عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

العيسوي: المفاوضات جلبت المهالك للشعب الفلسطيني

العيسوي: المفاوضات جلبت المهالك للشعب الفلسطيني

دعا المهندس أسامة العيسوي وزير الثقافة الفلسطيني ورئيس اللجنة العليا لإحياء فعاليات النكبة 62؛ سلطة رام الله إلى العودة عن قرار استئناف المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، مبينًا أنها (المفاوضات) جلبت المهالك للشعب الفلسطيني.

وطالب العيسوي في حوارٍ أجراه معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام” سلطة رام الله، بالاصطفاف بجانب حق المقاومة المشروع للشعب الفلسطيني، مشيرًا في ذات الوقت إلى أن المفاوضات تأتي بالتزامن مع استمرار حملات التهويد ومخططات التهجير وتواصل “الاستيطان” وسرقة الأراضي.

وشدد الوزير العيسوي على أهمية العمق العربي والإسلامي لقضية فلسطين وأهمية مشاركة كافة العرب في الدفاع عن هذه القضية، منتقدًا الأداء العربي، وقال: “إنه للأسف لم يَرْتَقِ حتى الآن إلى المطلوب منه”، مطالبًا العرب والمسلمين بتحمُّل مسؤولياتهم تجاه قضية فلسطين وتجاه الممارسات الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني، من قتلٍ وأسْرٍ وتشريدٍ، لافتًا إلى أن السكوت العربي يمثل ضوءًا أخضر للاحتلال للاستمرار في عدوانه.

كما دعا المجتمع الدولي إلى الكف عن الانحياز إلى الكيان الصهيوني “الذي وضع نفسه فوق القانون ومارس الإجرام المنظم بحق شعب أعزل”، وقال: “كفى ما فعلته القرارات الدولية من ترسيخ لـ”دولة” الاحتلال على أرض فلسطين من خلال وعد بلفور وغيره من أشكال الانحياز إلى كيان الاحتلال”.

وفيما يلي نص الحوار:

* أعلنتم عن انطلاق اللجنة العليا لإحياء الذكرى 62 للنكبة؛ لو تعطونا نبذة سريعة وشاملة عن مهام وعمل هذه اللجنة، والجهات التي تنضوي تحتها؟

** بالفعل؛ فقد أعلنا عن انطلاق اللجنة العليا لإحياء الذكرى الـ62 للنكبة، والتي تشكلت بهدف إحياء هذه الذكرى الأليمة في تاريخ الشعب الفلسطيني وفي ذاكرة الأمة العربية والإسلامية.

وقد انضوى تحت لواء هذه اللجنة العديد من الجهات، كحركة “حماس”، ودائرة شؤون اللاجئين، ووزارة الثقافة، إلى جانب وزارات الإعلام، والأوقاف، والتربية والتعليم، إضافة إلى المجلس التشريعي الفلسطيني ورابطة الكتاب والأدباء الفلسطينيين ورابطة الفنانين أيضًا.

إن إطلاق هذه اللجنة جاء بهدف إقامة فعاليات وأنشطة مختلفة ومتنوعة تستهدف كافة فئات الشعب الفلسطيني في الوطن، في سبيل تذكير أبناء شعبنا وتوعيته بحقيقة ما جرى قبل 62 عامًا من الآن، إضافة إلى ترسيخ معاني التمسك بالأرض وحق العودة ورفض كافة مخططات التوطين والتعويض، ومن ثم تأكيد الثوابت الفلسطينية.

* تمر الذكرى الـ62 لنكبة الشعب الفلسطيني.. كيف تنظرون إلى الواقع المأساوي الذي لا يزال يعيشه أهلنا منذ النكبة عام 1948م؟

** تكتسب فعاليات إحياء ذكرى النكبة هذا العام اهتمامًا خاصًّا في ضوء ارتفاع وتيرة الهجمة الصهيونية على شعبنا، وفي ظل استمرار حملات التهويد بحق المقدسات الإسلامية في القدس، وتواصل الآلة “الاستيطانية” الصهيونية في قضم المزيد من الأراضي الفلسطينية، وتهجير المزيد من الفلسطينيين من القدس والضفة الغربية، في صورة تمثل نكبة جديدة يود الاحتلال أن يكرسها بعد مرور 62 عامًا.

+كما تأتي ذكرى النكبة في الوقت الذي تزداد فيه الأحاديث عن عودة المفاوضات مع الاحتلال الصهيوني، والتي لم تأتٍ 18 عامًا منها إلا بمزيد من الويلات والنكبات للشعب الفلسطيني الذي يرفض هذا النهج ويعلن مرارًا تمسُّكه بخيار المقاومة كطريق وحيد وأوحد لاسترداد الحقوق وتحقيق المطالب الفلسطينية بالعودة والاستقلال.

* كيف تقرؤون التعاطي العربي والدولي مع قضية النكبة؟

** بخصوص التعاطي العربي والدولي مع قضية النكبة فإننا نؤكد دائمًا العمق العربي والإسلامي لقضية فلسطين، وأهمية مشاركة كافة الإخوة العرب في الدفاع عن هذه القضية، ولكن للأسف لم يَرْتَقِ الأداء العربي حتى الآن إلى المطلوب منه، ونحن نطالب دائمًا الإخوة العرب والمسلمين بتحمُّل مسؤولياتهم تجاه قضية فلسطين والممارسات الصهيونية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني من قتل وأسْر وتشريد، ونشدد دائمًا على أن السكوت العربي يمثل ضوءًا أخضر للاحتلال للاستمرار في عدوانه.

أما فيما يخص المجتمع الدولي، فإن مطالباتنا لا تتوقف لكافة الدول بضرورة وقف الاعتداءات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وضرورة وجود موقف حازم من قبل هذه الدول لإلجام الاحتلال وهجمته المسعورة ضد الشعب الفلسطيني، ونحن في تواصل دائم مع المؤسسات الدولية المعنية بحقوق الإنسان التي تسجل الانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، وهي على اطلاع كامل بما يحدث.

وتبقى رسالتنا إلى المجتمع الدولي أن كفى انحيازًا إلى كيان وضع نفسه فوق القانون، ومارس الإجرام المنظم بحق شعب أعزل، وكفى ما فعلته القرارات الدولية من ترسيخ لـ”دولة” الاحتلال على أرض فلسطين من خلال وعد بلفور وغيره من أشكال الانحياز إلى كيان الاحتلال.

* هناك بعض الاجتهادات تتعلق بتشكيل حملات عالمية لإحياء ذكرى النكبة في أوروبا وفي دول العالم.. كيف تقيمون هذه الأفكار؟ وفي أي إطار يمكن فهمها؟

** إن كافة المبادرات المتعلقة بتشكيل حملات عالمية لنصرة الشعب الفلسطيني وإحياء ذكرى النكبة؛ خطوات مباركة ونحن ندعمها بشكل كبير؛ لكونها تعلي صوت الشعب الفلسطيني في كافة المنابر والساحات الخارجية، كما تعمل على فضح جرائم الاحتلال أمام العالم أجمع وتعريته في كافة المحافل الدولية؛ فنحن نؤكد ثانية أننا نساند هذه المبادرات ومستعدون لكافة أشكال التعاون معها، وليس مستغربًا قيام أبناء شعبنا في الشتات بدورهم تجاه شعبهم وقضيتهم؛ فهم جزء لا يتجزأ من الشعب الفلسطيني.

وفي هذه المناسبة أوجِّه التحية إلى مؤتمر فلسطينيي أوروبا الذي بدأ أعماله السبت الماضي، كما أشكر كافة القائمين عليه، وأثني على وضع المؤتمرِ الحقوقَ الفلسطينية في قائمة جدول الأعمال، وفي مقدمتها حق العودة، وهذا يدل على تمسُّك كافة أطياف الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج بحق العودة، كما يؤكد أن شعبنا لم يَنْسَ ولن ينسى حقه في استرداد أرضه وبناء دولته المستقلة.

ومن هنا أدعو مؤتمر فلسطينيي أوروبا إلى تنفيذ كافة توصيات المؤتمر من خلال إجراءات عملية على الأرض تستهدف إظهار المأساة الفلسطينية للعالم أجمع والعمل على تعرية الاحتلال وفضح جرائمه في كافة الساحات الدولية.

* ما أهم الفعاليات التي تم إقرارها من قبل اللجنة العليا لإحياء ذكرى النكبة؟

** في الحقيقة.. إن كل فعالية أقرَّتها اللجنة ضمن المخطط الموضوع تكتسب أهمية خاصة؛ لكون كل واحدة تستهدف فئة مختلفة من فئات الشعب الفلسطيني، كما تعمل على إبراز كافة الطرق التي يتبعها الشعب الفلسطيني في إحياء ذكرى نكبته.

وتتنوع الفعاليات المُقرَّة بين مسيرات وندوات سياسية وورش عمل وعروض فنية وإصدار تقارير ونشرات وأمسيات شعرية وفنية ومؤتمرات كلها تهدف إلى زرع حب الوطن والتمسك به في قلوب أبناء الشعب الفلسطيني.

* ما الرسالة التي يمكن توجيهها إلى أبناء الشعب الفلسطيني المُهجَّرين بمناسبة مرور هذه الذكرى الأليمة؟

** في ذكرى النكبة نوجِّه التحية إلى أبناء الشعب الفلسطيني المهجرين في شتى أرجاء الأرض ونشد على أياديهم وندعوهم إلى الصبر، وإننا على يقين أن الفرج قريب وساعة النصر أصبحت قاب قوسين أو أدنى بإذن الله تعالى.

* قضية العودة إلى المفاوضات مع العدو الصهيوني تعود في ظل تنكر الاحتلال لحق عودة اللاجئين الفلسطينيين.. ما الرسالة التي توجِّهونها إلى سلطة رام الله بخصوص ذلك؟

** أوجِّه رسالة إلى سلطة رام الله بالعودة عن قرار استئناف المفاوضات التي جلبت المهالك لشعبنا، وبالاصطفاف ثانية بجانب حق المقاومة المشروع للشعب الفلسطيني؛ لأن المفاوضات -كما ترون- تأتي في ظل استمرار حملات التهويد في القدس ومخططات التهجير التي تمارس بحق أبناء شعبنا في الضفة الغربية ،علاوة على تواصل “الاستيطان” وسرقة الأراضي الفلسطينية، وهذا الاحتلال عوَّدنا دائمًا على نقض العهود والمواثيق وضرب عرض الحائط بها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات