الجمعة 26/أبريل/2024

الأسير نائل البرغوثي والفلنتاين

الأسير نائل البرغوثي  والفلنتاين

أوكأ رأسه على كفه بعد أن مد جسده على سريره وبدأ يحرك محرك البحث عبر مذياعه الذي يرافقه منذ أكثر من ثلاثة عقود حتى اهتدى من دون قصد إلى موجه تقول: (  هنا رام الله …) فثبت المؤشر عليها وعدل جلسته لتكون أكثر راحة وبدأ يستمع إلى هوى بلاده التي يعشق ومسقط رأسه الذي يحن إليه رام الله التي غاب عنها منذ ثلاثة وثلاثين عاماً .

وانطلقت المذيعة بصوتها تخاطب جماهير المستمعين و تؤكد عليهم قائلة : تذكروا أن موجتنا ستخصص طيلة اليوم  للأحبة وإهداءاتهم بمناسبة عيد الفلانتاين ،  وما إن بدأت باستقبال اهداءات المحبين حتى تنقلت بصوتها ما بين إهداء وآخر بقولها :  (happy valentine)  أما نائل البرغوثي لم يكن يعي معنى تلك الكلمة ،  ولم يكن يعلم ما هي هذه المناسبة التي خصص لها في مدينة رام الله موجة . 

  و هنا  .. نادى نائل  على من عنده في غرفته وسال بطريقته الفكاهية المعروفة : يا إخوان من هذا الشيخ فلانتاين ؟ ، لم يتلق  أية إجابة لا من  فؤاد الرازم ولا من  سامي يونس … !! ولم يعرف عما يتحدث أبو علي سلمة ؟ فكل هؤلاء مضى على وجودهم بالسجون أكثر من ثلاثة عقود في سجون الاحتلال ، بينما أجابه  شاب صغير من طلبة الجامعات قادته أقداره إلى غرفة هؤلاء الرجال،  عن ماهية الفلنتاين وقال لهم بلغة بسيطة : هو عيد الحب  .. وبدأ يصف لأولئك الرجال  كيف تمتلئ شوارع رام الله ونابلس وباقي مدن فلسطين بالورود الحمراء  والألعاب الحمراء ، وكيف يصطف باعة الورد على أبواب الجامعات يبيعون الورد الأحمر وكيف تنتشر الهدايا و تتوزع ما بين طلاب و طالبات الجامعات الفلسطينية !!

استمع إلى تلك الرواية كل من يشارك نائل في غرفته .. في حين كان نائل شديد الانبهار و الدهشة لما يسمعه .. وحاول أن يرسم بذهنه صورة ما يقوله ذاك الشاب الأسير  إلا أنه لم يفلح فالصورة التي نقلها الأسير الجامعي غريبة وأكبر من أن يستطيع إنسان مضى على اعتقاله 33عاما في سجون الاحتلال تصورها أو استيعابها. 

نعم موجات ومحطات وإذاعات محلية وغير محلية تخصص في فلسطين أثيرها وفضائها الفلنتاين والفلنتينو وعيد الحب والعشاق ونائل ورفاقه لا أثير لهم ولا مناصر لهم ولا أحد يتحدث عنهم وبعد كل هذا وذاك نقول سنجعل من عام 2010 عام الأسرى وعام تحريرهم ، وأنا أقول سمعت هذا الكلام قبل عام وقبل عامين وقبل ثلاثة وسأسمع ذات الكلام بعد عام وعامين وثلاثة أعوام .

نحن قوم نستسهل الكلام ونبرع في فن التصريحات، أما عالم الخطط الإستراتيجية والتفكير بمنطق لا نعرف له سبيلا ولا نتقن فن استخدامه ، هناك شيء اسمه ثقافة تحرير الأسرى يجب أن تنتشر بين أبناء الشعب الفلسطيني والشارع الفلسطيني.

فمناهج التربية  ومادة التاريخ والثقافة الوطنية مواد تفتقر صفحاتها وثناياها لأي ذكر لأسرانا نائل وفخري البرغوثي والرازم ويحيى السنوار وروحي مشتهى ، الذين قد مضى عقود على اختطافهم واعتقالهم وأسماؤهم لا يكاد يعرفها أحد ، أي جيل هذا الذي نسعى إلى تكوينه وهو لا يعرف شيئا عن أسراه وحركته الأسيرة التي سطرت أروع صور البطولة والنضال وخاضت معارك ضاربة سميت معارك الأمعاء الخاوية انتصر فيها الكف على المخرز والإرادة على القوة.

رفيقي نائل ارقد في زنزانتك وأوقف محرك بحث مذياعك وحسبكم أن الله يعرفكم ، فرج الله قريب وأملنا بالله كبير ، وثقتنا بالمقاومة يا شيخ المقاومة تتجدد وإلى أن نلقاك حراً طليقاً يا أسد فلسطين لك منى تحية وسلام عليك السلام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة

الضفة الغربية - المركز الفلسطيني للإعلام اعتقلت قوات الاحتلال الصهيوني - فجر الجمعة- عددًا من المواطنين خلال حملة دهم نفذتها في أرجاء متفرقة من...