عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

الجوهري: لقاء دمشق غير مسبوق

الجوهري: لقاء دمشق غير مسبوق

وصف الكاتب والمحلل السياسي شاكر الجوهري لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” خالد مشعل مع الرئيس الروسي” ديمتري ميدفيديف” والرئيس السوري بشار الأسد بـ”اللقاء غير المسبوق”.

وأضاف في حوارٍ خاصٍّ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” أمس الأربعاء (12-5) أن “هذا اللقاء يدل على مدى الأهمية التي أصبحت تحظى بها حركة “حماس” على المستوى الدولي”.

وأشار الجوهري إلى خصوصية هذا اللقاء؛ “حيث إن مشعل قد زار روسيا مرتين خلال الفترة الماضية ولم يَلْتَقِ الرئيس الروسي ضمن برامج زياراته”.

ويرى الجوهري أن اللافت في هذا اللقاء هو أن “الرئيس الروسي هو الذي سعى له، كما أن هذا اللقاء يمهِّد وبشكلٍ معلنٍ لاستبدال رعاية روسية مكان الرعاية المصرية، بضوء أخضر من اللجنة الرباعية الدولية، خاصة في ملف المصالحة”.
 
وكشف الجوهري عن أن أهمية هذا اللقاء “تنصبُّ على رغبة الدول العظمى في أن يحدث تغيير في سياسات حركة “حماس” بما ينسجم مع شروط (اللجنة الرباعية)”.

وأعرب المحلل السياسي عن اعتقاده “أن عقدة الاعتراف بالكيان الصهيوني هي جوهر الجهد السياسي المبذول، وقد تكون روسيا تريد أن تتجاوز هذه النقطة، سيما أن عباس قد قال في أحد تصريحاته: ليس مطلوبًا من “حماس” أن تعترف بالكيان الصهيوني”.

ويتابع: “وإذا كانوا جادِّين في ذلك فإن آفاقًا سياسية جديدة ستتفتح، خاصة في موضوع المصالحة”.

وقال الجوهري: “إن روسيا قد تعتبر “وثيقة الوفاق الوطني” تمثل قاعدة يمكن الانطلاق من خلالها إلى مواقف مستقبلية بالنسبة لحركة (حماس)”.

ويعتقد الجوهري أن “هذه الوثيقة قد تشكِّل ذلك دون إخلالٍ بثوابت الحركة؛ فـ”حماس” قد قبلت بهذه الوثيقة بدولة على حدود 1967 دون التنازل عن 1948، و”حماس” لم تعترف بالكيان الصهيوني، كما أن “حماس” تفعل ما تقول، بعكس محمود عباس الذي يقول كلامًا وينفذ مقلوبه”.

وحول المفاوضات غير المباشرة التي وافقت عليها منظمة التحرير، قال الجوهري: “إن المفاوضات المزمع عقدها سيتم التركيز بها على قضيتين؛ هما الأمن، والحدود”، مضيفًا: “وأعتقد أن نتنياهو من الممكن أن يتوصَّل مع “الفلسطينيين” إلى تفاهمات متعلقة بالأمن، لكنه لن يتوصَّل معهم إلى شيء متعلق بالحدود؛ لأنه يريد كسب مزيد من الوقت لتنفيذ سياساته الصهاينة الاستعمارية و”الاستيطانية” وقضم مزيد من الأراضي”.

وحول تجاوب “حماس” مع الجهد الروسي يرى الجوهري أن “(حماس) مستعدة لتقديم مرونة سياسية بما لا يتجاوز ثوابتها التي وضعتها لنفسها”.

وحول أسباب التصريحات الروسية التي أعقبت اللقاء حول ملف شاليط، قال الجوهري: “روسيا تريد أن توقف الانفجار القادم -حسب تقديرها- وإشعال الحرب تحت عنوان شاليط؛ فربما تلعب روسيا دورًا للحيلولة دون ذلك وحل هذه المعضلة”.

وإليكم نص الحوار:

 * بداية كيف ترى لقاء الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف برئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل؟

** لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل مع الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والرئيس السوري بشار الأسد لقاء غير مسبوق.

إن هذا اللقاء هذا يدلل على مدى الأهمية التي أصبحت تحظى بها حركة “حماس” على المستوى الدولي.

وتنبع خصوصية هذا اللقاء في أن مشعل قد زار روسيا مرتين خلال الفترة الماضية ولم يلتق الرئيس الروسي ضمن برامج زياراته.

واللافت فيه أن الرئيس الروسي هو الذي سعى له، كما أن هذا اللقاء يمهد وبشكل معلن لاستبدال الرعاية المصرية برعاية روسية بضوء أخضر من اللجنة الرباعية الدولية خاصة في ملف المصالحة.

* ما أهمية هذا اللقاء من وجهة نظركم؟

** أهمية هذا اللقاء تنصب على رغبة الدول العظمى بأن يحدث تغيير في سياسات حركة “حماس” بما ينسجم مع شروط اللجنة الرباعية.

ولقاء على هذا المستوى غرضه أن تحصل روسيا على إجابات تساعدها على أن تستمر بجهودها الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.

* ما سبب هذا الجهد السياسي الروسي مع حركة “حماس”؟

أعتقد أن عقدة الاعتراف بالكيان الصهيوني هي جوهر الجهد السياسي المبذول، وقد تكون روسيا تريد أن تتجاوز هذه النقطة سيما وأن عباس قد قال في إحدى تصريحاته أنه ليس مطلوبًا من “حماس” أن تعترف بالكيان الصهيوني.

وهم إذا كانوا جادين بذلك فإن آفاقا سياسية جديدة ستتفتح خاصة في موضوع المصالحة.

وقد تعتبر روسيا وثيقة الأسرى وثيقة الوفاق الوطني تمثل قاعدة يمكن الانطلاق من خلالها لمواقف مستقبلية بالنسبة لحركة “حماس”، وهذه الوثيقة قد تشكل ذلك دون إخلال بثوابت الحركة؛ فـ”حماس” قد قبلت في هذه الوثيقة بدولة على حدود 1967م دون التنازل عن 1948م، و”حماس” لم تعترف بالكيان الصهيوني، كما أن “حماس” تفعل ما تقول بعكس محمود عباس الذي يقول كلامًا وينفذ مقلوبه.

* تحدثتم عن المصالحة، فكيف ترون هذا اللقاء وفقها؟

** اللقاء قد يفتح آفاقا جديدة للمصالحة، خاصة أن الزيارة الروسية لدمشق تزامنت مع دعوة أطلقها عزام الأحمد باستعداد حركة “فتح” إرسال وفد رسمي فتحاوي لإجراء لقاءات مباشرة مع “حماس” بغزة لإتمام عملية المصالحة.

وهذا معناه أمرين:

أولهما: أن قيادة “فتح” لا يمكنها التوصل إلى حل للمصالحة من خلال الراعي الرسمي، وإن كان الأحمد قد أعلن أن الحوار سيعتمد الورقة المصرية أساسًا لذلك.

ثانيهما: هناك تفاؤل فتحاوي بإمكانية التوصل للحل مع الجانب الصهيوني، وهذا لن يكون ولن يستطيعوا تطبيقه إن لم توافق “حماس”.

* وماذا عن الحضور السوري للقاء وأسباب ذلك؟

** روسيا ربما تريد أن تمهد لمفاوضات غير مباشرة بين سوريا والكيان الصهيوني تتم بالتزامن مع الملف الفلسطيني.

* ما تقييمك لتجاوب “حماس” مع الجهد الروسي؟

** “حماس” مستعدة لتقديم مرونة سياسية بما لا يتجاوز ثوابتها التي وضعتها لنفسها.

كما أن “حماس” مؤهلة لأن تحقق للشعب الفلسطيني مكاسب من خلال وسيط دولي مثل روسيا وبالتزامن مع الملف السوري.

ولسان حال سوريا وقوى المقاومة التنسيق مع بعضهما البعض للوصول للمصالح العليا لكل منهما دون التنازل عن الثوابت.

* ما أسباب التصريحات الروسية التي أعقبت اللقاء حول ملف الجندي الصهيوني غلعاد شاليط الأسير لدى المقاومة الفلسطينية؟

** روسيا تريد أن توقف الانفجار القادم في تقديرها، وإشعال الحرب تحت عنوان شاليط، فربما تلعب روسيا دورًا للحيلولة دون ذلك، وحل هذه المعضلة.

* بعيدًا قليلاً عن لقاء ميدفيديف – مشعل، ما رأيك في موافقة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية على العودة للمفاوضات غير المباشرة مع الاحتلال؟

إن المفاوضات المزمع عقدها سيتم التركيز بها على قضيتين هما “الأمن والحدود”، وأعتقد أن نتنياهو من الممكن أن يتوصل مع الفلسطينيين لتفاهمات متعلقة بالأمن لكنه لن يتوصل معهم بشيء متعلق بالحدود، لأنه يريد كسب مزيد من الوقت لتنفيذ سياساته الصهاينة الاستعمارية والاستيطانية وقضم مزيد من الأراضي.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات