السبت 04/مايو/2024

العيسوي: ندعو إلى التمسك بالموروث الثقافي والحفاظ على المقدسات

العيسوي: ندعو إلى التمسك بالموروث الثقافي والحفاظ على المقدسات

وجَّه وزير الثقافة الفلسطيني الدكتور المهندس أسامة العيسوي التحيةَ والتقديرَ إلى أهالي مدينة القدس المحتلة، وأبناء الشعب الفلسطيني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م؛ وذلك بمناسبة مرور “يوم الأرض” على الشعب الفلسطيني، مثمِّنًا الدور الكبير الذي يؤديه هؤلاء في حفاظهم على الموروث الثقافي الإسلامي لمدينة القدس المحتلة وللمسجد الأقصى المبارك.

ودعاهم العيسوي -خلال حوار أجراه معه مراسل “المركز الفلسطيني للإعلام”؛ بمناسبة مرور يوم الأرض- إلى مزيدٍ من الثبات على الحقوق الفلسطينية، ومزيدٍ من الصمود في وجْه عمليات التهويد التي تمارسها سلطات الاحتلال الصهيوني بحق الفلسطينيين وأرضهم ومقدساتهم، مبينًا أن كل معاني التزييف التي يحاول الاحتلال فرضها على أرض الواقع سوف تبوءُ بالفشل الذريع أمام صمود الفلسطينيين وتشبثهم في أرضهم.

ولفت د. م/ العيسوي إلى أن الحكومة الفلسطينية -برئاسة د. إسماعيل هنية- تولي مدينة القدس والمسجد الأقصى الأهمية البالغة، مشيرًا إلى أنها تعزز معاني الانتماء للأرض الفلسطينية، داعيًا أبناء الشعب الفلسطيني إلى الحفاظ على المقدسات والأرض الفلسطينية، من خلال المشاركة في الفعاليات التي تعزز الانتماء للقضية الفلسطينية.

وفيما يلي نص الحوار:

* مرت على الشعب الفلسطيني ذكرى “يوم الأرض”؛ فماذا يقول وزير الثقافة الفلسطيني بمناسبة مرور هذا اليوم؟

** يعدُّ الثلاثين من مارس من كل عام ذاكرة الزمان والمكان، فقد أصبح معلمًا واضحًا وذكرى راسخةً في تاريخ شعبنا الفلسطيني الصابر المحتسب ونضاله؛ لما يمثله من عزة وصمود وثبات على المبادئ، وتمر ذكرى “يوم الأرض” هذا العام 2010م في ظل تسارع واضح ومستمر لتهويد الأرض والإنسان، إلى جانب تهويد مدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى في سياسة ممنهجة واضحة؛ تهدف إلى تهجير أبناء شعبنا الفلسطيني ومحاولة من الاحتلال لتغيير الواقع الديموغرافي في فلسطين المحتلة بصورة عامة ومدينة القدس بصورة خاصة.

كما أن هذه الذكرى تأتي كل عام ليعيد شعبنا الفلسطيني إحياء ذاكرته من جديد، وليشحن همَّته، ويعلن تشبُّثه بأرضه وتمسكه بثوابته الفلسطينية ومبادئه، وبالتالي الرفض المطلق للتنازل ولو عن شبر واحد أو ذرة تراب واحدة من أرضنا ووطننا الحبيب على قلوبنا فلسطين.

* ما الرسالة التي توجهونها أنتم باسم الحكومة الفلسطينية في غزة إلى أهلنا في مدينة القدس والأراضي المحتلة عام 1948م؟

** نحن نوجِّه إليهم الرسالة التي نستمدُّها منهم ومن صمودهم ومن ثباتهم ومن رباطهم.. رسالةً نحيي فيها صمودهم وثباتهم في وجه سياسة العدو الصهيوني الرامية إلى تهويد المسجد الأقصى والمعالم الإسلامية والتاريخية في المدينة المقدسة، وإننا اليوم نحيي فيهم صبرهم وذودهم عن حرمة المسجد الأقصى المبارك؛ حيث إن الحفاظ على الهوية الفلسطينية العربية الإسلامية في الأراضي المحتلة لهو أكبر دليل على وقوف الإنسان الفلسطيني ضد غطرسة الاحتلال الصهيوني ومحاولاته المتواصلة لسرقة الزمان والمكان، ولتغيير معالم التاريخ والمستقبل، ولكن هيهات لهم ذلك إن شاء الله!!.

فلا شك أن الفلسطينيين المقدسيين وأهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948م هم أقرب أبناء شعبنا الفلسطيني لمدينة القدس وللمسجد الأقصى المبارك، فهم يدافعون عنها ويحفظون لها تاريخها وعروبتها، لذلك نحن في الحكومة الفلسطينية نشدُّ من عضدهم، وندعو الله أن يثبِّتهم، وأن يعيننا على تقديم يد العون والمساعدة لهم بالقدر الذي نستطيع، فقلوبنا تتفطَّر يومًا بعد يوم.. تتفطَّر كلما رأينا الصهاينة يصولون ويجولون في باحات القدس والمسجد الأقصى المبارك، ونسأل الله تعالى أن يعيد إلينا أرضنا التي سُرقت، وأن يحفظها من كيد الكائدين، ومن عدوان المعتدين، واليوم نؤكد أننا لن نتخلى عن أهلنا هناك، ولن نتخلى عن نصرتهم بأي شكل من الأشكال، وإن النصر والغلبة في النهاية سوف تكون لنا بإذن الله تعالى.

* ما أهم الفعاليات التي تقوم بها وزارة الثقافة الفلسطينية من أجل تعزيز ثقافة الانتماء للأرض الفلسطينية، خاصةً في هذه المرحلة الخطيرة من التهويد والتزييف الذي تمارسه سلطات الاحتلال؟

** نحن في وزارة الثقافة نظَّمنا العديد من الفعاليات التي نسعى من خلالها إلى تعزيز ثقافة المقاومة، والتي تندرج من خلالها ثقافة الانتماء إلى هذه الأرض المباركة، ولا يخفى على أحد الشعار الذي أعلنته الوزارة، والإستراتيجية التي وضعتها نصب أعينها، بعد “حرب الفرقان”، ألا وهي تعزيز ثقافة المقاومة، وتعزيز ثقافة الحفاظ على الثوابت والمبادئ التي نسعى للحفاظ عليها، ومن هنا جاء مؤتمر تعزيز ثقافة المقاومة ليغرس هذه المفاهيم في عقول أبناء شعبنا الفلسطيني وقلوبهم، إلى جانب رسم بعض الجداريات الفنية التي نقشها الفنان الفلسطيني بريشته الذهبية؛ لتعبِّر عن أصالة الانتماء لهذه الأرض ولهذا الوطن، كما أن مشروع الطريق إلى القدس -الذي تشرف عليه الوزارة- يأتي في إطار غرس مفاهيم الصمود والثبات والتشبث بالأرض وتعزيزها، وتقديم الغالي والنفيس في سبيل رعايتها والمحافظة عليها، بالإضافة إلى ورشات العمل والمحاضرات المتخصصة التي أشرفت الوزارة على تنفيذها أو قامت برعايتها، وكلها من أجل ترسيخ مبدأ الحفاظ على الموروث الفلسطيني في هذه الأرض التي تتعرَّض لعملية تزييف صهيونية مرفوضة ومكشوفة.

* هل لكم أن تعرِّفونا على مشروع الطريق إلى القدس الذي تشرف عليه وزارة الثقافة؟

** نعم، لقد بدأت فكرة مشروع الطريق إلى القدس الذي تشرف عليه وزارة الثقافة كإحدى فعاليات “القدس عاصمة الثقافة العربية 2009م”؛ حيث تتمحور فكرة المشروع حول تعزيز الانتماء للقدس ومحاولة غرس تاريخ مدينة القدس ومعالمها في عقول الشعب الفلسطيني وقلوبه، وذلك من خلال تعليق لافتات من الفسيفساء، مكتوب عليها مدينة القدس، والمسافة بين المدينة المقدسة ومكان تركيب اللافتة.

وقد تمَّ تركيب اللافتة الصفرية في مدينة القدس، والآن جارٍ استكمال المشروع الذي دشَّنه رئيس الوزراء د. إسماعيل هنية أمام مقر مجلس الوزراء الفلسطيني في غزة؛ حيث تم توزيع اللافتات على جميع بلديات محافظات قطاع غزة في خطوة للربط الروحي بينها وبين المدينة المقدسة.

* كيف فعَّلت الوزارة مبدأ الارتقاء بالمراكز الثقافية في قطاع غزة؛ حيث شهدت الساحة الثقافية مؤخرًا احتفالات تكريمية لتلك المراكز من وزارتكم؟

** حاولنا في الوزارة جاهدين الارتقاء بالمراكز الثقافية، وتعزيز دورها وأدائها في المجتمع الفلسطيني؛ إيمانًا من الوزارة بأن هذه المراكز هي الأذرع التنفيذية لها، ولعل ذلك كان واضحًا من خلال حرص الوزارة على حضور تلك المراكز الثقافية في فعالياتها وتعزيز مبدأ الشراكة معها.

كما أن محاولة الارتقاء بالمراكز الثقافية يتضح بصورة أكبر، من خلال ورش العمل الموسَّعة مع تلك المراكز، ومناقشة العديد من المشكلات التي تعترض عملها وتعيق أداءها، إلى جانب محاولة وضع الحلول الممكنة التي تساعدها في تخطي تلك العقبات.

وبالإضافة إلى ذلك، المشاركة الفاعلة من المراكز والجمعيات الثقافية في مؤتمر وزارة الثقافة؛ الذي عُقد منتصف يوليو من العام المنصرم، ونحن نعتبر ذلك دليلاً واضحًا على جهود الوزارة الرامية للارتقاء بالمراكز الثقافية ومدّ جسور التعاون والتشبيك معها، كما أشير إلى الحفل الذي أقامته الوزارة لتكريم المراكز الثقافية المثالية، وذلك من خلال المسابقة التي أعلنتها الوزارة لتحفيز المراكز الثقافية لتقدم ما هو أفضل.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات