كتاب هزيمة الصهاينة.. كيف خسرت إسرائيل الحرب على لبنان
الصراع مع إسرائيل صراع فريد من نوعه فوجود هذا الكيان الصهيونى فى قلب الأمة العربية والإسلامية بالإضافة إلى نهجه الاستيطانى والإرهابى جعل من طبيعة الصراع التنوع والاختلاف فهو ليس صراعا يمكن حسمه فى جولة واحدة من حرب طالت أو قصرت بل هو صراع تتنوع فيه الأدوات والوسائل التى تحقق هدف طرفى الصراع وهذا الصراع يمكن أن يكون على شكل حروب نظامية بين جيوش دولتين أو أكثر كما حدث فى حروب أعوام 1956 و1967 و1973 ويمكن أن يكون بين جيش الاحتلال والتنظيمات المسلحة المقاومة ومن هنا جاءت الحرب الأخيرة على لبنان فى يوليو 2006. فمنذ أن انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000م وهى تشعر بالمذلة والمهانة من أن حزبا سياسيا يحمل السلاح دفاعا عن أرضه استطاع أن يقف وجها لوجه أمام جيش يقول عن نفسه أنه ” جيش لا يقهر ” واستطاع أن يسبب صداعا دائما فى رأس كل من يتولى الحكم فى إسرائيل.
ومنذ الانسحاب الإسرائيلى من لبنان ازدادت القوة المعنوية والتسليحية لحزب الله فى ذات الوقت الذى ازداد فيه القلق من تنامى هذه القوة لدى الصهاينة وقادة إسرائيل غير أن هذا القلق كان يتم ترجمته فى عقول حكام إسرائيل بأنه يمكن القضاء عليه بوسيلة واحدة هى ” القوة ” فهذه هى الوسيلة الوحيدة التى يفهمها هؤلاء القادة فمنذ أن بدأ التفكير فى زرع هذا الكيان لم يكن فى جعبتهم سوى ” القوة ” لتحقيق أغراضهم مستعينين بقوى الاستعمار السابقة والحالية والتى كثيرا ما نجحت فى تحقيق أهدافهم من خلال استخدامهم لهذه القوة لكن هذه المرة اختلف الأمر.. ولم يستطع قادة إسرائيل أن يديروا معركة القوة أو أن يحققوا أهدافهم.
لقد دخلت إسرائيل الحرب على لبنان وهى تعتقد أنها منتصرة لا محالة فليس هناك مقارنة تذكر بين آلة الحرب الإسرائيلية وتسليح حزب الله والذى ظنوا أنه مهما يبلغ من قوة فلن يستطيع الصمود أمام جبروت الآلة الإسرائيلية.
ورغم أن هذا العدوان كان مبيتا له من قبل ولكنهم كانوا ينتظرون فقط التوقيت المناسب لدفع آلتهم الحربية للقضاء على حزب الله والمقاومة فى جنوب لبنان لكن حزب الله فاجئهم بالفعل فكان لابد من رد الفعل وهذا جزء من نجاح حزب الله فصاحب المبادرة دائما هو المنتصر ومن يقوم برد الفعل غالبا ما يكون أداؤه أقل من المتوقع وهذا ما كانت إسرائيل تستخدمه دائما فى صراعها مع العرب فكانت تضعهم دائما فى موقف رد الفعل والدفاع المستمر ولكن هذه المرة جعلها حزب الله فى موقف رد الفعل الذى تخيلت أنه رغم ذلك تستطيع تحقيق النصر بسهولة وهو ما جعلها تشن حربها فقط بعد يومين من اختطاف الأسيرين الإسرائيليين.
ودارت رحى الحرب لمدة ثلاثة وثلاثين يوما فى حرب كانت إسرائيل تعتقد أنها لن تتجاوز عدة أيام وكان كل يوم يمر على هذه الحرب يكبد إسرائيل مزيد من الإخفاقات والفشل والخسائر على كل مستويات الحرب.
فكيف خسرت إسرائيل الحرب على لبنان؟ وهل كانت الخسارة بالفعل أكبر مما توقعت؟ هذا ما سنرصده فى هذا الكتاب عبر نواحيه المتعددة ليس على المستوى الحربى فقط ولكن على جميع المستويات الأخرى: الاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسياسية والإعلامية.
غير أننا نود أن نلفت نظر القارىء أن هذا الكتاب لا يبحث فى الجوانب المختلفة للحرب ولا يرصد كل ما حدث فيها فلسنا هنا فى مجال بحث الجرائم الإسرائيلية التى ارتكبتها فى الحرب فهذا معلوم للكافة وما ترتكبه من جرائم ومذابح على مدار تاريخها يحتاج إلى كتاب مفصل – ندعو الله أن يعيننى أن أتمه – كما أنه فى هذه الحرب تحديدا كان واضحا للعيان.
وما يهمنى فى هذا السياق وفى هذه اللحظة التاريخية هو رصد النصر الاستراتيجى الذى حققه حزب الله وتبيان كيف كانت الهزيمة الإسرائيلية وربما كان من الأهمية رصد حجم الدمار الذى أصاب لبنان وبنيته التحتية وعدد شهدائه لكنى رأيت أن ذلك نوع من جلد الذات فليس من المعقول أن نكون فى لحظة انتصار طال انتظارها ونتحدث عن هزيمتنا وخسائرنا التى ألمت بنا وليس هذا تقليلا من حجم ما خسرناه من أرواح الشهداء ولا تقليلا من حجم الدمار الذى أصاب لبنان ولكنى رأيت أن علينا إبراز النصر الذى تحقق وإيضاح كيف حدث وعلينا أن نرى كيف انكشف أمامنا العدو مهزوما فى كافة النواحى.
كما أننا لن نتحدث فى هذا الكتاب عن المواقف الأمريكية والغربية الداعمة لإسرائيل فهذا أيضا مما أصبح معلوما من السياسة بالضرورة ولن نستهلك الوقت فى شرحه بل الواجب أن يستثمر الوقت فى محاربته.
لقد انتصرت الأمة العربية والإسلامية نصرا عزيزا غاليا فى حربها الأخيرة مع إسرائيل ويحق لكل عربى مسلم أن ينسب هذا النصر لنفسه طالما كان مؤيدا للمقاومة وداعما لها كما قال السيد حسن نصر الله فى خطابه عقب النصر ولذا كان واجبا علينا إبراز هذا النصر والاعتزاز به والفخر بنتائجه وتوضيح كيفيته لكل من ينتمى إلى هذه الأمة.
الرابط المختصر:
أخبار ذات صلة
مختارات
“شالوم من أولاد غزة”.. طلائع التحرير تعلن مسؤوليتها عن مقتل رجل أعمال إسرائيلي بمصر
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أعلنت مجموعة أطلقت على نفسها “طلائع التحرير- مجموعة الشهيد محمد صلاح”، مسؤوليتها عن اغتيال رجل "إسرائيلي" في مدينة...
إحصائية جديدة لحصيلة الإبادة الجماعية والعدوان على غزة
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام نشر المكتب الإعلامي الحكومي اليوم الأربعاء حصيلة جديدة لحرب الإبادة المتواصلة منذ 215 يومًا بآلة العدوان الصهيوني...
الصحة العالمية تحذر: الوقود بمستشفيات جنوب غزة يكفي لثلاث أيام فقط
جنيف – المركز الفلسطيني للإعلام حذر مدير منظمة الصحة العالمية، تيدروس ادهانوم غيبريسوس، من أن "كمية الوقود في مستشفيات جنوب قطاع غزة، لا تكفي إلا...
الاحتلال يستولي على المبنى التاريخي لبلدية الخليل ويغلق أبوابه
الخليل – المركز الفلسطيني للإعلام أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، أبواب المبنى القديم لبلدية الخليل، جنوب الضفة الغربية المحتلة، في...
عائلات قادة المقاومة في صدارة المستهدفين.. عندما تتساوى الدماء على طريق الجهاد
غزة - المركز الفلسطيني للإعلام في حربٍ غير متكافئة، لا في العدد ولا في العتاد، دأب العدو الصهيوني على الاستمرار في سياسة اغتيال أبناء قيادات...
حماس: كشف مقابر جماعية جديدة يستدعي محاسبة الكيان المارق وقادته المجرمين
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام أكدت حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، أنّ إعلان وزارة الصحة في قطاع غزة عن اكتشاف سبع مقابر جماعية داخل...
القسام يواصل قصف كرم أبو سالم ونتساريم بالهاون وصواريخ رجوم
غزة – المركز الفلسطيني للإعلام قصفت كتائب القسام؛ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الأربعاء، موقع "كرم أبو سالم" العسكري، ومحررة...