الأحد 05/مايو/2024

رئيس إعمار المقابر الإسلامية يناشد إنقاذ مأمن الله

رئيس إعمار المقابر الإسلامية يناشد إنقاذ مأمن الله

أكد رئيس لجنة إعمار المقابر الإسلامية في القدس، الحاج مصطفى أبو زهرة، أن قوات الاحتلال ماضية في تهويد مقبرة “مأمن الله”، التي تعتبر من أقدم مقابر المسلمين وأوسعها في فلسطين، معتبرًا أن ذلك  يشكل طمسًا للهوية العربية الإسلامية.

ووصف وضع مقابر المسلمين في القدس بأنه صعب يستوجب تحركًا عربيًّا وإسلاميًّا للمحافظة عليها.

ودعا الحاج أبو زهرة في حوار خاص لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” -تركز حول الأوضاع في مقابر القدس و بخاصة “مأمن الله “- دعا منظمات حقوق الإنسان، إلى التنبه لما يقوم به الاحتلال من انتهاك لحرمة الإنسان حيًّا وميتًا.

ويذكر أن القيادات الوطنية والإسلامية في بيت المقدس وأكنافه أعلنت أنها ستنظم يوم الأحد القادم( 17-3) تظاهرة احتجاجية ضد تصعيد قوات الاحتلال وأذرعها التنفيذية بالقدس، انتهاكات حرمة المدفونين من أموات المسلمين في مقبرة “مأمن الله” الإسلامية التاريخية في القدس. يعقبها عقد مؤتمر صحفي تكشف من خلاله “مؤسسة الأقصى للوقف والتراث”  بالوثائق والخرائط عن مخططات تهويدية وتدميرية لكامل مساحة مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية. 
وفيما يلي أهم ما جاء في الحوار مع الحاج أبو زهرة: 

* بدايةً، كيف تصف وضع مقبرة مأمن الله حاليًّا في ظل  الانتهاكات الصهيونية المستمرة لها؟
** مقبرة مأمن الله الإسلامية والتاريخية هي من أقدم مقابر المسلمين وأوسعها في فلسطين قاطبة. تقع في الجهة الغربية لأسوار القدس؛ وتقدر مساحتها كما هو مسجل في السجلات الحكومية (الطابو) في العام 1936 لتصل إلى 138 دونمًا، أما اليوم فلا تزيد عن 19 دونمًا؛ حيث تم اقتطاع ما نسبته 70% من حوالي 85%- 90% من مساحتها لإنشاء الحديقة المسمى “حديقة الاستقلال” من قبل الاحتلال الذي  بني على أجزاء أخرى منها مباني مثل المدرسة الواقعة في شارع “هيلل” وعمارة التأمين الصهيونية في الشارع عينه.
 
تقام الآن على المقبرة أساسات وقواعد لمتحف يطلق عليه “متحف التسامح”، وذلك على أنقاض وجماجم وعظام الشهداء والعلماء والصالحين المسلمين بشكل عام في هذه المقبرة على مدار 1400 عام من الدفن فيها، هذا على الرغم من ظهور مقابر جماعية في داخل تلك المساحة التي سيبنى عليها ذاك المتحف. بالإضافة إلى هذا كله يبنى حاليًّا مطعم ومراحيض عامة تابعة لحديقة الاستقلال على جزء من المقبرة، والذي شارف بناؤه على الانتهاء. وفي السياق نفسه اقتطع جزء من المقبرة، ليكون مستودعًا وموقفًا لآليات البلدية التي تقوم بأعمال الصيانة في شوارع تلك المنطقة في مركز المدينة ـ وتلك مساحة تقدر بحوالي 10 دونمات مقتطعة من قبور المسلمين أيضًا.
 
أما جزء آخر من المقبرة والواقع على الجهة الشرقية فأصبح مستودعًا لحاويات النفايات التابعة لبلدية الاحتلال. وفي زيارة أخيرة لنا للمقبرة منذ قرابة 4 أيام ماضية، شاهدت شقًّا لطرق فرعيّة داخل المقبرة، تم تغطيتها بالأسفلت، تمهيدًا لاستخدامات لا تليق بالمقابر وقدسيتّها.

شاهدت أيضًا بعض الأضرحة، وقد تم جرفها، فكان بعضها مبعثرًا، فما كان منّا إلا أن قمنا بتحديدها ببعض الحجارة لمنع الآخرين من العبث في هذه القبور أكثر.

* قوات الاحتلال ماضية في مخططها لتهويد المقبرة منذ سنين، ولكن كيف تقيم ردود الفعل العربية والإسلامية لما يحدث فيها؟
** إننا نخشى بأن تقوم بعض البلاد الإسلامية -كما سبق وحذّرت- بالمعاملة بالمثل وخاصة للمقابر اليهودية في تلك البلاد، وهذا في حقيقة الأمر وارد في بعض هذه الدول العربية الإسلامية، وهو بالطبع تصرف غير لائق لا نقبل به بتاتاً؛ فنحن لا نقبل بأن يدنّس الإنسان وهو في آخرته في قبره. أما على المستوى العالمي والإنساني فهناك مؤسسات مثل مؤسسة اليونيسكو التي عليها أن تحافظ على هذا التراث الإنساني بخاصة بعد حصول فلسطين على عضوية في هذه المؤسسة كباقي الدول العربية والإسلامية الأعضاء في هذا المنظمة التابعة للأمم المتحدة  وبالنسبة للمؤسسات المدنّية في العالم وبشكل خاص منظمات حقوق الإنسان، فيجب عليها أن تنتبه إلى ما يقوم به الاحتلال من انتهاك لحرمة الإنسان حيًّا وميتًا.

* ما هو دور المواطن المقدسي للتصدي لما يحدث في المقبرة؟
** ما يحدث في المقبرة كما ذكرت سابقًا هو طمس للهوية العربية الإسلامية وهو مسؤولية جميع أهالي مدينة القدس والمسلمين أيضًا. وفي واقع الحال لا بّد من زيارات متتالية ومستمرة لهذه القبور؛ حيث تجدر الإشارة إلى طلب بعض الإخوة من تركيا وهو مدير مؤسسة “تيكا” التركية بزيارة المقبرة بصحبة وفد، للدعاء و قراءة  الفاتحة. فهذا واجب علينا نحن أيضًا وذلك للتنبيه لأي انتهاكات ومحاولة منعها والتصدي لها بالإعلام أو العرائض التي ترسل إلى المؤسسات المسؤولة أو كل وسيلة ممكنة يمكن أن يقوم من خلالها الإنسان بوقف هكذا انتهاكات.

* كرئيس للجنة إعمار المقابر الإسلامية ، كيف تقيم وضع المقابر في مدينة القدس؟
** الوضع صعب، يدعو إلى التحرك العربي الإسلامي، فهناك انتهاكات متكررة، فمثلاً مقبرتا “باب الرحمة” والمقبرة “اليوسفيّة “، المصنفتان كحدائق “دولة عامة “، من قبل الاحتلال الصهيوني، فتم اقتطاع أجزاء منها بأمر من المحكمة العليا الصهيونية بناء على قضية تخص المقبرة الأولى، رفعها المستوطن “أرييه كينج” حيث وضع شريطًا يمنع المسلمين من دفن موتاهم في قبورهم، ولكن المسلمين لا زالوا يدفنون موتاهم في هذه المقبرة التي تقع بجوار المسجد الأقصى المبارك. فنحن بدورنا قمنا بتسوير المقبرة بأسوار منظمة وترتيبها لجعلها مؤهلة للدفن على مدى سنوات طويلة قادمة إن شاء الله.
 
أما مقبرة “النبي داود” الخاصة بآل الدجاني فهي الأخرى تم تحويلها لمكب للنفايات ولكننا قمنا بتنظيفها مرارًا وتكرارًا في محاولة لوقف هذه الأعمال إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل لأنهم ما زالوا يعتبرونها مكانًا لتكديس نفاياتهم بها. وردًّا على هذا حاولنا وضع أسوار وأبواب لمنعهم من رمي النفايات لكن دون جدوى وبناءً عليه اشتكينا للبلدية التي لا تنفك عن مؤازرة هذه الانتهاكات الصارخة بحق هذا المقابر التاريخية الإسلامية.

* أخيرًا، ما هي مناشدتك الأخيرة للعرب والمسلمين تجاه ما يحدث في المدينة المقدّسة؟
** نناشد العرب والمسلمين ونذكرهم بأن مدينة القدس والمسجد الأقصى هو آية في القرآن  الكريم. فالقدس ملك للمسلمين في جميع أنحاء الأرض ومسؤولية كل مواطن مسلم على هذا الكوكب وليس مسؤولية على أهالي بيت المقدس وحسب.

علينا جميعًا أن نحافظ عليها من طمس الهوية أولاً ومن تهويدها ثانيًا؛ فـ”إسرائيل” عازمة على تهويدها يومًا بعد يوم بمشاريع تهويدية على أجزاء متفرقة من المقابر الإسلامية.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات