الأربعاء 08/مايو/2024

الخفش: ما حققته الفصائل الآسرة لشاليط إنجاز كبير.. وقريبًا سنكون مع الصفقة الكبر

الخفش: ما حققته الفصائل الآسرة لشاليط إنجاز كبير.. وقريبًا سنكون مع الصفقة الكبر

توقع الباحث المختص في شؤون الأسرى فؤاد الخفش أن تكون المفاوضات التي يرعاها الوسيط الألماني تسير بخطى متسارعة لمحاولة إنجازها مع حلول عيد الأضحى المبارك.

وقال الخفش -الذي يرأس مركز “أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان”، في مقابلةٍ خاصةٍ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” اليوم الإثنين (23-11)- إن التعتيم الإعلامي الرسمي من “حماس” والكيان الصهيوني والذي توازيه تسريباتٌ إعلاميةٌ عبر صحف كبرى يشي بأن هناك حراكًا كبيرًا على هذه الصفقة، وأننا بالفعل نقترب من الفصول النهائية لحكاية بطولة فلسطينية جديدة.

وأكد أن ما استطاعت أن تقوم به الفصائل الآسرة للجندي الصهيوني حتى الآن رائع، وعلى أعلى مستويات المهارة سواء كان من خلال قدرتها على الاحتفاظ بالجندي كل هذه الفترة، بالإضافة إلى تمسكها بمطالبها وقدرتها على المحاورة والمناورة والتفاوض الذي يعتبر فنًّا من فنون الحروب والسياسة والقتال.

وحث آسري شاليط على التمسك بمطالبهم العادلة وعدم التخلي عن أيٍّ من الأسماء الكبيرة للأسرى، لافتًا إلى أن حالةً من القلق والترقُّب تنتاب بعض أسر الأسرى مع ازدياد الحديث عن قرب موعد إتمام الصفقة، معتبرًا أنه لا يُعقل أن تتم الصفقة من دون الإفراج عن عباس السيد وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي ويحيى السنوار، ومثل هذه الأسماء والقيادات الكبيرة.

وإلى تفاصيل الحوار:

* كيف تنظرون إلى تزايد التسريبات حول إنجاز صفقة شاليط؟ هل تعتقدون أنها أُنجزت بالفعل؟

** من الواضح ومن خلال التعتيم الإعلامي الكبير الذي يلف الصفقة وعدم إدلاء الأطراف ذات الصلة بتصريحات رسمية، مع وجود بعض التسريبات من قِبَل صحف أمريكية وبريطانية وألمانية كبيرة؛ أن شيئًا ما يُدبَّر ويُدار في الخفاء، وكل ذلك يشي بأن هناك حراكًا كبيرًا في هذه الصفقة، وأننا بالفعل نقترب من الفصول النهائية لحكاية بطولة فلسطينية جديدة.

وأستطيع أن أقول إن أحدًا غير قادر على التحليل والتوقع بعد أن تمَّت صفقة الأسيرات قبل شهر ونصف؛ فالأمر تم فجأة، ومن أي سابق إنذار؛ الأمر الذي يدل على سرية العمل في مثل هذه الأمور؛ فتسريب الأخبار من شأنه أن يفسد الصفقة ويبدِّد الجهود، بالذات عند الاحتلال الصهيوني الذي يضم بين تناقضاته أحزابًا وجهات ترفض الإفراج عن أصحاب الأحكام العالية، والأمر عند الجانب الفلسطيني أقل؛ وذلك بفضل ثقة الشارع بالمقاومة من خلال تمسكها كل هذه الفترة بشروطها وطلباتها.

وهنا يجب أن أقول إن ما استطاعت أن تقوم به المقاومة حتى الآن رائع وعلى أعلى مستويات المهارة، سواء كان من خلال قدرتها على الاحتفاظ بالجندي كل هذه الفترة، أو تمسكها بمطالبها وقدرتها على المحاورة والمناورة والتفاوض الذي يعتبر فنًّا من فنون الحروب والسياسة والقتال.

* في رأيك.. كيف أثر دخول ألمانيا في خط الوساطة في تحريك هذا الملف؟

** بخصوص الوساطة الألمانية أقول إنني كنت من أوائل من طالب بضرورة تدخل الوسيط الألماني وضرورة إشراكه في الأمر؛ لما يتمتع به هذا الوسيط من خبرة أنجزت على طول العقود الماضية صفقات تحت هذا العنوان.

ومن الواضح أن الكيان “الإسرائيلي” هو من طلب من ألمانيا التدخل، وهذا واضحٌ وجليٌّ من خلال الإعلام، والسبب والهدف ليس الضغط على “حماس”، بل من أجل تقريب الأمور وتسريعها.

والوسيط الألماني استطاع أن يُحدث كسرًا كبيرًا للجليد من خلال صفقة الأسيرات والشريط الذي يؤكد بقاء شاليط على قيد الحياة.

* هل تتوقع أن تنجز هذه الصفقة بحلول عيد الأضحى بالفعل كما يتردَّد؟

** باعتقادي.. فإن الوسيط الألماني يوصل الليل بالنهار من أجل سرعة إنجاز هذه الصفقة مع حلول عيد الأضحى.

وهنا يجب أن أقول وبكل وضوح مع تفهمي الكامل لرغبة “حماس في إتمام هذه الصفقة في ظل هذه المناسبة، وهي عيد الأضحى، ولكن من دون تقديم تنازلات، بالذات فيما يخص الأسرى الكبار أصحاب الأحكام العالية.

وفي هذه الفترة لا بد من أن حالةً من القلق تنتاب بعض أسر الأسرى مع ازدياد الحديث عن قرب موعد إتمام الصفقة؛ حيث لا يُعقل أن تتم الصفقة من دون الإفراج عن عباس السيد وإبراهيم حامد وعبد الله البرغوثي ويحيى السنوار، ومثل هذه الأسماء التي تم تطمين أهاليهم من قِبَل قادة “حماس”؛ أن ذويهم ضمن هذه الصفقة، ولا يمكن لـ”حماس” أن تتنازل عنهم ونعلم مدى حرص الاحتلال على عدم الإفراج عنهم من بابين؛ الأول: أن تبقى معاناة هؤلاء الأسرى وتحطم نفسيتهم، والثاني محاولتها أن تقول للشارع الداخلي إنها لن ترضخ لطلبات المقاومة وأبقت من قتلوا جنودها في الأسْر.

* في المقابل نلمس إصرارًا من الفصائل الآسرة على التمسك بمطالبها.. هل تعتقد أنها ستنجح في ذلك؟

** ظروف المفاوضات ليست سهلة، وصعبة جدًّا، وتتم في ظل أجواء وظروف غاية في التعقيد، وبين جذبٍ وشدٍّ، وعالم المفاوضات هذا عالم كبير لا يستطيع أن يقول فيه المفاوض “لا” من دون إبداء أسباب؛ فالطرفان يريدان إتمام الصفقة، وكل طرف يطلب شروطًا، ولا يستطيع أحد أن يفرض ما يريد، ودور الوسيط هنا تقريب الأمور وتذليل الصعاب وإبقاء باب المفاوضات مفتوحًا وعدم إغلاقه، وكل طرف يُبدي في كل مرة عدم ارتياحه ورفضه ليعود الوسيط ليذلل الصعاب وتكسير الخطوط الحمراء التي يقول كل طرف إنه لا مجال للتنازل عنها.

لا أحد يفرض كل ما يريد بعالم المفاوضات، ولا أحد يقبل على التفاوض وقد سبق أن فرض شروطًا مسبقة، وإلا لماذا سمِّي تفاوضًا وهناك شروط، هناك مطالب يصفها طرف بأنها شرعية وآخر بأنها مجحفة، والعكس، يتم التفاوض ويتم التوصل إلى صفقة، وهنا يكون كل جانب حقق أكبر ما يستطيع تحقيقه ويكون ذات الجانب قدَّم أكبر قدر مما يمكن تقديمه من تنازل.

* هل تتوقع أن يكون هناك صفقة صغيرة مثل صفقة الأسيرات قبل الصفقة الكبرى؟

** لا أتوقع أن يكون هناك صفقات صغيرة أخرى؛ لأن سبب الصفقة الصغيرة انتهى.. كانت حكومة الاحتلال تريد أن تتأكد أن شاليط على قيد الحياة، وكذلك الوسيط أراد أن يكسر حالة الجليد القائمة في هذا الموضوع؛ فكانت صفقة الأسيرات والاطمئنان على شاليط.

* ماذا عن حقيقة تجميع الأسرى في ثلاثة سجون ودلالاته؟

** الحقيقة أن تفاعلاً وحراكًا كبيرًا تشهده اللحظة وهذه الساعات بخصوص الصفقة مع ساعات الصباح الأولى؛ فقد جاءني أكثر من اتصال من عائلات الأسرى التي تربطني بهم علاقة شخصية تسأل عن الصفقة وقرب إتمامها وحديث الإعلام حول تجميع الأسرى في ثلاثة سجون، وأن هناك أسيرًا اسمه غير مدرج بالصفقة، كل عائلة أسير تظن أن زوجها أو ابنها هذا الأسير؛ فزوجة عباس السيد تسأل عن زوجها، وزوجة إبراهيم حامد أيضًا، وكذلك حال أم أسامة البرغوثي زوجة عبد الله البرغوثي.. الكل يترقب والكل ينتظر والإعلام والتصريحات تلعب بقلوب أهالي الأسرى وعواطفهم.

وهنا أريد القول إن كل السيناريوهات محتملة وواردة في علم وعالم التفاوض ممكن أن يكون يتم تجميع الأسرى في ثلاثة سجون، وممكن في آخر لحظة أن تتوقف الأمور ولا تتم الصفقة وتتأخر أشهرًا، وممكن أن تتم قبل العيد.. لا أحد يستطيع أن يتكهن والإعلام وصمت حماس عن الإدلاء بأية معلومة والحراك الذي يدور حول الأمر؛ كلها أمور تشير إلى قرب التوصل إلى إتمام هذه الصفقة التي آمل أن تكون أعظم وأكبر صفقة في تاريخ الثورة الفلسطينية.

ما أقوله لأهالي الأسرى: موعد اللقاء مع ذويكم اقترب.. اصبروا وثقوا بالمقاومة التي وعدت بخروج أصحاب الأحكام العالية، وأملنا في الله فقط بالله كبير.

* على هامش الحديث عن الصفقة.. هناك جدل وخلاف حول حقيقة أعداد الأسرى في سجون الاحتلال.

** قضية الأسرى أكبر من كل الأرقام والأعداد، فهي ليست عددًا، هي مشاعر مسروقة، وقلوب محروقة، وأرواح يراد قتلها في مهدها، أما العدد ومن ناحية مهنية بحدود العشرة آلاف أسير ينقص عن ذلك بقليل، وتقديرات بعض الجهات الرسمية تعتمد على ما يتم دفعه من مال للأسرى، وهنا يجب ألا نغفل جانبًا مهمًّا، وهو أن هناك أسرى موظفين وعسكريين لا يتقاضون رواتب من الجهات الرسمية وتغفلهم الإحصائيات.
وعلى كل حال من المشكلات الكبيرة ألا يكون عندنا تقدير دقيق وصحيح لأعداد الأسرى.

* كيف تقيِّم التعاطي المحلي والدولي مع قضية الأسرى؟

** بخصوص التعاطي المحلي مع قضية الأسرى كما قلت في أكثر من مناسبة؛ فإن ثقافة ومفهوم الأسرى والأسْر مُهمَلٌ وغير موجود في أوساط أبناء الشعب الفلسطيني، وإن هذا الأمر والجرح يكوي فقط عائلات الأسرى وذويهم، والأسرى أنفسهم أكثر من أي أحد آخر.. هناك إهمال حقيقي لهذه القضية المهمة، وقد زاد هذا الإهمال وعدم التعاطي بعد حالة الانقسام التي أصابت الجسد الفلسطيني،  فانعكست آثاره على قضية الأسرى.

على الصعيد الدولي بدأنا نلحظ في الفترة الأخيرة جهودًا ملموسةً وحقيقيةً حول هذا الموضوع نأمل أن يتم تفعيلها ومتابعتها حتى تؤتي مثل هذه الجهود ثمارها.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات