الجمعة 26/أبريل/2024

الخليل والياسين .. الانتقام والبيعة

الخليل والياسين .. الانتقام والبيعة

يرحل الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة المقاومة الإسلامية “حماس” وتبقى ذاكرة وحكايات في أذهان أهالي محافظة الخليل التي انتفضت وانتقمت لاغتياله، وهناك كثرت مشاهد الارتباط بالشيخ من خلال عمليات بئر السبع المزدوجة ومهرجانات التأبين وبيت العزاء وغيرها من الجوانب التي أراد الأهالي أن يبرقوا عبرها تحية الإجلال للقادة العظام.

الانتقام

ويأتي وقع استشهاد الشيخ الياسين في الثاني والعشرين من آذار (مارس) 2004 على أهالي مدينة الخليل كالصاعقة التي تضرب ولا تعرف نتائجها، فخرجت المسيرات العفوية في اللحظة الأولى وخيم الحزن وانتشرت الدموع وفتح بيت العزاء بالشهيد المؤسس وسط المدينة، لتؤمه كل العشائر والعائلات والمؤسسات والأحزاب وتستنفر الجامعات في نقطة فاصلة بتاريخ حركة حماس والقضية الفلسطينية.

ولكن “كتائب القسام” في المدينة كان لها موقف آخر ترجمته على أرض بئر السبع المحتلة عام 1948 بلغة الاستشهاديين ردًا وانتقامًا من جرائم الاحتلال ضد الشيخ المقعد، فأوصلوا رسالة القوة والعزة ضمن سلسلة الرد القسامي التي جابت غزة والخليل ومدن الضفة الغربية من إطلاق النار واقتحام المستوطنات والعبوات الناسفة وغيرها.

وقبل أن تجف الدماء، ترجل الاستشهاديان أحمد القواسمي ونسيم الجعبري بعد مصادقة قيادة الكتائب في المدينة ليلتف جسداهما بالأحزمة الناسفة وينطلقان إلى مدينة بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة، وليكون نهاية آب من العام نفسه موعد إذاقة المحتل من نفس الكأس من المرار، فكانت عملية القسام المزدوجة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 16 صهيونيًا و100 جريح هدية الخليل إلى روح الشيخ الجليل.

ويقول المواطن محمد عبد الرحيم لـ”المركز الفلسطيني للإعلام”: “إن خبر استشهاد الشيخ ألقى بظلاله على المحافظة، فكان الحزن في كل بيت وكانت لهفة الانتقام تعترينا جميعًا حتى تمكن المجاهدون من إشفاء الغليل في عملية بئر السبع لتعود الفرحة من جديد لقلوبنا وتأكدنا  أن من خلف الشيخ رجال صدقوا الله”.

العشائر تنعاه

وفي يوم استشهاده؛ احتضنت ساحة وملعب مدرسة الحسين في الخليل بيت العزاء الذي تحول لمؤتمر شعبي جدد فيه الأهالي وعشائرهم وعائلات الخليل البيعة والوفاء لروح الشهيد القائد ومسيرة حركة حماس، فكانت وفود العشائر تأتي من كل حدب وصوب من المحافظة والحافلات تقل آلاف المواطنين من قرى شمال وجنوب وشرق وغرب المدينة ومن أحياء وضواحي المحافظة، بينما لافتات القسام ونعي المقاومة والرايات الخضراء والأعلام الفلسطينية تزين المكان.

ويقول الحاج أحمد التلاحمة من دورا لـ” المركز الفلسطيني للإعلام”: “تجمعنا في دورا بالعشرات من أبناء العائلة واتجهنا نحو بيت العزاء، فكانت مكبرات الصوت ترحب بالعائلات وكان شعارهم لنا أهل بعائلة القائد القسامي صالح التلاحمة والشهيد عبد الرحيم، وألقينا كلمة البيعة والوفاء لروح الشهيد في أجواء لم نرها منذ زمن في المحافظة، فروحه وحدت ودماؤه عززت الصمود والمقاومة”.

من جانبه؛ يرى الشيخ أبو صهيب أحد قادة “حماس” في الخليل بأن الشيخ الياسين كانت له البصمات الرائعة في ترسيخ مسيرة الحركة، فمع إخوان له أمثال الدكتور المرحوم عدنان مسودة والمهندس المرحوم حسن القيق من عمداء المحافظة ساروا الخطوة الأولى في تأسيس حركة حماس التي كان لقيادتها في الخليل الشرف في حفظ تلك المسيرة.

وأبت عشائر النتشة وعمرو وشاهين وأبو اسنينة والعويوي والمحتسب والتميمي والرجوب والشرحة والشراونة والرجبي والعجلوني والسويطي وعابد والقاضي وغنيمات وجبارين واشنيور والربعي وشريتح وأبو قبيطة وأبو زهرة والقواسمي والجعبري والدويك وغيرها العشرات، إلا أن تؤم بيت العزاء وتقدم أبناءها مقاومين ومنتقمين بين شهداء وأسرى إكبارا وإجلالا للشيخ الجليل والحركة الإسلامية.

فليس غريبا أن تدخل المدينة وتلاقيك عبارة بخط عريض “أهلا بكم في مدينة حماس” والتي سعت الأجهزة الأمنية في المدينة ومنذ العام 2007 بأن تطمسها عدة مرات فقامت بإزالتها عن مدخل المدينة ولكنها فشلت في نزعها من قلوب أهالي الخليل، فكان القسام بعملياته النوعية يقدم الشهيد تلو الشهيد أمثال نشأت الكرمي ومأمون النتشة وعلي السويطي وعبد المجيد دودين وهيثم عمرو وشهاب وباسل النتشة، وما زالت الفاتورة تخط الدماء.  

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات