الشهيد أحمد ياسين.. مدرسة تلهم الأجيال دروسًا في التضحية
مع إطلالة الذكرى التاسعة لاستشهاد القائد الشيخ أحمد ياسين، أثمرت شجرته الطيبة التي تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها عن ثمار طيبة، أهمها تحرير غزة وطرد المحتل منها؛أما الضفة الغربية فما زالت تنتظر، وفيما يتذكره كل حر وشريف تدب في جنباته روح التحدي وعدم الاستسلام للظم والقهر والاحتلال وهو ما جسده الياسين بدمائه الطاهرة، وأحد أهم دروسه للأجيال.
ويرى الكثير من مواطني الضفة، ومن بينهم المواطن صلاح عيسى من رام الله، أن الشيخ الشهيد لم يقدم فقط روحه الطاهرة لفلسطين، بل مثل مدرسة متحررة من كل القيود لمقارعة الاحتلال بطريقة تراعي الزمان والمكان المناسبين، وهذا ما دفع الاحتلال لارتكاب جريمته الحمقاء يقتل الشهيد بصاروخ برغم أنه قعيد ومشلول.
وتؤكد الطالبة نسرين خليل من جامعة النجاح أن الشيخ الياسين مثل نموذجًا وقدوة ليس فقط لشباب فلسطين، بل لكل المسلمين في العالم. وأضافت: “الشيخ صار مدرسة ونموذجًا لكل أحرار العالم، أن لا يسكتوا على الظلم، بل عليهم أن يتحدوه ويقاوموه، حتى ولو كانت إمكانياتهم قليلة، فبالإرادة والعزيمة والتخطيط السليم والتوكل على الله يمكن الوصول والحصول على نتائج مشرفة، وهو ما حصل، وكان بانسحاب الاحتلال من غزة”.
وقد استهدفت الشيخ ياسين ثلاثة صواريخ بينما كان عائدًا من أداء صلاة الفجر في مسجد المجمع الإسلامي القريب من منزله في حي الصبرا بمدينة غزة عام 2004، وارتقى الشيخ ياسين شهيدًا في لحظتها واستشهد معه سبعة من مرافقيه، بينما جرح اثنان من أبنائه، وتناثرت أجزاء الكرسي المتحرك الذي كان ينتقل عليه في أرجاء مكان الهجوم الذي تلطخ بدمائه ومرافقيه خارج المسجد، كما تناثر جسده وتحول إلى أشلاء.
ويقول الطالب محمود المصري من جامعة بير زيت: “ما يطمئن القلب أن الشيخ ياسين ترك أتباعًا مخلصين سائرين على دربه، ودقوا بصواريخهم قلب “دولة الاحتلال” تل الربيع (تل أبيب) بصواريخ إم 75″.
وتقارن الطالبة ساجدة الحسن، من جامعة النجاح، بين من يخلده شعبه وبين من يلعنه، فتقول: “لا يقارن أي زعيم لا يقاوم بمن قاوم؛ وهو قعيد ومشلول ودوخ الاحتلال حيًّا وشهيدًا؟! فأين الثرى من الثريا؟!”.
وقد ولد الشيخ أحمد إسماعيل ياسين في 28 من حزيران (يونيو) عام 1936، في قرية الجورة التابعة لقضاء المجدل جنوب قطاع غزة، ولجأ مع أسرته إلى القطاع بعد نكبة عام 1948، وتعرض لحادث في شبابه أثناء ممارسته الرياضة أدت لشلل جميع أطرافه شللاً تامًّا.
عمل الشيخ الشهيد مدرسًا للغة العربية والتربية الإسلامية ثم عمل خطيبًا ومدرسًا في مساجد غزة، وأصبح في ظل الاحتلال أشهر خطيب عرفه القطاع.
أسس مع رفاقه حركة “حماس” بعد خروجه من السجن، وفي عام 1991 أصدرت إحدى محاكم الاحتلال حكمًا بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عامًا أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني، وفي العام 1997 أفرج عنه بموجب اتفاقٍ بين الأردن والاحتلال.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
انتشال عشرات الشهداء من حيّي الزيتون والصبرة بعد تراجع الاحتلال
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قال المتحدث باسم الدفاع المدني بغزة محمود بصل، يوم الأربعاء، إن الطواقم تمكنت من انتشال عشرات الشهداء من مناطق عدة في...
معروف: جرائم الاحتلال في غزة يعكس فاشيته وانحطاطه
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، أن تصعيد جيش الاحتلال عدوانه باستهداف...
بذكرى النكبة.. العفو الدولية: لإسرائيل سجل مروّع بتهجير الفلسطينيين
لندن - المركز الفلسطيني للإعلام قالت منظمة العفو الدولية، الأربعاء: إن "التهجير القسري الجاري لقرابة مليوني فلسطيني، والتدمير الشامل لممتلكات...
الصين: بعد 76 عاما من النكبة.. الظلم التاريخي لشعب فلسطين ما زال يتفاقم
عواصم – المركز الفلسطيني للإعلام قالت الصين، الأربعاء، إنه رغم مرور 76 عاما على نكبة الفلسطينيين عام 1948، إلا أن "الظلم التاريخي للشعب الفلسطيني لا...
هنية وفيدان يتباحثان هاتفيًا في سُبُل وقف العدوان على غزة
الدوحة – المركز الفلسطيني للإعلام قالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، الأربعاء، إنّ رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية تلقى اتصالا هاتفيا من وزير...
حماس: سياستنا ثابتة بحصر مواجهتنا مع الاحتلال الصهيوني
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام استهجنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، التسريبات الإعلاميّة التي تشير إلى علاقة الحركة بأعمال وُصِفت...
القوات المسلحة اليمنية تستهدف مدمّرة أمريكية
صنعاء – المركز الفلسطيني للإعلام قالت القوات المسلحة اليمنية التابعة لجماعة أنصار الله، إن قواتها البحرية نفذت عمليةً عسكريةً استهدفتِ المدمرةَ...