الإثنين 06/مايو/2024

دويك: محاولة السلطة الالتفاف حول الشرعية ستبوء بالفشل.. والشعب لن يكون كبش فداء

دويك: محاولة السلطة الالتفاف حول الشرعية ستبوء بالفشل.. والشعب لن يكون كبش فداء

أكد الدكتور عزيز دويك رئيس “المجلس التشريعي الفلسطيني” أن محاولة فريق رام الله الالتفاف حول الشرعية ستبوء بالفشل الذريع، مشددًا على أن الفلسطينيين لن يكونوا أكباش فداء للقوى الاستعمارية؛ “لأن الشعب سيد نفسه، ولن يقبل أن تذهب إرادته الحرة إلى غير ممثليه”.

وقال دويك في مقابلةٍ خاصةٍ لـ”المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الإثنين (18-1): “إن قوات الاحتلال الصهيوني اعتقلت نواب “التشريعي” ووزراءه، وسلطة رام الله منعتنا من إدارة مهامنا”، مشيرًا إلى أنهم ينظرون إلى المرحلة المقبلة بنظرةٍ باهتةٍ من التفاؤل، “وإذا أريد لـ”التشريعي” أن يستأنف عمله فعليهم أن يعلموا أن محاولة الالتفاف حول الشرعية ستبوء بالفشل”.

وأضاف أن “تجربة الحركة الإسلامية جزء من المحاولات الهادفة إلى تثبيت أركان الدولة الإسلامية الحديثة والمعاصرة والمتطلعة إلى التعاون مع كل قوى الأرض داخل حدود هذه الدولة، لا أن نكون أكباش فداء للقوى الاستعمارية”.

وفي سياق آخر وصف دويك ما تتعرَّض له خنساوات فلسطين وأحرارها من انتهاكاتٍ على أيدي عناصر أجهزة الأمن التابعة لمحمود عباس في الضفة المحتلة بـ”المؤسفة جدًّا”، وبأنها تصب في الخانة المعادية لا في مصلحة الشعب، لافتًا إلى أن “الشعب يختزن كل ذلك في قلبه، وسيفرغه في حال إجراء انتخابات، وعندها سيقول كلمته بصدق، وسنعرف عندها من يدافع عنها ومن يزيف الوقائع محاولاً حرف البوصلة الفلسطينية عن طبيعتها الهادفة إلى الحرية والاستقلال”.

ودعا دويك المجتمع العربي والدولي احترام إرادة الشعب الفلسطيني وأن يعملوا على إعطاء التجربة الفلسطينية والشرعية الفلسطينية فرصتها وعدم الضغط عليها لتستكمل تجربتها بعيدًا عن الضغوط والإملاءات الخارجية.

وفيما يلي نص المقابلة:

محاولات فاشلة

* مُنعتم من ممارسة عملكم كرئيسٍ لـ”المجلس التشريعي الفلسطيني”؛ بما في ذلك الوصول إلى مكتبكم، رغم مرور عدة أشهر على خروجكم من السجن، وإقرار عباس بشرعية منصبكم.. كيف تنظرون إلى ذلك؟ وما آخر أشكال العراقيل والتهديدات التي تواجهونها وأبرزها؟

** الحقيقة أن المرحلة الماضية يمكن تلخصيها في عبارةٍ موجزةٍ، وهي أن قوات الاحتلال الصهيوني تعتقل نواب “التشريعي” ووزراءه، وسلطة رام الله منعتنا من إدارة مهامنا؛ فنحن ننظر إلى المرحلة المقبلة بنظرةٍ باهتةٍ من التفاؤل، وإذا أريد لـ”التشريعي” أن يستأنف عمله فعليهم أن يعلموا أن محاولة الالتفاف حول الشرعية ستبوء بالفشل.

تمنيات وأحلام ولكن!

* يقترب موعد (25-1) الذي تنتهي فيه مدة “المجلس التشريعي الفلسطيني” وفق القانون.. كيف تنظرون إلى هذا الموعد؟ وهل تستشعرون مخاطر أن تقدم قوات “فتح” على اعتقال النواب أو التنكيل بهم بعد هذا التاريخ؟

** القانون الفلسطيني ينص في المادة (47) على أن ولاية “المجلس التشريعي” الحالي تستمر إلى أن يأتيَ مجلس جديد منتخب.. عندها تنتهي مدة المجلس الحالي، ولا تلوح في الأفق انتخابات قريبة، ولكن مشروع المصالحة في شهر 6، ولست أدري كيف سيكون الموقف عندها، وما يمكن أن نتعرَّض له سيكون خبرًا في وسائل الإعلام، ولكني أرجو أن تتم المصالحة وينتهي حالة الشد في الساحة الفلسطينية.

* بعد هذه التجربة القاسية خلال أربع سنوات من فوز الحركة الإسلامية.. يثور التساؤل: هل المشاركة في الانتخابات كانت مجدية؟

** إذا صدقت النوايا فإن إمكانية تقدُّم العلمية الديمقراطية قائمة، وهذا ما لم نجده؛ فكل الأفعال والأحداث التي دارت عبارة عن ردود أفعال على نتائج انتخابات عام 2006؛ فمفهوم (4) سنوات يتعلق بأن جوهر التفويض الشعبي لـ”المجلس التشريعي” هو أربع سنوات نافذة لا وراء القضبان، وألا يمنع أعضاؤه من الوصول إليه ولا من استئناف عملهم.

لا نزال في بداية الطريق

* إلى أي مدى نجحت الحركة الإسلامية في تقديم الصورة المطلوبة أو القيام بالواجبات التي وعدت بها؟

** الحركة الإسلامية لا تزال في بداية الطريق، ولكن الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية لم تعطنا الفرصة لنؤديَ دورنا المنوط بنا بطريقةٍ ديمقراطيةٍ وصحيحةٍ؛ لذا لا تلام الحركة الإسلامية، ولكن الذي يُلام الأطراف الدولية التي أرادت فرض هيمنتها على المنطقة، وبالذات الشعب الفلسطيني الذي لم يُرَد له أن يقول كلمته بطريقةٍ حرةٍ ونزيهةٍ وديمقراطيةٍ.

تصنيفات ثلاثة

* من المسؤول عن محاولة إجهاض تجربة الحركة الإسلامية عبر الحياة البرلمانية؟ ولماذا؟

** كل الأطراف التي لم يَرُقْ لها فوزنا بالأغلبية الساحقة والمريحة في “التشريعي” هي المسؤولة عن محاولة إجهاض تجربة الحركة، ونستطيع أن نصنفها إلى ثلاث مجموعات: قوى عالمية، وقوى إقليمية عربية، وقوى محلية؛ فلقد قامت تلك القوى بأخذ موقف المُعادي لنا منذ اليوم الأول؛ وذلك لأن قوى الاستكبار العالمية رتَّبت المنطقة بطريقةٍ توصل إلى نتائجَ محدودةٍ تصب في خانة اليهود ومصلحتهم، ولكن بعد فوزنا تبين أن هناك تيارَيْن يتحرَّكان على الساحة: الأول يصب في مصلحة الغرب، والثاني تيار شعبي عريض وقوي وكبير يبحث عن مصلحة شعبه فقط.

فالخوف من المشروع تفاقم، خاصة بعد أحداث سبتمبر (أيلول) 2001، والتي جعلت المجتمع الدولي غير متقبِّلٍ فكرة أن يصل الإسلاميون إلى سُدَّة الحكم ويقيموا نظامًا، وعندها تدخَّل المجتمع الغربي في الشأن الفلسطيني ليُرجع عقارب الساعة إلى الوراء؛ لعله يقيم مزيد من الحلفاء والقوى الداعمة له مثل القوى القائمة الآن، ومن هنا كانت المواجهة بين هذين التياران سابقَيْ الذكر.

لن نكون أكباش فداءٍ للغرب

* كشَفَ الحصارُ والقطيعة التي جوبهت بها الشرعية الفلسطينية المنتخبة زيفَ الديمقراطية التي يتشدق بها الغرب.. ما تأثير هذه التجربة في إعادة صياغة الوعي الإسلامي بمنطق الديمقراطية الغربية، وحتى فكرة الوصول إلى الحكم عبر الشرعية الانتخابية؟

** نحن كالمسلمين مطالبون بأن تحاول بكافة الطرق تحقيق أهدافنا المكلفين بها شرعًا، والمتمثلة في استمرار الحياة وإقامة كيانٍ إسلاميٍّ قويٍّ قادرٍ عل الدفاع عن حقوق شعبه؛ لذا لا يجب أن نكون أكباش فداء للقوى الاستعمارية.

والتجربة جزءٌ من هذه المحاولات الهادفة إلى تثبيت أركان الدولة الإسلامية الحديثة والمعاصرة والمتطلعة إلى التعاون مع كل قوى الأرض داخل حدود هذه الدولة، فيجب احترام الإسلام وشعائره دون الاعتداء على هذا الدين الأهم في هذا العالم كله.

تجربتنا قائمة ومستمرة، وتسير في اتجاه إنجاز هدفها بعدة طرق مختلفة، ولكنها تواجه عقبات، ومبدأ الديمقراطية الأمريكية مرفوضٌ من قِبَل الشعب الذي لا يقبل غير الإسلام دينًا، ويعرف أن الإسلام هو الذي حلَّ مشكلات البشرية، ومن هنا رفعنا شعار “الإسلام هو الحل”.

انتهاكات مؤسفة جدًّا

* الواقع في الضفة الغربية مرير: اعتقالات بالمئات واختراق للخطوط الحمراء باعتقال النساء واستدعائهن وتعذيبهن.. كيف تنظرون إلى هذه الممارسات؟ وإلى أي مدى تنتشر هذه الانتهاكات؟

** الانتهاكات مؤسفة جدًّا؛ فهي تصب في الخانة المعادية ولا تصب في مصلحة الشعب، ومن يتعامل مع الناس في مدننا وقرانا يدرك مدى حالة عدم الرضا التي تنتاب الناس من مثل هذه الممارسات، ولكن الحقيقة أن الناس تخزِّن، وإذا ما أجريت الانتخابات سيقولون كلمتهم بصدق، وستعرفون عندها من يدافع عنها ومن يزيف الواقع في محاولته المستمرة لحرف البوصلة الفلسطينية عن طبيعتها الهادفة إلى الحرية والاستقلال.

نصر إلهي

* عبر الاعتقالات وحل الجمعيات وتجفيف المنابع، تراهن بعض أوساط رام الله على النجاح فيما فشل فيه الاحتلال لتقويض الحركة الإسلامية وفض الجماهير عنها.. كيف تقيِّمون هذه الممارسات ومدى تأثيرها في الحركة؟

** عندما يقوم ابن عمك وأخوك بممارساتٍ لا ترضي شعبك فهذا أمرٌ خطيرٌ للغاية ويعوق العمل إلى حدٍّ كبيرٍ، ولكنها لن تمنع مسار التاريخ؛ فهو واضحٌ ويسير إلى الإمام، وهذه المعوقات دائما تُزاح عن الدرب؛ لقوله تعالى: ?كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ? (الرعد: من الآية 17).

 

محاولة لاستئصال العمل الإسلامي ولكن!

* لا شك أنه في ظل التعتيم الإعلامي وعدم قيام المؤسَّسات الحقوقية بواجبها، يدور الحديث عن انتهاكاتٍ خطيرةٍ وغير مسبوقةٍ تجري في الضفة الغربية.. ما أبرز هذه الانتهاكات؟ وما خطورتها على النسيج الاجتماعي الفلسطيني؟

** الانتهاكات في الضفة مستمرة؛ فاعتقال الشرفاء والوجهاء والأحرار وأبناء الحركة الإسلامية، ويقوم بالتنكيل بهم ويتعمَّد إغلاق المؤسَّسات الخيرية.. كل ذلك محاولة لاستئصال العمل الإسلامي وأهله من المجتمع الفلسطيني، ولكنا نقول لهم: إنها محاولة يائسة، وإن من يمارس تلك المعوقات ويعمل لصالح الأجندات التي لا تمَّت إلينا بصلة يقترب من نهايته.

* جماهير الحركة الإسلامية في كل مكان تريد أن تطمئنونا على واقع الحركة وحضورها رغم الملاحقة المشتركة؟

** منذ اليوم الأول الذي انطلقت فيه شرارة العمل الإسلامي ونحن نريد خدمة الدين بكل قوة، وهذا الأمر تطلب

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

الاحتلال يقصف مناطق متفرقة جنوب لبنان

بيروت - المركز الفلسطيني للإعلام شن طيران الاحتلال الإسرائيلي -اليوم الاثنين- غارات على عدة بلدات جنوب لبنان، بالتزامن مع قصف مدفعي. وقالت "الوكالة...