السبت 04/مايو/2024

الزهار: حماس لن تترك أسراها في سجون الاحتلال الصهيوني

الزهار: حماس لن تترك أسراها في سجون الاحتلال الصهيوني

أكد الدكتور محمد الزهار القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” أن سياسة اختطاف الجنود تستفيد منها الحركة في مبادلتهم بأسرى فلسطينيين معتقلين لدى الاحتلال، ومحكوم عليهم بعشرات السنين.

وألمح الزهار في مقابلة خاصة مع المركز الفلسطيني للإعلام إلى أن المفاوضات التي خاضها الراحل ياسر عرفات وخليفته محمود عباس لم تنجح في الإفراج عن الأسرى في سجون الاحتلال.

وشدَّد الزهار على أن حركة “حماس” لن تترك الأسرى في سجون الاحتلال يعانون حياةً مريرةً، وتقف تتفرَّج عليهم، مؤكدًا أنها ستعمل كلَّ ما في وسعها من أجل الإفراج عنهم وإعادتهم إلى أهلهم سالمين غانمين.

وبشأن المصالحة؛ أكد د. الزهار أن حركة “حماس” مع إتمام المصالحة الفلسطينية، وقال: “نحن نسعى لهذه المصالحة في كل يوم، وفي كل لحظة، ونسأل الله أن نصل إليها سالمين، وستتحقَّق إن شاء الله”.

فيما يلي نص المقابلة:

* كيف تقرأ الواقع الفلسطيني الحالي فيما يتعلق بمسيرة التسوية والمفاوضات؟

** حركة “حماس” و”الجهاد الإسلامي” والفصائل أكدوا أن برنامج التسوية وصل إلى طريق مسدود، وأنه لم يحقق للشعب الفلسطيني شيئًا.

في عام 1988م بدأ من بيننا من يقول لا بد من التفاوض مع الاحتلال، ويطالب بدولتين؛ ففي 1988م رُفِعَ هذا الشعار، وفي 89 ذهب ممثل “فتح” هنا إلى دولة عربية، وصدرت ما تسمَّى بمبادرة النقاط العشر؛ التي تقول دولتين على أرض فلسطين بالحوار والاعتراف، وفي سبتمبر 1993م عندما كان المبعدون في الخارج وكان هناك 2500 معتقل في السجون، تمَّت اتفاقية أوسلو، وبعدها دخل جزء كبير من الشعب الفلسطيني في مفاوضات استمرت من عام 1993م وحتى الآن، ومرَّت بمحطات كثيرة، وفي 1991م كان هناك لقاءٌ في مدريد ذهبت إليه الدول العربية، والتقوا هناك، وبالمناسبة فإن ذكرى ذلك التاريخ هو ذكرى يوم طرد المسلمين في طرد المسلمين من إسبانيا.. ذهبوا وفاوضوا، وبدأت مسيرة أوسلو وفوجئنا في الـ93 بالاتفاقية، وفي الـ94 بدأت السلطة، وفي 95 بدأت تجمع السلاح وتضع الناس في السجون، ومن عام 1995م حتى عام 2000م، تمَّ تكسير المقاومة وجمع سلاحها، وأخذت السلطة فرصتها وبدأت تفاوض وتفاوض، والمفاوضات بالمناسبة لم تأتِ بشيء؛ بدليل الواقع الذي نعيشه والحالة التي نحن فيها، ونحن قلنا في العام 1994م إن المفاوضات بدأت بغزة أريحا أولاً، وستنتهي بغزة أريحا آخرًا، وإن الذي ستحصلون عليه من وراء المفاوضات هو صفرٌ كبيرٌ، وكل الاتفاقيات والمفاوضات والوعود اليوم انتهت، والآن سيبدءون مفاوضاتٍ من الصفر بلا مرجعية وبلا اتفاقيات وبلا حدود وبلا أية قوة أو أظافر تساعدهم على شيء.

* إذًا ما هو المطروح الآن على صعيد الواقع الفلسطيني؟

** المطروح الآن ثلاثة مشاريع؛ أولها المجموعة التي حول أبو مازن، التي تقول دعونا نأخذ القضية الفلسطينية ونضعها في مجلس الأمن، ومجلس الأمن وافق على خارطة الطريق، ووافق على إقامة دولتين في فلسطين؛ دولة للشعب الفلسطيني في حدود الـ67 التي تمثل 20% من مساحة فلسطين، ودولة للاحتلال على 80%، وهنا يريدون أن يعالجوا إشكالية حرب الـ 48 وتداعياتها على خلفية اعتداء الـ67، وهنا نسأل: هل مجلس الأمن يستطيع أن يأخذ هذا القرار في هذا الوضع الحالي؟!، وهل يستطيع مجلس الأمن أن يُخرج “إسرائيل” من “المستوطنات” التي ابتلعت أكثر من 40% من مساحة الضفة الغربية؟!، وهل يستطيع الضغط على الاحتلال أن يخرجه من مشاريع القدس؟! وبالمناسبة فإن القدس (من أقصى اليمين الصهيوني إلى أقصى اليسار) يقول لك إن القدس لنا، وكذلك حق العودة، وكذلك القضايا الإستراتيجية المتعلقة بأمن الاحتلال الصهيوني كالمياه!، فهل يستطيع مجلس الأمن أن يسحب الاحتلال من الأراضي المحتلة في الغور؟، أنا أقول: لا يستطيع.. هذا المشروع الأول.

أما المشروع الثاني وهو الذي يحمله سلام فياض، وهو مشروعُ ترتيب لمدة عامين.. موضوع الدولة، ثم الإعلان عنها من طرف واحد، وماذا بعد ذلك؟!، وقد هدَّده نتنياهو بالواضح، وقال له: أي خطوات تتخذونها أحادية الجانب، فإننا سنأخذ خطوات أحادية الجانب، وبالتالي ستجد نفسها هذه الدولة محاصرة، وأن المحصلة والنتيجة ليس هذا المطلوب.

والمشروع الثالث يطرح أصحابه إعطاء هدنة طويلة الأمد مع الاحتلال، وعمل ترتيبات إدارية مؤقتة طويلة الأمد باعتراف، وهذه أسوأ مما يمكن تصوره، فإذا ما تمَّ الاعتراف فإنك لن تستطيع المطالبة لاحقًا بشيء، وبالتالي هذه المشاريع المطروحة، لا يوجد فيها ما يحقِّق لنا الحد الأدنى من المطلوب.

* ماذا عن موضوع المصالحة الفلسطينية؟ وكيف تنظر حركة “حماس” لها؟

** نحن نؤكد أننا نريد المصالحة، ونريدها بكامل الإرادة والوعي ونريد تحصيلها وألا تفشل كما فشلت في 2005 و2007، والمصالحة ليس أن يعود الأمن الوقائي والأجهزة الأمنية السابقة،لا، ما سيحدث هو مصالحة على مستوى العائلات، من أجل إنهاء قضايا الدم، وبالتالي تتحمل الحكومة مسئولية ذلك مع ولي الدم وتنتهي هذه القضايا، أما المصالحة مع الفصائل، فان ذلك يعني القبول بنتائج الانتخابات، وليس التمرد على نتائج الانتخابات والتحالف مع العدو وأمريكا، وبالتالي نحن نسعى لهذه المصالحة في كل يوم، وفي كل لحظة، ونسأل الله أن نصل لها سالمين، وستتحقق إن شاء الله، و”حماس” مع المصالحة الفلسطينية وليس ضدها.

* كيف هي علاقة حركة “حماس” مع مصر وباقي الدول العربية؟ وماذا عن الغرب؟

** العلاقة مع مصر هي العلاقة مع باقي الدول العربية، فنحن نريد أن تبقى علاقتنا مع مصر علاقة طيبة، وأن تكون كذلك علاقتنا بالأردن علاقة طيبة، ونسعى لأن تكون علاقتنا طيبة مع كافة الدول العربية.

وبشأن الدول الغربية فهي بدأت الآن تتفهَّم موقف حركة “حماس”، وباتت تدرك أن ما حدث مع “حماس” خطأ، وهناك دول أوروبية وغربية تريد أن تسمع من حركة “حماس” وتقول لنا ماذا تريدون منا؟ وبدأت تسمع منا، وقبل يومين جاء فد برلماني جنوب إفريقي وقال لنا: نحن معكم ونؤيدكم وندرك ما أنتم فيه، وندرك معاناة المعتقلين أيضًا.

* بخصوص مدينة القدس المحتلة، هل تعتقدون أنها ستتحرر بالمفاوضات؟ وما السبيل لتحريرها مما هي فيه؟

** الفكرة اليهودية كلها بُنيت على وطن قومي، وفي البداية قرَّروا أن يأخذوا أوغندا كوطن قومي لهم، وكانت النتيجة أن بعض المتدنيين أطلقوا النار على نائب هرتسيل في ذاك الوقت، فاضطر للخروج والقول: شلَّت يميني إن نسيتك يا أورشليم، كما حاولوا أن يقيموا الدولة في سيناء، ولكن اليهود المحتلين قرَّروا أن تكون دولتهم هنا في فلسطين، وأنا أقول إن من يعتقد أن قضية القدس ستحرَّر بالمفاوضات فهذا عليه أن يقرأ تاريخ الصهيونية جيدًا، وأنا أقول القدس لا تحرَّر إلا كما حرَّرها عمر بن الخطاب وصلاح الدين الأيوبي، ولعل تجربتهم في غزة أثبتت ذلك؛ حيث إنهم لم يستطيعوا أن يدخلوا تل الهوا -على سبيل المثال- إلا بأكثر من 25 آلية، وها هي جنازير دباباتهم المدمرة، لقد كُسرت قضية أن “إسرائيل” دولة لا تُهزم، وكسرت قضية الأمن الصهيوني، وكسرت نظرة الدولة لا تهزم وستهزم بإذن الله تعالى، وسيأتي من يحرِّر فلسطين كل فلسطين بعد أن تتغيَّر موازين القوى، والقرآن جاء بذلك صريحًا.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات