الجمعة 03/مايو/2024

خاطر: عودة المفاوضات طعنة في خاصرة القدس

خاطر: عودة المفاوضات طعنة في خاصرة القدس

أدان الدكتور حسن خاطر الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية بالقدس، استئناف عمليات التفاوض مع العدو الصهيوني تحت غطاءٍ عربيٍّ، معتبرًا أن الإقدام على تلك المفاوضات غير المباشرة ما هي إلا طعنة للفلسطينيين وطعنة في خاصرة القدس التي تعاني من عمليات تهويد و”استيطان” بحجمٍ جنونيٍّ.

وقال خاطر في حوارٍ خاصٍّ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” أمس الأربعاء (4-5) إن إقدام العرب على التصديق على تلك المفاوضات يعتبر انتكاسة سياسية خطيرة في تاريخ العرب كي يمرروا الأوامر التي يطلقونها من البيت الأبيض لإرضاء الطفل المدلل لواشنطن.

واعتبر خاطر الخوض في تلك المفاوضات ما هو إلا “شرعنة” لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن خطورة المفاوضات تكمن في إعطاء الكيان الصهيوني وهمًا بأن “استيطانه” في ظل المفاوضات جزءٌ طبيعيٌّ وحقٌّ من حقوقه الطبيعية.

وشدد على أن “القدس لا تزال أعمق نقطة في الصراع بيننا وبين الكيان الصهيوني”، مشيرًا إلى أنها عقيدة ودين وكرامة أمة محفورة بقلب كل عربي ومسلم، وأنها في أمسِّ الحاجة الآن إلى من يشاركها معركة مصيرها.

وإليكم نص الحوار:

* بعد انعقاد لجنة المتابعة العربية وإقرارها استئناف المفاوضات غير المباشرة بين عباس ونتنياهو.. كيف تقيِّمون هذا الخطوة؟

** الإقدام على تلك المفاوضات غير المباشرة ما هو إلا طعنة للفلسطينيين وطعنة في خاصرة القدس التي تعاني من عمليات تهويد و”استيطان” بحجمٍ جنونيٍّ. وتصديق العرب عليها يعتبر انتكاسة سياسية خطيرة في تاريخ العرب كي يمرروا الأوامر التي يطلقونها من البيت الأبيض لإرضاء الطفل المدلل لواشنطن، والخوض فيها ما هو إلا “شرعنة” لجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، إضافة إلى أن خطورتها تكمن في إعطاء الكيان الصهيوني وهمًا بأن “استيطانه” في ظل المفاوضات جزءٌ طبيعيٌّ وحقٌّ من حقوقه الطبيعية.

* انتهاكات الاحتلال بحق المقدسات أصبح بوتيرة متسارعة أكثر من ذي قبل.. إلى أي حد تصل خطورة هذه الانتهاكات؟

** أكثر مكان مهدد بالخطر في البلدة القديمة الآن هو المسجد الأقصى الذي أحاطه اليهود بسورٍ عبارة عن مجموعة كنائس متلاصقة يتم الإعلان عن افتتاح كل منها من حين لآخر، بعد ضم الكيان المقدسات الإسلامية إلى “آثاره” واحدًا تلو الآخر، كما حدث مع مسجد بلال بن رباح والحرم الإبراهيمي، وسط صخبٍ إعلاميٍّ صهيونيٍّ وغربيٍّ، كما أن الاحتلال يسعى إلى تغيير معالم القدس والبلدة القديمة من خلال حربٍ يتبناها الكيان بتغيير ديموغرافية البلد، سواء بتحويل أسماء الشوارع والأحياء إلى أسماء عبرية، أو بطرد سكان البلدة وهدم منازلهم.

* في رأيكم.. هل من رسالة يريد الاحتلال إيصالها من وراء تلك الانتهاكات والاعتداءات؟

** يعلم الجميع أن انتهاكات جنود الاحتلال لم يسلم منها شيوخٌ وصلت أعمارهم إلى 70 و80 عامًا، ومن الواضح أن اليهود يحاولون إيصال فكرة ألا فائدة من محاولة الوصول إلى الأقصى؛ لزرع اليأس داخل قلوب العرب والمسلمين والفلسطينيين، تحت وهم أن المسجد الأقصى ضاع للأبد.

* يتفنَّن الاحتلال في محاولات التضييق على المقدسيين، فما مظاهر هذا التضييق؟

** قهر الاحتلال ووحشيته جعلته يفرض على المواطن المقدسي -الذي يعاني من تضييقات على عمله وسكنه- هدم بيته بقرار من الكيان مع تحمُّل صاحب المنزل نفقات الهدم!!، وهناك 20 ألف منزل مملوكة لمقدسيين مهددة بالهدم من قِبل الكيان الصهيوني، حتى صارت قرارات الهدم سيفًا مُصْلتًا على رقاب المقدسيين، حتى إن الأسواق التي كان يتجوَّل فيها المواطن المقدسي منذ الصغر، وطالما رآها كـ”خلية نحل”، أصبحت موصدة ومغلقة؛ بسبب ممارسات الاحتلال وفرضه 14 نوعًا من الضرائب وعشرات المخالفات على التجار المقدسيين، فضلاً عما يُسمَّى “الاستيطان” الجاثم على قلب كل فلسطيني؛ ففي كل أسبوع يعلن الكيان عن مناقصاتٍ لبناء “مستوطنات”؛ فلم يتبقَّ من أراضي القدس -بعيدًا عن مطامع الصهاينة في التهويد- سوى 13%، وتمَّت مصادرة باقي الأراضي، في تهميشٍ للوجود العربي بها، وفي المقابل تزداد أعداد اليهود يومًا بعد يوم، خاصةً بعد بناء الكيان 218 كنيسًا يهوديًّا؛ 70 منها في البلدة القديمة وحدها.

* كيف تقيِّم الدور العربي والإسلامي إزاء ما يجري في المسجد الأقصى والقدس؟

** العرب حتى الآن لم يدخلوا معركة الدفاع عن المقدسات كما يجب؛ فالأمة عجزت حتى عن تعزيز صمود المقدسيين، وأخشى أن تأتي يومًا إلى القدس لجنة مُشكَّلة من مهندسين عرب ومسلمين وأجانب لتقرر أن القدس أصبحت غير صالحة للسكن تحت بند السلامة العامة؛ نظرًا للحفريات الشديدة وعمليات التهويد التي تشهدها القدس.

* التوسُّع “الاستيطاني” من قِبَل الصهاينة له دلالة على مخططات يبيتها لتنفيذ مشروعه.. فيمَ تتمثل هذه المخططات؟

** هناك ثلاثة مخططات صهيونية جديدة تمَّت المصادقة عليها من قِبَل بلدية الاحتلال لبناء 321 وحدة “استيطانية”، إضافة إلى مدرسة دينية بحي الشيخ جراح شمال القدس، والوثائق الموجودة بين أيدينا تؤكد وجود المخططات المشار إليها، والتي سيتم بناؤها على مساحة 18 دونمًا من أراضي الحي، وهناك اثنان من المشاريع الثلاثة يقف وراءها المليونير اليهودي “موسكوفيتش” وأولاده؛ فسلطات الاحتلال مدعومةً من الجماعات المتطرفة تسعى إلى تهجير المواطنين المقدسيين وطردهم وإتمام الاستيلاء على المساكن والعقارات المتبقية تمهيدًا لهدمها وإقامة المخططات على أنقاضها.

وحسب المخططات المذكورة تعتزم سلطات الاحتلال تغيير اسم الحي ليصبح “حي شمعون الصديق” بدلاً من حي الشيخ جراح؛ هذا المشروع في حال تنفيذه سيكون بمثابة طعنة خطيرة في خاصرة القدس الشمالية، وسيُستخدم كحزامٍ “استيطانيٍّ” لعزل المدينة عن امتدادها العربي في هذا الاتجاه، كما أنه سيُحكم الحصار حول البلدة القديمة من الجهة الشمالية، وهو ما يعتبره الاحتلال من الأهداف الكبرى في تهويد القدس.

* وإلامَ يمتد هذا المشروع؟

** ما يجري في حي الشيخ جراح ليس خاصًّا بالمقدسيين فحسب، بل هو معركة الشعب الفلسطيني والأمة العربية بأكملها؛ لأن ضياع الشيخ جراح ضياع للبلدة القديمة، وضياع للأقصى وكنيسة القيامة.

* وما الدور المطلوب من الأمة في مواجهة هذه المخططات؟

** قطعًا يجب على القيادة الفلسطينية وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي سرعة التحرك لقطع الطريق على تنفيذ هذه المخططات في الوقت المناسب؛ فهناك شخصيات سياسية كبيرة هي التي تتبنَّى متابعة هذه المخططات، مثل عضو الكنيست ووزير السياحة السابق “بيني أيلون”، إضافة إلى شخصيات سياسية أخرى ومؤسسات تمويل ورجال أعمال.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

المقاومة تصدى لتوغل الاحتلال في جنين

جنين- المركز الفلسطيني للإعلامتصدّت المقاومة لقوات الاحتلال الإسرائيلي صباح اليوم الجمعة، بعد اقتحامها جنين وحصارها منزلا في بلدة جبع جنوبًا، شمال...