض من خلال اللجوء إلى ا

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات