الأحد 05/مايو/2024

مستقبل غور الأردن وإبقائه تحت السيادة الصهيونية

مستقبل غور الأردن وإبقائه تحت السيادة الصهيونية

 

مقتطفات من دراسة: “مستقبل غور الأردن، وإبقائه تحت السيادة الإسرائيلية”

أهمية غور الأردن “لإسرائيل” سياسياً، استراتيجياً، اقتصادياً واستيطانياً

 

تُرجم بتصرّف عن العبرية: 09 تموز 2010

تقديم المركز

في ظل الحديث المتزايد عن انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والصهاينة قريباً، والمطلب الفلسطيني بترسيم الحدود النهائية للدولة العتيدة، زاد النقاش في الآونة الأخيرة داخل مؤسسات صناعة القرار السياسي والأمني في كيان العدو الصهيوني، وانعكست كذلك وُرش عمل في مراكز التفكير البحثية، حول فرضية الانسحاب الصهيوني من غور الأردن ومَطالب بإبقاء الغور تحت السيطرة “الإسرائيلية” لاعتبارات عديدة. لذلك قام مركز دراسات وتحليل المعلومات الصحفية بإعداد التقرير التالي مستنداً فيه إلى كتاب صدر عام 2009 باللغة العبرية عن قسم الأبحاث الجيوسياسية في جامعة حيفا بعنوان “مستقبل غور الأردن”، شارك في تأليفه جملة من الباحثين والخبراء الصهاينة يتقدمهم كبير المتخصصين في شؤون الجغرافيا السياسية البروفيسور “أرنون سافير” (75 عاماً). وقد ارتأى المركز تقديم ملخص عن الكتاب في هذا الإصدار، بهدف فهم خلفيّة قرار حكومة العدو اعتبار غور الأردن جزء من أراضيه لن يتخلّى عنه في أي تسوية مستقبلية، أو يُسلّم أمن الأغوار لأي قوات دولية أو فلسطينية حليفة.

حقائق ومعلومات

غور الأردن سهلُ خصيب تبلغ مساحته 400 كم2، ويتراوح مستواه بين 200 وأكثر من 400م تحت سطح البحر، وهو أكثر جهات العالم انخفاضاً تحت مستوى سطح البحر، ويقع على امتداد نهر الأردن بين فلسطين والأردن، ويوجد فيه البحر الميت. ويعتبر القطاع الشرقي للضفة الذي يمتد على طول 120 كم، من منطقة “عين جدي” قرب البحر الميت جنوباً ولغاية الخط الأخضر جنوبي بيسان شمالاً، ويبلغ عرضه 15 كم.

يعيش اليوم في الغور أكثر من 47 ألف فلسطيني، في عشرين بلدة ثابتة، بما في ذلك مدينة أريحا، وبضعة آلاف في بلدات مرتجلة، أي نحو 2% من التعداد الكلي للسكان الفلسطينيين في الضفة الغربية، ومجال التطوير فيه مع وجود مصادر مياهه وأراضيه الزراعية، يجعله ضرورياً لقابلية الحياة لأي دولة فلسطينية مستقبلية.

كما أنه مهم من الناحية الإستراتيجية: فحدوده مع الأردن تشكل نقاط تواصل هامة للتجارة والسفر مع بقية دول المنطقة، واستمرار السيطرة “الإسرائيلية” على قطاعات منه ستعني أن الضفة ستبقى مطوقة من قبل “إسرائيل”.

ويعتبر غور الأردن من أخصب الأراضي الزراعية، لأن مناخه دافئ شتاءً وحار جداً صيفاً، ولأن المناخ الدافئ يناسب الكثير من الخضار والفاكهة وأشجار أخرى كثيرة، كما أن المناخ الحار يناسب نبات الموز حيث توجد في الغور مساحات شاسعة من مزارع الموز.

 

 

 

الأهمية السياسية

منذ احتلال الضفة الغربية في حرب 1967، اعتبرت جميع الحكومات “الإسرائيلية” منطقة غور الأردن بمثابة “الحدود الشرقية” “لإسرائيل”، وطمحت في ضمه إلى مساحة الدولة. ومن أجل تعزيز سيطرتها على المنطقة، أقامت “إسرائيل” في الأغوار، منذ مطلع سنوات السبعينيات، 26 مستوطنة، يعيش بها اليوم حوالي 7500 مستوطن.

وعلى مدار السنين، تم الإعلان عن الغالبية العظمى من أراضي غور الأردن، على أنها أراض تابعة للدولة، وجرى ضمها إلى مناطق النفوذ التابعة للمجالس الإقليمية المعروفة باسم “عرفوت هيردين” و”مجيلوت” التي تعمل في إطارها معظم المستوطنات في المنطقة.

وفي إطار اتفاقية أوسلو، تم تعريف هذه المنطقة، باستثناء جيب يضم مدينة أريحا والمساحات التي تحيط بها، على أنها مناطق C، التي تسيطر عليها “إسرائيل” سيطرة تامة. وقد صرحت أوساط مقربة من رئيس الحكومة “الإسرائيلية” أن غور الأردن سيبقى تحت السيطرة “الإسرائيلية” في أي تسوية مستقبلية.

ومنذ العام 2005، تفرض “إسرائيل” في غور الأردن سياسة من التقييد على حركة وتنقل السكان الفلسطينيين، وجاءت هذه السياسة لتحل محل الجدار الفاصل، بحيث أن الوضع الذي أوجده الجيش “الإسرائيلي” في غور الأردن مشابه على وجه التقريب بصورة تامة للوضع السائد في “منطقة التماس” الواقعة بين الجدار الفاصل والخط الأخضر.

كما أقامت “إسرائيل” خلال السنوات الأخيرة أربعة حواجز ثابتة، شدد الجيش بصورة ملحوظة من التقييدات المفروضة عليها، وأتاح المرور فقط لسكان غور الأردن على أساس بطاقة الهوية، بشرط أن يكون العنوان المسجل في بطاقة الهوية هو إحدى قرى الغور.

أما باقي سكان الضفة الغربية، فيُطلب منهم إبراز تصريح خاص يتم إصداره من قبل الإدارة المدنية، وبدون التصريح، فإن الجيش يتيح المرور فقط في “الحالات الإنسانية”. ولا يسري هذا المنع على دخول المواطنين من الضفة الغربية إلى مدينة أريحا، غير أن السفر من أريحا شمالاً إلى باقي أجزاء الأغوار محظور على الفلسطينيين، ومن بينهم سكان أريحا أنفسهم، باستثناء حملة التصاريح، و”الفلسطينيون الذين يتم إمساكهم في الأغوار بدون تصريح”، كما يقول المتحدث باسم الجيش “الإسرائيلي”، “يتم تحويلهم إلى الشرطة”.

ويتضح من السلوك الميداني للجيش “الإسرائيلي” أن “إسرائيل” لا ترى في الأغوار وحدة جغرافية واحدة، مع باقي مناطق الضفة الغربية، وبالتالي، فإن الفلسطينيين الذين يسكنون خارج الأغوار، ويمتلكون أراض زراعية في مجالها، جرى فصلهم عن أراضيهم، وفقدوا مصادر رزقهم.

كما يمنع الجيش “الإسرائيلي” سكان القرى الواقعة شمالي جيب أريحا من استضافة أقاربهم وأصدقائهم الذين يعيشون خارج الأغوار وفي أريحا، وبات تنظيم مناسبة كثيرة المشاركين، كحفل الزواج أو الجنازة، مهمة شبه مستحيلة.

كما أن النساء اللواتي تزوجن من رجال يسكنون في الأغوار، وانتقلن للعيش معهم في المنطقة دون أن يبدلن البند الخاص بالعنوان في بطاقة الهوية، لا يخرجن من منطقة القرى، خشية منعهن من العودة إلى بيوتهن، وقد توقف الكثير من مزودي الخدمات عن الوصول إلى هذه القرى.

وهكذا، فإن السياسة التي تطبقها “إسرائيل” في غور الأردن، إلى جانب تصريحات أصحاب المناصب الرفيعة حول هذه القضية، ترمز إلى أن الدافع من ورائها ليس أمنياً بحتاً، بل سياسي بامتياز، ويتمثل في “ضم هذه المنطقة من الناحية الفعلية لإسرائيل“.

موارد المياه

تعتبر منطقة الأغوار من المناطق المتميزة نسبياً بوفرة مواردها المائية، رغم أن جزءً كبيراً منها غير مستغل لأسباب سياسية، ولعل أهم الموارد المائية المتوفرة للاستخدام في الوقت الراهن هي ينابيع المياه المتواجدة في السفوح الجبلية المطلة على المنطقة، حيث يتصل عدد كبير نسبياً من الينابيع بها. كما يوجد فيها 133 بئراً جوفياً، موزعة في مناطق: “أريحا، العوجا، الجفتلك، مرج نعجة، بردلة”، يستخدم غالبيتها الساحقة للأغراض الزراعية، وتقدر كمية المياه المستخرجة منها بـ16 مليون متر مكعب.

وقد لجأت “إسرائيل” إلى حفر 35 بئراً بقدرة إنتاجية تقدر بـ40 مليون متر مكعب، وفرضت قيوداً على حفر أي آبار جديدة للفلسطينيين في المنطقة، وأغلقت الآبار الفلسطينية الواقعة في المناطق العسكرية، كما حدث في منطقة مرج نعجة. وبينما يستهلك الـ47 ألف فلسطيني ما معدله 37 مليون متر مكعب من الماء سنوياً، فإن الـ8300 مستوطن يستهلكون 41 مليون متر مكعب!

كما فرضت “إسرائيل” على نهر الأردن، المورد الأول للمياه في المنطقة، إجراءات حرمت الفلسطينيين من حقهم في حصتهم من موارد مياهه، بـ250 مليون متر مكعب، وتم الاستيلاء عليها كلياً منذ مطلع الستينات. وقامت منذ عام 1967 بالإعلان عن المنطقة المحاذية للنهر، المعروفة باسم الزور، والتلال المطلة عليها كمنطقة عسكرية يحظر على الفلسطينيين الدخول إليها، ما أدى إلى حرمان جزء كبير منهم من أراضيهم الزراعية التي يتم ريها من مياه نهر الأردن.

الأهمية الاقتصادية

1- الزراعة: وهي من أهم القطاعات، من خلال إسهامها بـ50% من المساحة المزروعة المعتمدة على الري في الضفة الغربية، وتستهلك 55% من إجمالي كمية المياه المستخدمة لأغراض الري، كما تنتج 60% من مجمل كمية الخضار التي تنتجها الضفة، و40% من محصول الحمضيات و100% من إنتاج الموز.

2- السياحة: تمتاز الأغوار بطابع سياحي، نظراً لكثرة الآثار الموجودة، وطقسها الدافئ شتاء، مع توفر عيون المياه الطبيعية مثل عين العوجا وعين الديوك.

التواجد الفلسطيني في الغور

تعرضت منطقة الأغوار لتغيرات سكانية واضحة نظراً للأوضاع السياسية والحروب السائدة في المنطقة، فبين عامي 1948-1967 كان يقطنها 80 ألف نسمة موزعين بين أريحا العوجا وثلاثة مخيمات للاجئين: النويعمة وعين السلطان وعقبة جبر، وبعض التجمعات السكانية الصغيرة.

وكانت غالبية السكان 86% من اللاجئين الذين تم تهجيرهم من بيوتهم في بيسان والجليل، وبعد احتلالها عام 1967، قامت “إسرائيل” وللمرة الثانية بترحيل سكان الأغوار، وإجبارهم على الهجرة مرة ثانية إلى الضفة الشرقية لنهر الأردن.

يصل تعداد سكان الأغوار حالياً نحو 47 ألف نسمة، حيث تتصدر مدينة أريحا العدد بوجود 35 ألف نسمة، وتضم مخيمات: عقبة جبر، ثم يأتي مخيم عين السلطان وبلدة الجفتلك وفصايل والزبيدات وبردلة، وبعض التجمعات الصغيرة والخرب. وعلى الرغم من نجاح “إسرائيل” بإقامة 26 مستوطنة في منطقة الأغوار، الممتدة من صحراء الخليل جنوباً مروراً بالسواحل الغربية للبحر الميت حتى حدود الضفة الشمالية معها، إلا أنها فشلت في جذب أعداد كبيرة من المستوطنين، ففي عام 1981 بلغ عددهم نحو 4 آلاف، ارتفع إلى 4115 عام 1992، ووصل إلى 7500 عام 2005، حيث شهد العدد زيادةً ملحوظة بعد توقيع اتفاق أوسلو، ويعتبر غالبية مستوطني الأغوار من العلمانيين ومؤيدي حزب العمل.

ورغم هذا العدد المتواضع لهم، إلا أن مساحة الأرض التي يسيطرون عليها تفوق ما يسيطر عل

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

كتائب القسام تزف شهداءها في طولكرم

طولكرم - المركز الفلسطيني للإعلام زفّت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة "حماس"، شهداء طولكرم الذين ارتقوا أمس السبت، بعد أن خاضوا اشتباكًا مسلحًا...