الأربعاء 08/مايو/2024

دويك يعلن استعداده لتولي رئاسة السلطة حال استقالة عباس ويبشِّر بقرب إتمام المصال

دويك يعلن استعداده لتولي رئاسة السلطة حال استقالة عباس ويبشِّر بقرب إتمام المصال

أكد الدكتور عزيز دويك رئيس “المجلس التشريعي الفلسطيني” أن الاعتقالات والمضايقات والملاحقات التي تقوم بها أجهزة أمن عباس في الضفة الغربية المحتلة تعقِّد الوضع الفلسطيني وتقف حجرة عثرة في وجه إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام، قائلاً: “بدلاً من أن تستمر سلطة رام الله في اعتقالاتها، عليها تهيئة الساحة الفلسطينية للمصالحة، كما هُيِّئت في عام 2006”.

وأضاف دويك في مقابلةٍ خاصةٍ مع “المركز الفلسطيني للإعلام” مساء اليوم الأربعاء (11-11) أن “الوضع في الضفة مزعج ومقلق للغاية، وغير مُرْضٍ؛ لكثرة الاعتقالات التي تطال العديد من أبناء الحركة الإسلامية، ولا أدري إلى متى يستمر هذا الوضع الصعب”.

وبشأن دعوة عباس إلى الانتخابات، أكد رئيس “المجلس التشريعي” أن الانتخابات الفلسطينية لا يمكن إجراؤها قبل تحقيق المصالحة وتوفير المناخ الملائم لها، موضحًا أن الأطراف الفلسطينية لا تعارض مفهوم الانتخابات، بل ترحِّب بها إذا كانت ديمقراطية ونزيهة وتشرف عليها مؤسسات نزيهة وتكون أرضيتها وساحتها مهيأة لها.

وتابع يقول: “هناك حراك سياسي نشط في هذه الأيام يقوم بها قادة الفصائل الفلسطينية من أجل تذليل العقبات بين حركتي “حماس” و(فتح)”.

وطالب القيادة المصرية بأخذ تحفظات الفصائل بعين الاعتبار، لا سيما ملاحظات حركة “حماس” على محمل الجد؛ فهي طرف بارز وكبير ومهم وفعَّال في الساحة الفلسطينية، مبديًا تفاؤله بقرب إعادة اللحمة وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية.

وحول استعداده لتولي مسؤولية السلطة حال استقالة عباس وإجراء الانتخابات، أكد رئيس “المجلس التشريعي الفلسطيني” استعداده لتولي رئاسة السلطة، قائلاً: “الدستور والقانون الفلسطيني واضحان، وينصان بصراحة على أنه في حالة استقالة أو وفاة أو وجود عائق يحول دون ممارسة رئيس السلطة صلاحيته يقوم رئيس “المجلس التشريعي” بالإنابة عنه إلى أن يتم إجراء الانتخابات خلال 60 يومًا؛ فأنا أحترم القانون والدستور الفلسطينيين، وملتزم بكل ما فيهما، ولا يعنيني ما قاله البعض عن أنني أبحث وأتلهَّف وراء السلطة، ونحن نقول لهم قول الله تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا﴾ (القصص: من الآية 83)”.

وفيما يلي نص الحوار:

* تحدثتَ عن إمكانية التوقيع على ورقة المصالحة المصرية قبل نهاية الشهر الجاري.. ما حقيقة ذلك؟

** بالفعل هناك حراكٌ سياسيٌّ نشطٌ في هذه الأيام يقوم بها قادة الفصائل الفلسطينية من أجل تذليل العقبات؛ فلقد كانت دعوتي واضحة قبل عشرة أيام، ودعوت فيها الجميع إلى التوقيع عليها؛ بحيث يتم أخذ تحفظات الفصائل جميعها، وبالأخص تحفظات وملاحظات حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، على محمل الجد؛ فهي طرفٌ بارزٌ وكبيرٌ ومهمٌّ وفعَّالٌ في الساحة الفلسطينية، ولكنني أشعر وأنا أكلمكم أن إعادة اللحمة وإنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة الوطنية باتت قريبة جدًّا بحق، وستنجز بإذن الله، وسيسمع الشعب الفلسطيني إخبارًا سارة عندئذٍ.

الأهم التوافق الداخلي

* هل هناك اتصالات حاليَّة بين “حماس” ومصر؟ وهل فكرة ملحق الورقة المصرية مقبولة؟ وماذا سيتضمن؟

** لا شك أن هناك اتصالات تجري على المستوى الإقليمي، ولكن الأهم والأبرز في تلك الاتصالات هي التي تكون في المجال المحلي بين القادة الفلسطينيين المعنيِّين بالخروج من الأزمة الصعبة التي يمر بها الشعب، وأما بخصوص ملحق الورقة المصرية، فإذا توافقت الفصائل على بنوده فلا أرى داعيَ أو أي سببًا للمصريين لرفضه؛ فهم حينها مطالبون بقبوله.

تولِّي رئاسة السلطة

* نقلت تصريحاتٌ على لسانكم باستعدادكم لتولِّي مسؤولية السلطة حال استقالة عباس وإجراء الانتخابات.. ما حقيقة ذلك؟ وهل تعتقدون أن عباس جادٌّ في تهديداته؟

** الدستور والقانون الفلسطينيان واضحان وينصان بصراحةٍ على أنه في حالة استقالة أو وفاة أو وجود عائق يحول دون ممارسة رئيس السلطة صلاحيته، يقوم رئيس “المجلس التشريعي الفلسطيني” بالإنابة عنه إلى أن يتم إجراء الانتخابات خلال 60 يومًا؛ فأنا أحترم القانون والدستور الفلسطينيَّين، وملتزم بكل ما فيهما، ولا يعنيني ما قاله البعض عن أنني أبحث وأتلهَّف وراء السلطة، ونحن نقول لهم قول الله تعالى: ﴿تِلْكَ الدَّارُ الآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَادًا﴾ (القصص: من الآية 83).

الانتخابات مرتبطة بالمصالحة

* ولكن عباس يتساءل: ما دمتم توافقون على إجراء الانتخابات فلماذا لا تستجيبون لدعوته ومرسومه بهذا الخصوص؟ وما الفارق بين هذه الدعوة وتلك؟

** بخصوص الانتخابات فأنا أحب أن أؤكد أن الأطراف الفلسطينية لا تعارض مفهوم الانتخابات؛ فمصير قضيتنا متعلقٌ بها؛ فالجميع يرحِّب بها إذا كانت ديمقراطية ونزيهة وتشرف عليها مؤسسات نزيهة، وتكون أرضيتها وساحتها مهيأة لها، ولكن موضوع الانتخابات منفصل تمامًا عما يدور البحث عنه، وهو موضوع المصالحة، والتي الانتخابات هي جزءٌ منها، وهذا ما يجب أن يكون؛ فيجب أن تكون متزامنة معها.

اعتقالات الضفة

* يُلاحَظ في الأيام الأخيرة تزايد الاعتقالات والاستدعاءات في الضفة الغربية.. كيف تؤثر هذه التطورات في فرص الوصول إلى المصالحة؟

** حقيقة.. إن تلك الاعتقالات والمضايقات والملاحقات كلها تعقِّد الوضع الفلسطيني، وهي عقبات تقف في وجه إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام؛ فالأصل أن نهيِّئ الساحة للمصالحة، كما هُيِّئت في الانتخابات السابقة، بدل أن تستمر الاعتقالات.

عرقلة عمل رأس الشرعية!

* ألم يحدث أي تغيير بخصوص عودتكم إلى عملكم في “المجلس التشريعي الفلسطيني”؟ وما الذي يعوق ذلك بالتحديد حتى الآن؟

** الأصل أن يطرح هذا السؤال على أولئك الذين يمنعون نواب الشعب المُنتخَبين بصورةٍ ديمقراطيةٍ شهد العالم بنزاهتها من ممارسة عملهم وصلاحياتهم الدستورية من على سدة البرلمان ومواقع العمل (في إشارةٍ إلى سلطة رام الله)؛ فالوضع كما كان في السابق، ولا يزال النواب ممنوعين من كل شيء.

أدوار النواب المُفرَج عنهم

* كان هناك لومٌ من جمهور “حماس” في الضفة إلى النواب المُفرَج عنهم بأنهم لم يقوموا بالدور المنتظر في فضح الجرائم التي ترتكب بحق المواطنين، سواء على صعيد الاعتقالات أو الفصل التعسفي.. كيف تقيِّمون ذلك؟

** الإخوة النواب الذين أفرج عنهم من سجون الاحتلال الصهيوني لا يزالون يتلمَّسون خطواتهم الأولى في الحرية، ولكنهم فوجئوا بالأوضاع الصعبة والمعاكسة لما كانت سابقًا؛ فلقد تم إبعادهم بطريقةٍ متعمدةٍ عن عملهم كنوابٍ، ولكنهم أصرُّوا على التحدِّي والاستمرار في العمل؛ فبدأت شكاوى المواطنين تنهمر عليهم من كل باب، فصُدموا بدايةً بحجمها؛ فبعضها كان يشتكي من فصل تعسفي، والبعض الآخر من اعتقالات وغيرها الكثير، ورغم أن الوقت الممنوح للنواب كان قصيرًا فإنهم لا يزالون يبذلون كافة طاقاتهم وجهودهم من أجل التخفيف عن عاتق المواطن الفلسطيني وكاهله؛ فالأصل لنواب “المجلس التشريعي” أن يقوموا بخدمة الناس من مكانهم الطبيعي، لا أن يجدوا نفسه في الشارع ولا مأوى لهم!.

التواصل مع البرلمانات

* هل كان لكن تواصل مع أي برلمانات عربية أو دولية لشرح طبيعة العراقيل التي توضع أمامكم وتشكل تحديًا وتطرح علامات استفهام حول جدوى أية تجربة ديمقراطية قائمة؟

** تواصلنا مستمرٌّ مع الإخوة والأشقاء العرب على مختلف مسمَّياتهم؛ فقبل أسابيع خاطبْنا الأمين العام لـ”الجامعة العربية” عمرو موسى، واستلمت بالأمس ردَّه، وأيضًا نحن على اتصالاتٍ بالنواب العرب والمسلمين؛ نراسلهم ويراسلوننا، ونحن نتواصل معهم بالقدر المستطاع، وأيضًا نتواصل مع الأوروبيين من أجل حملتنا لإطلاق سراح بقية إخواننا النواب من سجون الكيان الصهيوني.

وضع الضفة مزعج

* في ظل الحملة المحمومة لاستئصال الحركة الإسلامية ومشروع المقاومة في الضفة الغربية، سواء من الاحتلال أو السلطة.. كيف تقيِّمون الوضع في الضفة الغربية من خلال احتكاككم بالجماهير؟

** الوضع في الضفة العربية المحتلة بصورةٍ عامةٍ غير مُرْضٍ؛ لكثرة الاعتقالات التي تطال العديد من أبناء الحركة الإسلامية؛ فالوضع مزعج ومقلق للغاية، ولا أدري إلى متى يستمر هذا الوضع الصعب، ولكنني أخذت على عاتقي منذ لحظة خروجي من السجن أن أعمل على إعادة اللحمة إلى الفلسطينيين وأنهي الانقسام وأعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه -بإذن الله- قبل الانقسام.

الرابط المختصر:

تم النسخ

مختارات