عاجل

الجمعة 03/مايو/2024

طهبوب: منطق التسوية أورثنا مزيدًا من النكبات

طهبوب: منطق التسوية أورثنا مزيدًا من النكبات

أكدت الكاتبة السياسية الدكتورة ديمة طهبوب أن أهمَّ درس يجب أن يستلهمه العرب والفلسطينيون من ذكرى النكبة هو عدم التعامل مع عدَّاد السنين بمنطق اليأس والرضوخ للتنازلات والتفريط بالحقوق بحجة أنها أفضل الممكن.

وأشارت -في حوارٍ خاصٍّ مع “المركز الفلسطيني للإعلام”- قائلةً: “إن منطق القوة التي تصنع الحق الذي تعامل به بن غوريون عند إنشاء الكيان الصهيوني؛ هو نفس المنطق الذي ورثه ساسة الكيان الصهيوني، لا اختلاف بين الليبراليين والمتطرفين منهم، أما منطق التسوية فلم يورثْنا إلا مزيدًا من الذل والنكوص والنكبات”.

وشدَّدت طهبوب على واجب العرب والمسلمين الدائم تجاه القضية الفلسطينية وأهل فلسطين، قائلةً: “يجب أن يكون الدعم واجبًا مستدامًا غير مقصور أو مؤقت بالأيام والذكريات”. 

وبخصوص الدعم الشعبي أشارت طهبوب إلى أن الجهد الشعبي في دعم القضية والشعب الفلسطيني يجب أن يتجاوز حسابات السياسة؛ التي أثبتت فشلها وأفضت إلى مزيدٍ من الخسائر.

 
ودعت الدكتورة طهبوب الأمة إلى تربية أبنائها على الثوابت الفلسطينية قائلة: “إن أقل القليل الذي يمكن أن نربي عليه الأجيال القادمة هو التشبث بالأرض وبحق العودة وبتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، لا تقطيعها إلى كانتونات رقمية بحسب مآسي هزائمنا”. 

 

وحول تمسك الشعب الفلسطيني بثوابته قالت طهبوب: “إن التعامل بسياسة السقف المنخفض في مشروع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية وأوسلو؛ هو الذي أدَّى إلى تجاوز العدو الصهيوني بإعادة طرح مشروع الترانسفير والوطن البديل وتهجير الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وزيادة التوسع الاستيطاني”. 

وحول دور فلسطينيِّي الداخل (48) قالت طهبوب “إن قضية فلسطين بقدر ما لها أبعاد عربية وإسلامية لها أيضًا بعدٌ داخليٌّ، يتمثل في فلسطينيي 48 الذين يمثلون رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين والتصدي للمشاريع الصهيونية، وبالذات فيما يخص القدس والمسجد الأقصى”. 

وحول إستراتيجيات العدو منذ احتلاله لفلسطين، تقول طهبوب: “إن العدو الصهيوني يعمل بنفس طويل وخطط طويلة الأمد لكي يكون عام 2020م هو عام اكتمال تهويد القدس وإنجاز مخططات الحوض المقدس”.

وأضافت: “ولقد بدأ التنفيذ فعلاً بمصادرة الأراضي وتهويد الأسماء والأماكن وبناء مجسَّمات مدينة داود، وحول الجهد الإسلامي والعربي المقابل للجهد الصهيوني قالت طهبوب: “هذا الجهد يجب أن يقابله جهد عربي وإسلامي مماثل، بعيدًا عن خذلان السياسة لتثبيت المقدسيين وسند رباطهم المقدسي ودعم المؤسسات الفلسطينية القائمة وتفعيلها، وتفعيل الجاليات الفلسطينية في أوروبا؛ للضغط على الحكومات الأوروبية فيما يخص مواقفها من القضية الفلسطينية”.

وبخصوص الاستلهام من التاريخ ما يفيد قضيتنا، لفتت طهبوب إلى أن “الصليبيين احتلوا بيت المقدس مئات السنين، وغيَّروا معالمها، وحوَّلوا مساجدها إسطبلات ومزابل لخيولهم”. 

وتابعت الدكتور طهبوب: “ولقد كان ميزان القوى في الحالتين لصالح الأعداء ولكن ذلك لم يدفعهم إلى الرضا بالممكن، وكانت التضحية بملايين الشهداء، والتاريخ لن يعيد نفسه إلا بنفس الطريقة وبسلوك نفس الدرب”. 

وختمت الدكتورة طهبوب حديثها بقولها: “إنَّ هذه الأمة لن تنتصر إلا بما انتصر به أجدادها “. 

وإليكم نص الحوار:

* ما الذي يستلهمه -ونحن نعيش اليوم في الذكرى الـ62- الشعب الفلسطيني؟

** إن أهم درس يجب أن نستلهمه كعرب وفلسطينيين من ذكرى النكبة هو عدم التعامل مع عدَّاد السنين بمنطق اليأس، وعدم الرضوخ للتنازلات والتفريط بالحقوق؛ بحجة أنها أفضل الممكن.

بل إن واجب العرب والمسلمين الدعم الدائم للقضية الفلسطينية وأهل فلسطين، ويجب أن يكون هذا الدعم واجبًا مستدامًا غير مقصور أو مؤقت بالأيام والذكريات.

* وماذا عن الدعم العربي والإسلامي الشعبي؟

** إن الجهد الشعبي في دعم القضية والشعب الفلسطيني؛ يجب أن يتجاوز حسابات السياسة التي أثبتت فشلها وأفضت إلى مزيدٍ من الخسائر.

وأدعو أبناء الأمة إلى تربية أبنائهم على الثوابت الفلسطينية، فأقل القليل الذي يمكن أن نربِّي عليه الأجيال القادمة هو التشبُّث بالأرض وبحقِّ العودة وبتحرير فلسطين من النهر إلى البحر، لا تقطيعها إلى كانتونات رقمية، بحسب مآسي هزائمنا في 48 و67، وأراضٍ توزعها قرارات الأمم المتحدة 242، 338 وغيرها، ظلت تتضاءل حتى أصبحت فلسطين جيتوهات متناثرةً وسلطةً منقوصةً لا تملك حرية القرار ولا الشرعية .

 

* التسويات السياسية عبر الأيام والسنوات الطوال منذ النكبة هل حق َّ قت شيئ ً ا للشعب الفلسطيني ؟

** إن التعامل بسياسة السقف الواطي في مشروع منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية هو الذي أدَّى إلى تجاوز العدو الصهيوني بإعادة طرح مشروع الترانسفير والوطن البديل وتهجير الفلسطينيين ومصادرة أراضيهم وزيادة التوسع “الاستيطاني”. 

في المقابل منطق القوة الذي يصنع الحق الذي تعامل به بن غوريون عام النكبة عند إنشاء الكيان الصهيوني هو نفس المنطق الذي ورثه ساسة الكيان الصهيوني لا اختلاف بين الليبراليين والمتطرفين منهم، أما منطق التسوية فلم يورثْنا إلا مزيدًا من الذلِّ والنكوص .

 

* ما الدور المعوَّل عليه من فلسطينيِّي الداخل (48)؟

** إن قضية فلسطين بقدر ما لها أبعادٌ عربيةٌ وإسلاميةٌ لها أيضًا بُعدٌ داخليٌّ، يتمثل في فلسطينيِّي 48؛ الذين يمثلون رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين والتصدِّي للمشاريع الصهيونية، وبالذات فيما يخص القدس والمسجد الأقصى.

 

* ما التكتيك الذي يعدُّه العدو في ترسيخ وجوده على الأرض الفلسطينية، وخاصةً القدس؟

** إستراتيجيات العدو الصهيوني منذ احتلاله فلسطين تقوم على خطط مرسومة، ويعمل بنفس طويل وخطط طويلة الأمد؛ لكي يكون عام 2020م هو عام اكتمال تهويد القدس وإنجاز مخططات الحوض المقدس. 

ولقد بدأ التنفيذ فعلاً بمصادرة الأراضي وتهويد الأسماء والأماكن وبناء مجسَّمات مدينة داود.
 
* في ضوء هذا الجهد الصهيوني خاصةً لتهويد القدس إلامَ تدعين العرب المسلمين؟

 

** هذا الجهد الصهيوني يجب أن يقابله جهد عربي وإسلامي مماثل، بعيدًا عن خذلان السياسة؛ لتثبيت المقدسيين وسند رباطهم المقدسي ودعم المؤسسات الفلسطينية القائمة وتفعيلها، وتفعيل الجاليات الفلسطينية في أوروبا؛ للضغط على الحكومات الأوروبية فيما يخص مواقفها من القضية الفلسطينية.
 
* ماذا يمكننا أن نستلهم من التاريخ بخصوص القضية الفلسطينية؟

 

** في الحقيقة إن الصليبيين احتلوا بيت المقدس مئات السنين، وغيَّروا معالمها، وحوَّلوا مساجدها إسطبلات ومزابل لخيولهم، وفي الحديث من تاريخنا عانت الجزائر تحت نير الاحتلال الفرنسي كذلك ما يزيد على القرن، ولكنَّ ذلك لم يفتَّ في عضد أهلها، ولم يمنعهم من الجهاد والعمل للاستقلال.
 
ولقد كان ميزان القوى في الحالتين لصالح الأعداء، ولكنَّ ذلك لم يدفعهم إلى الرضا بالممكن، وكانت التضحية بملايين الشهداء، والتاريخ لن يُعيد نفسه إلا بنفس الطريقة وبسلوك نفس الدرب.

 

الصهاينة ليسوا -على غطرستهم ودمويتهم- شعبًا فريدًا في البطش، فالمغول من قبلهم بُعثوا للمسلمين يقولون: “اتعظوا بغيركم، وأسلِموا لنا أمورَكم، فنحن لا نرحم من بكى، ولا نرقُّ لمن اشتكى، ليس لكم أرض تؤويكم، ولا طريق تنجيكم، ولا بلاد تحميكم، فما لكم من سيوفنا خلاص، ولا من مهابتنا مناص، الحصون عندنا لا تمنع، والعساكر لقتالنا لا تنفع، ودعاؤكم علينا لا يُسمع”، وهو نفس الخطاب الذي يتعامل به الصهاينة الآن مع العرب والعالم أجمع.
 
وأقول : ولكن الفرق في الحالة الأولى جاء بردِّ القائد المسلم قطز على هولاكو المغولي في نصر عين جالوت.

 

* كلمة أخيرة توجهينها لأبناء الأمة.

** إن هذه الأمة لن تنتصر إلا بما انتصر به أجدادها .

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...